قصة اليوم : إلى العمل!
مرّ "كسرى انوشروان" بفلاح عجوز يغرس صنفاً من الشجر لا يؤتي ثمره قبل مضيّ زمن طويل. فقال له "كسرى": "يا عم! إنك تُتعب نفسك عبثاً لأنك لن تذوق ثمره!- لقد صدقتَ! ولكن غرسوا قبلنا فأكلنا. ونغرس ليأكل من يأتي بعدنا! فسرّ "كسرى" من هذه النفس النبيلة وأمر بأن يكافئوه. فقال الفلاح على الفور: يا مولاي! هاءنذا جنيت ثمرة غرسي قبل الأوان.وأعجب "كسرى" لبراعة الجواب فأمر بأن يكافئوه من جديد".
ونحن على مثال هذا الشيخ يجب أن نعمل دائماً غير ملتفتين الى المنفعة الشخصية القريبة. وانما نعمل لأن صلة وثيقة تربطنا بالناس جميعاً. فكما أننا نستفيد من عمل الغير، كذلك علينا أن نفيد الغير من عملنا.
وعندما نعمل، فنحن نتاجر بالوزنات التي اعطاناها الله. وإذن نتذوق بواكير عملنا قبل الأوان: إذ يكفينا ما نشعر به أحياناً من رضى وسعادة، لا لشيء إلا لأننا قمنا بجهد بشري، أو أتممنا واجباً مفروضاً. هذا فضلاً عن الأمل الحلو والأماني العذاب التي تدغدغ قلبنا في تصوّر وانتظار نتيجة جهودنا وثمرة تعبنا.
ناهيك باحترام الناس وإكبارهم لجهودنا، واعترافهم بجميلنا، عندما يحين أوان القطاف.
"الإنسان يشبع خيراً من ثمرة فيه (ثقافة وحكمة)، ومكافأة أعماله تؤدي اليه" (أمثال 12: 14).