كيف نشأت صلاة السلام عليك يا مريم والوردية المقدسة؟
وكيف أصبحت جزءاً من التقليد المسيحي؟
أود الحصول على بعض المعلومات حول صلاة السلام عليك يا مريم الجميلة: كيف ولدت؟ وكيف تم إدخالها في التقليد المسيحي؟ ان الكلمات الأولى هي كلمات البشارة، ولكن كيف كتبت الكلمات الباقية؟ أريد أن أعرف أيضا كيف ولد تقليد الوردية المقدسة ومن أين تأخذ هذه الصلاة اسمها. الإجابة لإيدا تياتسي، أستاذة العلوم المريمية
ان تاريخ الوردية معقد جدا، ومتشابك إلى حد ما مع انتشار ممارسة تلاوة السلام عليك يا مريم في الغرب.
في الواقع، إن كان من المؤكد أن العالم المسيحي استخدم منذ القرون الأولى تحية الملاك جبرائيل بقصد العبادة (الأمثلة على ذلك هي في التراتيل الطقسية المتعددة، بما في ذلك نشيد أكاتيستوس الأكثر شهرة، الذي يتضمن مرات عدة سلام جبرائيل للاحتفال بمريم في سر الكلمة المتجسد) فإننا نعرف أيضا، من مصادر تاريخية، أن الكنيسة الغربية أدخلت تحية السلام في القرن السادس، في ليتورجيا الأحد الرابع من زمن المجيء ثم في البشارة (القرن السابع).
وتوجب انتظار القرن الحادي عشر والثاني عشر للوصول الى استخدام عام وشعبي لصلاة السلام عليك يا مريم (مقتصرة دائما على عبارات "ثمرة بطنك") وغالبا ما كانت المجامع المحلية، في هذا العصر، توصي بتدريسها للمؤمنين. وفي الفترة نفسها بدأت تلاوة الوردية المقدسة، في الأديرة، وكانت تُعرف باسم " المزامير المريمية ": تكرار تقيا للسلام عليك يا مريم 150 مرة، كبديل عن تلاوة 150 مزمور (المزامير) إذ كان عدد من أولئك الرهبان أميين.
وفي القرن الرابع عشر تم تقسيم "المزامير المريمية" إلى 15 بيتا، تتخللها تلاوة أبانا. وانتشرت في هذه الفترة أسطورة مفادها أن القديس دومينيك هو من كتب صلاة الوردية المقدسة. وفي الواقع، تم توثيق "المزامير المريمية" قبل مجيء القديس دومينيك، إلا انه كان يتلو ورفاقه الرهبان هذا النوع من الصلاة، وساهموا في نشرها.
وفي القرن الخامس عشر، تم استكمال صلاة السلام عليك يا مريم باسم يسوع (ثمرة بطنك، يسوع) و بالجزء الثاني بأكمله يا قديسة مريم (ويبدو أن نصها الأقدم كُتب قبل بضعة عقود، في كنيسة سانتيسيما انونزياتا (كنيسة البشارة الأكثر قداسة) في فلورنسا). وبدأت، في هذه الفترة، المحاولات الأولى لجمع تلاوة السلام عليك يا مريم بأسرار الإنجيل الرئيسية وأطلق على "المزامير المريمية" اسم "مسبحة الطوباوية مريم العذراء". وأخيرا، في العام 1569، كرس البابا بيوس الخامس، من خلال الإرشاد الرسولي، شكل من أشكال المسبحة، وهي المسبحة العتمدة حاليا.
يُشير هذا المسار التاريخي المعقد الى أن صلاة السلام عليك يا مريم وكذلك الوردية ولدتا من إيمان الكنيسة بالمسيح، الكلمة الأزلية، الذي تجسد في بطن العذراء لخلاصنا. "ان حمد مريم الذي لا نهاية له يرتكز على يسوع، اذ ان كل حمد ينتهي له. ان الحمد الموجه للعذراء يرغب فقط في الإعلان والدفاع عن الإيمان بيسوع كاله وإنسان ". (الكاردينال ه. نيومان).