رغدة نائب المدير العام
عدد المساهمات : 15155 نقاط : 19773 تاريخ التسجيل : 10/10/2014 الموقع : لبنان
| موضوع: من ثمر الروح المحبة ++++++++++++++++ الإثنين أبريل 27, 2015 9:28 am | |
| من ثمر الروح المحبة ++++++++++++++++
أود أن أبداً معكم سلسلة جديدة عن " ثمار الروح ) 0 هذه التى شرحها الوحى الإلهى على لسان بولس الرسول قائلاً : " و أما ثمر الروح فهو : محبة ، فرح ، سلام ، طول أناة لطف ، صلاح ، وداعة ، تعفف 0 ضد أمثال هذه ليس ناموس " ( غل 5 : 22 ، 23 ) 0و يبدو واضحاً من هذه الآية أن المحبة هى أولى ثمار الروح 0 فلنتأمل إذن فضيلة المحبة أولى ثمار الروح : المفروض فى الإنسان أن يكون هيكلاً للروح القدس ، و يكون روح الله ساكناً فيه 0 و لقد أرسل لنا السيد المسيح الروح القدس ، لكى يسكن فينا إلى الأبد ، و لكى يعمل فينا و يعمل بنا و يكون لعمله فينا و يعمل بنا و يكون لعمله فينا ثمار ، هى ثمار الروح ( 1كو 3 : 16 ) ( يو 14 : 16 ، 17 ) و فى مقدمة ثمار الروح : المحبة و الفرح و السلام 0 و لنبدأ بفضيلة المحبة و علاقتها بالفرح و السلام 0 أهم ما أريد أن أكلمكم عنه فى المحبة ، هو محبة الله ، و محبة الخير 0 و كل منهما تؤدى إلى الأخرى محبة الله توصل إلى محبة الخير و الفضيلة 0 و محبة الخير و الفضيلة توصل إلى محبة الله 0 و كل منهما تقوى الأخرى 0 إذا أحب إنسان الخير ، لا يكون له صراع مع الشر كثير من الناس يضيعون حياتهم فى الصراع مع الخطية أو فى مقاومة الشيطان ، لكى يصلوا بهذا إلى حياة التوبة 0 و حياة التوبة هى البعد عن الخطية التى يحبونها 0 أما الإنسان الذى يحب الخير ، فقد أرتفع فوق مستوى التوبة ، و فوق مستوى الصراع مع الخطية0 عبارة الجسد يشتهى ضد الروح ، و الروح يشتهى ضد الجسد " ، هى عبارة خاصة بالمبتدئين ، الذين يجاهدون ضد الجسد غير الخاضع للروح 0 أما الجسد النقى ، البار ، الذى يحب الخير ، فهو لا تشتهى ضد الروح 0 ( غل 5 : 17 ) 0 الإنسان الذى يحب الخير ، لا يجاهد للوصول إلى التوبة ، إنما كل جهاده هو للنمو فى محبة الله و محبة الخير 0 إنه جهاد إيجابى ، و ليس جهاداً سلبياً 00 إنه أنتقال من درجة فى القداسة إل درجة أعلى منها 0 إنه جهاد لذيد بلا تعب 00 إنما يتعب فى جهاده ، الإنسان الذى يقاوم نفسه ، نفسه التى لا تحب الفضيلة ، بل تحب الظلمة أكثر من النور " ( يو 3 : 19 ) 0 أما الذى يحب الخير ، فقد دخل إلى راحة الرب ، دخل إلى سبته الذى لا ينتهى ، يتدرج فيه من خير إلى خير أكبر ، بلا تعب ، بلا تغصب إن فضيلة " التغصب " ليست للقديسين يحبون الخير ، فالذين يحبون الخير ، لا يغصبون أنفسهم عليه ، بل يفعلونه تلقائياً ، بلا مجهود 0 الذى يحب الخير ، لا يرى وصية الله ثقيلة ، بل يحب ناموس الرب " فى ناموس الرب مسرته ، و فى ناموسه يلهج نهاراً و ليلاً " 0 صدق يوحنا الرسول عندما قال " ووصاياه ليست ثقيلة " ( 1يو 5 : 3 ) 0 إننا نشعر أن وصايا الرب ليست ثقيلة ، حينما نحبها ، و نتعنى بها و نقول " وصية الرب مضيئة تنير العينين ، فرائض الرب مستقيمة ، تفرح القلب " ( مز 18 ) 0 إن الذى يحب الرب و يحب الفضيلة ، قد ارتفع فوق مطالب الناموس ، و دخل فى الحب 0 إنه يفعل الخير ، بلا وصية ، بل بطبيعته الخيرة 0 ليس هو محتاجاً إلى وصية تدعوه إلى الخير 0 إنه يفعل الخير ، لأن الخير من مكوناته ، كصورة لله 0 يفعل الخير كشئ عادى ، طبيعى ، كالنفس الذى يتنفسه ، دون أن يشعر فى داخله أنه يفعل شيئاً زائداً أو عجيباً ولهذا فإنه لا يفتخر ، إذ أنه فى نظره شئ طبيعى 00 أما الذى لا يحب الخير ، فإن وصية الله ثقيلة عليه 0 لذلك فكثيراً ما تكون بينه و بين الله عداوة !! يشعر أن الله يسلبه لذته ( الميالة إلى الخطية ) 0 و يشعر أن وصية الله تقيده ، و تحاول أن تسيره فى طريق لا يريدها 00 و هكذا يرى أن طريق الله صعب ، و أنه لا يسير فيه إلا مضطراً 0 من هذا النوع الذى لا يحب الخير ، الإنسان الوجودى الملحد ، الذى يرى أن وجود الله ، عائق ضد وجوده هو 00 أى أنه لا يشعر بوجوده إذا آمن بوجود الله ، و لذلك يقول " الأفضل أن الله لا يوجد ، لكى أوجد أنا" كل ذلك لأنه لا يحب الخير 0 و عدم محبته للخير أوصلته إلى عدم محبة الله 0 لهذا فإن الأبن الضال ، عندما أراد أن يتمتع بحريته و شخصيته ، ترك بيت أبيه 00! ( لو 15 : 13 ) أما الإنسان الذى يحب الخير ، فليست بينه و بين الله عداوة 0 لأنه يوجد اتفاق بين مشيئته و مشيئة الله 0 إنه يحب الله ، و يجد فيه مثالياته العليا ، و يحب فيه الخير الذى يشتهيه 0 و يصبح الله شهوته ، و هو لذته 0 الإنسان الذى يحب الخير يعيش فى فرح دائم و فى وسلام 00 و كما يقول الكتاب " افرحوا فى الرب كل حين ، و أقول أيضاً افرحوا " 0 إنه يفرح بالرب ، لأنه يجد لذته فى المعيشة معه ، و يجد أن مشيئة الله هى مشيئته ، و أن مشيئته هى مشيئة الله 0 متى إذن يبدأ فى أن يفقد محبة الله و محبة الخير ؟ لما يبدأ فى معرفة الشر ، و فى مذاقته ، و فى الإلتذاذ به 0 و هذه هى التجربة التى أوقع فيها الشيطان الإنسان الأول 0 كان آدم و حواء لا يعرفان إلا الخير ، فأدخلهما فى معرفة الخير و الشر 0 أى أضيفت إلى معرفتها للخير ، معرفة الشر ( تك 3 : 5 ) بدأ الإنسان يختبر الشر ، و تكون بينه و بين الشر علاقة و عاطفة 0 هناك أشياء من الخير للإنسان ألا يختبرها 0 و عن هذه قال الكتاب " الذى يزداد علماً يزداد غماً ط ( جا 1 : 18 ) 0 قال الشيطان لحواء " يوم تأكلان تنفتح أعينكما" 0 و كان خيراً لهما ألا تنفتح أعينهما على ذاك اللون من المعرفة 0 يا ليت أن الإنسان لا يعرف سوى الخير ، حينئذ يعيش سعيداً 0 يعيش فى محبة للناس ، لأنه لا يعرف إلا الخير الذى فيهم ، و ليس غيره سيأتى وقت ، فى الأبدية السعيدة ، حينما نتقياً ثمرة معرفة الخير و الشر ، ولا نعود نعرف سوى الخير فقط ، و ننسى معرفة الشر 0 سيمحو الله من ذاكرتنا كل الشر الذى رأيناه تحت الشمس ، و لا يبقى فينا سوى الخير وحده ، نعرفه ، و نتأمله ، و نختبره ، و نذوقه ، فنزداد حباً له 00 و نمارسه بالحب 0 نحن لا نفعل الخير مضطرين ، و لا مأمورين ، و لا متغصبين ، و إنما نفعل الخير حباً فى الخير 0 تأكد أنه عندما يزن الله أعمالك فى الأبدية ، ليرى ما فيها من خير ، سيزن الحب الذى فيها ، و لا يأخذ الله من أعمالك سوى الحب فقط ، و لا يكافئك إلا على ما فيها من حب 0 كيف يطبق هذا المبدأ فى حياتنا و فى أعمالنا ؟ خذ الخدمة كمثال : إنها ليست مجرد نشاط أو تعب أو عظات ، إنما : أنت تخدم و أنت تحب الناس ، و تحب خلاصهم ، و تحب بنيان الكنيسة و الملكوت ؟ و تحب الله الذى يحبهم ، و الذى تريدهم أن يحبوه 00 تأكد أن الله سوف لا يأخذ من خدمتك سوى الحب 00 و هكذا ينجح فى الخدمة ، من يراها حباً 0 حب الله و الناس يقوده إلى خدمتهم 0 و كلما يخدمهم يزداد حباً لهم ، فيزداد خدمة لهم 0 و نفس الوضع نراه فى الصدقة 00 إنها ليست مجرد طاعة لوصية ، فالكتاب يقول " المعطى المسرور يحبة الرب " 0 ليس مالك الذى تعطيه هو الذى يحسب لك عند الله ، و إنما الحب ، الحب الذى يرتفع فوق مستوى العشور و البكور و النذور ، و فوق مستوى الأرقام ، و يعطى بسخاء و لا يعبر 0 أولى ثمار الروح القدس هى المحبة 0 لذلك عندما عاتب الرب ملاك كنيسة أفسس ، و دعاه إلى التوبة ، لخص عتابة كله فى عبارة واحدة ، لم يذكر فيها خطية معينة ، إنما قال : " عندى عليك أنك تركت محبتك الأولى " ( رؤ 2 : 4 ) من أجل هذه المحبة قال الرب " يا ابنى أعطنى قلبك " 0 و إن أعطيتنى هذا القلب ، فحينئذ " ستلاحظ عيناك طرقى " فتكون إطاعة الوصايا هى نتيجة طبيعة للمحبة ( أم 23 : 26 ) 0 كثير من الناس سلكوا فى حياة التوبة من الخارج ، و لم يسلكوا فى الحب الذى من الداخل ، فأصبحت بينهم و بين الله علاقات و ممارسات و طقوس ، و ليس بينهم و بينه حب ، ففشلت حياتهم 00 لما سئل السيد المسيح " أية وصية هى العظمى فى الناموس ؟ " 00 أجاب إنها المحبة يشطريها : تحب الرب إلهك من كل قلبك 00 و تحب فريبك كنفسك 00 بهذه المحبة يتعلق الناموس كله و الأنبياء ( مت 22 : 26 - 40 ) 0 كثيرون سيقولون له فى اليوم الأخير " يا رب بإسمك تنبأنا ، و بإسمك أخرجنا شياطين 00 ( مت 7 ) 0 و لكنه سيترك كل هذا و يسألهم عن الحب الذى فيهم 0 إنها ليست مسأله معجزات و مواهب ، فما أكثر الذين هلكوا على الرغم من مواهبهم 0 لذلك فإن الرسول بعد أن تحدث عن المواهب الروحية ، قال " أريكم طريقاً أفضل " 00 و تحدث عن المحبة ( 1كو 13 ) 0 و بمقدار محبتنا لله سيكون فرحنا به فى الأبدية ، و ستكون سعادتنا 0 نجم سيمتاز عن نجم فى الرفعة ، و هذه الرفعة ستحددها المحبة 0 و إذا أحببت الله سوف لا تخاف ، أن المحبة تطرح الخوف إلى خارج 00 إذا أحببت سوف لا تخاف الله ، و لا تخاف الخطية ، و لا تخاف الناس ، و لا تخاف الموت 00 بالحب يعيش الإنسان فى فرح دائم ، يفرح بالرب الذى يقوده فى موكب نصرته ، من خير إلى خير ، و يفرح لتمتعه بالرب ، لأن الخطية لا مكان لها فى قلبه و لا مكانة 0 حقاً قد تحدث له حروب و مقاومات من الشيطان ، و لكنها ضيقات من الخارج فقط ، و أما فى الداخل فيملك عليه 0 و هكذا يجتمع فى قلبه المحبة و الفرح و السلام 0 أريدكم أن تدربوا أنفسكم على هذا الحب ، أخرجوا من مظاهر الحياة الروحية ، و ادخلوا إلى عمق الحب 0 و المحبة لن تسقط أبداً 0 لقد أذكر بطرس معلمه ، و سب و لعن و قال : لا أعرف هذا الرجل 0 و لكن الرب لم يسأله سوى سؤال واحد " أتحبنى ؟ " 00 و أجاب بطرس : أنت تعلم يا رب كل شئ 0 أنت تعلم أنى أحبك " ( يو 21 : 15 - 17 ) و بهذه المحبة نال الغفران ، ورجع إلى رتبته الرسولية 0 لست أود استرسل معكم كثيراً عن المحبة ، فقد أصدرت لكم كتاباً كبيراً بعنوان ( المحبة قمة الفضائل ) | |
|
joulia المدير العام
عدد المساهمات : 11984 نقاط : 15820 تاريخ التسجيل : 11/10/2014 الموقع : لبنان
| موضوع: رد: من ثمر الروح المحبة ++++++++++++++++ الإثنين أبريل 27, 2015 4:20 pm | |
| " وأما ثمر الروح فهو محبة فرح سلام، طول أناة لطف صلاح إيمان، وداعة تعفف. ضد أمثال هذه ليس ناموس" | |
|
سعاد الادارة العامة
عدد المساهمات : 22227 نقاط : 30251 تاريخ التسجيل : 10/10/2014 الموقع : لبنان
| موضوع: رد: من ثمر الروح المحبة ++++++++++++++++ الثلاثاء أبريل 28, 2015 8:26 pm | |
| | |
|
رغدة نائب المدير العام
عدد المساهمات : 15155 نقاط : 19773 تاريخ التسجيل : 10/10/2014 الموقع : لبنان
| موضوع: رد: من ثمر الروح المحبة ++++++++++++++++ الأربعاء أبريل 29, 2015 9:40 am | |
| | |
|