هب لي تدبيرًا إلهيًا!
للقدِّيس أغسطينوس
"فإذا نحن واثقون كل حين، وعالمون إننا ونحن مستوطنون في الجسود، فنحن متغربون عن الرب"
(2 كو 5: 6).
إننا الآن نحن رُحَّل. إننا بعيدون عن إلهنا إلى حين، ولكننا مربوطون بمدينته السماوية الأبدية (رؤ ٢١)، نسلك بنوعٍ من الإيمان الذي يمسك بالرؤية الداخلية، كما سنكون عليه عند ظهوره (١ يو ٣: ٢)، وإن كنا لا نستطيع بالأعين البشرية معاينة هدف إيماننا.
ميل أنفسنا الطبيعية هو أن نطلب السلام، ولكن يجب أن يكون سلامًا من نوع حسب تدبير الله وسلطانه، وإلاَّ فلا وجود للسلام نهائيًا. أي نوع آخر من السلام نطلب...
سيسقط أخيرًا بكوننا رُحَّل، أي قابلون للموت، نطلب مسكننا الأبدي مع الله الخالد.
إننا نبلغ العبور إلى الأبدية، ونجلب نفوسنا تحت تدبير الله، ونعيش في طاعة لنواميسه الأبدية التي تضبط كل الأشياء ولا تتغير.
الله الذي نفكر فيه في كل الأوقات كسيِّد لنا، يعلمنا حقيقتين أساسيتين عن طريق السلام الأبدي الذي يعبر إلى حياتنا: محبة الله أولاً؛ ومحبة القريب كمحبة الإنسان لنفسه. إذ نعيش هكذا نتمم ناموس الله
(مت ٢٢: ٣٧–٣٩)...
بينما نحن هنا في هذه المدينة الأرضية، نعيش حسب الحقائق البسيطة الأبدية الصادقة من المدينة السماوية...
قدر ما تستطيع اسند كل أحدٍ.
هب لي يا أبي السماوي أن اَقتني تدبيرك الإلهي.
إني أتقدم إليك لتهبني من ينابيع حبك.
أحبك فأحب خلاص نفسي وبنيانها.
أحب أخي كنفسي، فإني محتاج إليه ليسندني وقت ضعفي.