عجائب تخطت لبنان
وفي عنايا وفي دفء ذلك الدير الّذي يخبئ في ثنايا كل حجر صخري من حجاره حكايات لا تنضب مع مرور الزمن، يروي قيّم دير مار مارون الأب بولس مطر بعضاً من العجائب القديمة للقديس شربل. فذات مرّة كان هناك رجل أعمال يدعى مارون الجلخ من بحرصاف كان يقيم في فرنسا وكان مريضاً يملأ "الثؤلل" يديه فقصد العديد من الأطباء ولم يتمكن أحد من شفائه، ليجد العلاج في اوراق سنديان عنايا. ويشير الأب مطر الى أن "ما يهمّ مار شربل هو عدم وجود إلحاد، فزوجة مارون كانت ملحدة وضحكت حين سمعت بأن زوجها آمن بأن أوراق السنديان من محبسة مار شربل ستشفيه". ويتابع: "غلى الرجل الأوراق ووضعها على يده ليجد في اليوم الثاني أنه شفي تماماً وأن "الثؤلل" إنتقل من يده الى رجل زوجته".
ويلفت الأب مطر الى أن "المرأة تعذبت كثيراً دون أن تعرف ما هو الدواء الى أن جاءت ذات يوم وطلبت من زوجها بعضا من الأوراق التي شفته فغلتها ووضعتها على رجليها وشفيت"، ليؤكد الأب مطر أن "مار شربل فعل ما فعل ليردها الى الإيمان والتقوى".
شكل شربل لغزاً للبنانيين ولباقي شعوب العالم، وهو أثبت للكون أنه لم ولن يعجز عن القيام بالمعجزات لتقرّب الناس أكثر من الله الّذي كان محور حياته وتأملاته وصلواته وهو لم يردّ له طلبًا او شفاعة، ولكن وكما قال القديس شربل "الركيزة الأساسية تبقى الإيمان والإقتداء بالمسيح".
وللتذكير، فان الصلاة لا يجب أن تكون فقط في أوقات الشدّة، لأنّها هي وسيلة التواصل المستمر بيينا وبين الله، هكذا كان شربل يخاطب الخالق وهكذا يوصينا أن نفعل.