مايكل نصيف خلف عضو مميز
عدد المساهمات : 1044 نقاط : 1204 تاريخ التسجيل : 16/10/2014 العمر : 36 الموقع : مصر
| موضوع: لتنقذني من عدوي الداخلي!للقدِّيس أغسطينوس الإثنين مايو 04, 2015 11:34 pm | |
| لتنقذني من عدوي الداخلي! للقدِّيس أغسطينوس الإنسان الذي يصمم أن يمارس الحياة التقوية يجد نفسه في صراع ٍ دائمٍ – أحيانًا أكثر دهاءً، وأحيانًا يكون الصراع أكثر وضوحًا أو بطريقة ساحقة. الصعوبة العظمى أن المؤمنين يجدون أنفسهم مشغولين بحرب داخلية وليست خارجية. أحيانًا يبدو كمن هم يحاربون ضد وكالة شر تهاجمهم من الخارج. لكن غالبًا ما يتضح لهم إنهم يحاربون ضد ميل للشر جذوره مغروسة في طبيعتهم ذاتها. تثور هذه الحرب عندما يحاول الإنسان أن يضبط شهوات الجسد. تبدأ في الحال هذه الشهوات أن تلجأ إلى الذهن وتضعفه بمبررات شريرة. العقل الذي لا يعرف كيف يهاجم في المعركة يبرر الخطأ حتى النهاية، ويستسلم لجريمة ضد الروح وضد الله. يلزمنا ألاَّ نفكر بأننا قد هربنا تمامًا من مثل هذه الحرب، كأننا قد بلغنا أعالي روحية، فلا يمكن أن نُهاجَم مرة أخرى. يقول الرسول بولس: "شهوات الجسد تقاوم الروح، وشهوات الروح تقاوم الطبيعة الجسدية الخاطئة، فإنهما يقاوم الواحد الآخر باستمرار" (راجع غل ٥: ١٧)... مع هذا يلزمنا أن نهيِّئ إرادتنا للنمو في الصلاح بعينٍ تتطلع نحو الهدف السامي للبلوغ إلى الكمال في الحب. هذا هو النوع الأسمى للصلاح الذي يمكننا أن نبلغه في هذا العالم... يطلق الجسد حربه الجسدية، ويبدأ يشتهي ضد الروح. أقصد بهذا أن القُوى الجسدية تجوع وتصرخ لكي تشبع. تخبرنا هذه القوى أنه يحق لنا أن نُشبع كل إلحاحٍ لدينا، حتى إن كان يؤدي إلى سحب الشخص بعيدًا عن طريق التقوى، ولو كان فيه أذية لنفسه؛ أيضًا حتى وإن كان يؤدي إلى تيه نفوسنا بعيدًا عن طريق التقوى العلوي. لذلك عندما يحذرنا الرسول إنما يعني الحذر قائم في كل الأوقات. إذ توجد قوى في داخلنا تود أن تعتدي على كل ما هو سامٍ وصالح وطاهر وجميل. لن نقدر أن نهرب من هذه الحرب خلال حياتنا هذه، مهما كانت رغبتنا في التحرر منها. أخبركم بهذا حتى لا ترتعبوا أو تستسلموا عندما تجدوا أنفسكم وسط الصراع. من هو حكيم وكامل بلا خطية حتى يكون قد نال النصرة النهائية، الغلبة النهائية على هذه الحرب بين الجسد والروح؟ على أي الأحوال نستطيع أن نبلغ هذا بعون الله: يمكننا أن نتعلم كيف نكبح النفس بحقٍ، حتى لا نستسلم لصوت الجسد الذي يناجيها. يمكننا أن نقف ثابتين ونرفض الإصغاء لمبرراته وحججه الشريرة. يمكننا أن نرفض أن نستسلم، ونتقدم ولو الخطوة الأولى ضد الخطية. V V V هب لي حياة الحذر الدائم، مادمت في الجسد، فشهواته لن تتوقف عن الهجوم. لكنني مع كل معركة، أراك تتجلَّى في داخلي. وتتحول الحرب الداخلية إلى أمجاد فائقة! لن أخاف، فأنت معي. نعمتك هي قوتي وتسبحتي! | |
|
سعاد الادارة العامة
عدد المساهمات : 22227 نقاط : 30251 تاريخ التسجيل : 10/10/2014 الموقع : لبنان
| موضوع: رد: لتنقذني من عدوي الداخلي!للقدِّيس أغسطينوس الثلاثاء مايو 05, 2015 6:53 am | |
| | |
|