تعوّد رجل مطالعة الكتب اللادينية والمجلات القذرة. عبثاً حاولت امرأته أن تردعه عن هذه المطالعة، خوفاً عليه من نتائجها الوخيمة، فكان دائماً يطمئنها بقوله : - لا حاجة لهذا القلق! لن يلحقني أي ضرر، لأني أنسى كل ما أقرؤه!
وإذا بابنته الصبية تسأله :
- بابا! هل تذكر ما أكلته الأحد الفائت؟
- هذا سؤال غريب يا بنيّتي! من المحال أن أتذكّر ما أكلت!
- أنت ما عُدتَ تتذكّر ما أكلته، ومع ذلك تغذّي جسمك منه، والشيء نفسه يحصل لك من مطالعاتك.
فاقتنع الأب بهذا المنطق، ولم يعد الى مطالعاته.
الكتاب هو قوّة مخيفة، كالقنبلة الموقوتة، فهي لا بد منفجرة: إن خيراً فخير، وإن شرًّا فشرّ.
إنه سلاح ذو حدّين: إن كان في يد الحقيقة، فهو يقتل الضلال ويحرّر العقول وينير الأبصار. أما إذا استولى عليه الباطل، وتسلّح به الكذب، وشهره الفساد، فالكتاب قادر أن يقتل الهر في النفوس، وينفخ على الشهوات فيضرمها، وعلى العقل فيطفئه.
"الحرف يقتل، وأمَّا الروح فيُحيي" (2كور 3: 6).