أربعة أمور يقولها القلب الأقدس دون كلمات
إن يونيو شهر القلب الأقدس و12 يونيو يوم العيد.
كان القلب الاقدس يضايقني وكنت أجد صور يسوع مع القلب الظاهر غريبة كما التعابير المرتبطة بعبادته. أحب يسوع إلا أنني لم أفهم جدوى التركيز على نظام قلبه وأوعيته الدموية.
حثني بابوات القرن العشرين على اعادة النظر بحكمي هذا إذ كانوا يشجعون على التعبد لقلب يسوع معتبرين هذه العبادة "ضرورية" و"خلاصة الدين". إلا انه كان على القديسة تيريزا التدخل.
فهي تصف تعبدها لقلب يسوع المقدس منذ الطفولة وتقول: "علينا التعلم من قلب يسوع المقدس فهذا ما قاله يسوع: تعلموا مني لا من كتبي.
وكتب توما الأكويني مخطوطات مهمة جداً سمحت حتى للأميين باختبار الإيمان كما اختبر.
فلنفكر كيف تتحدث الكنيسة معنا من دون استخدام الكلمات: في المعمودية، تغسل الماء رؤوسنا ونفوسنا وما من طريقة أفضل يقول من خلالها يسوع: "أريد أن اتحد بك تماماً وأن تُخرجني من الكنيسة الى الشوارع".
إن الأمر بسيط جداً فيستطيع الأطفال فهمه وهكذا هو القلب الأقدس.
أولاً، انه قلب لا عقل.
لا نعبد عقل يسوع الأقدس. إلا ان هناك عبادة لعقل لينين السوفياتي. فقد تم انتزاع قلب فلاديمير لينين من جثته عند موته ودرسه العلماء من أجل ايجاد مفتاح ذكاء من صمم الثورة السوفياتية.
ومن هنا أهمية العبادة – عبادتنا بالقلب وعبادتهم بالعقل.
أطلق لينين نظام الشيوعية السوفياتية فكانت القوانين والايديولوجيا والتراتبية هي عقله والعقل هو المشغل.
وأطلق يسوع المسيح أيضاً نظاماً – الكنيسة – مع قوانين وتعاليم وتراتبية إلا ان ذلك لم يكن المهم بالنسبة إليه بل واقع التجسد.
نحن نعبد قلب يسوع لا عقله.
نحن نكرم قلب يسوع لا عقله وتركته لنا كانت حياته – ووجوده كانسان إله، حيّ بيننا.
ثانياً: ليس هالة
نعيش في عالمٍ حيث يعتقد الناس ان ما هو "روحي" مختلف عن "الديني".
ووصفت أوبرا وينفري الروحانية بالكلمات التالية: "الروحانية بالنسبة لي هي الاعتراف بأنني على تواصل بطاقة كل الخليقة، وأنا جزءٌ منها- وهي دائماً جزءٌ مني."
يذكرنا القلب الأقدس بأن "الروح" غير بعيد بطريقة سحرية عن الحقيقة فأرواحنا وأجسادنا واحد.
إن القلب الأقدس هو امضاءٌ مصدق لما هو روحاني لا ديني.
وكل طفلٍ يتأمل به يرى بوضوح ان اللّه يخبرنا من خلاله ان التجسد كان حقيقةً – وكان انساني وإلهي مئة بالمئة – وبأن قداستنا ليست هالة خارجة عنا إنما حقيقة كامنة في العمق منا.
ثالثاً: يظهر لنا معنى المشاركة في حياة الثالوث
وصف كاهن مرة كيف بدأت دعوته عندما بدأ يتأمل وهو طفل بصورة القلب الأقدس.
وقال: "رأيته يعطيني قلبه لذلك طلبت منه أن يأخذ قلبي."
كرس قلبه لقلب يسوع قبل أن يفهم ما قد يعنيه ذلك.
ويجعلنا سر المعمودية نشارك في حياة الثالوث المقدسة. يعطي الآب كل شيء لابنه ويعيد الأبن كل شيء لأبيه ويعمل الروح القدس انطلاقاً من هذا الحب.
عندما نقدم أنفسنا للّه في الأسرار ونكرس ذواتنا لقلب يسوع الأقدس أو العذراء مريم، ندخل في عملية بذل الثالوث الذاتية.
ويفسر يوحنا بولس الثاني بالقول:
"من خلال وحدة قلب يسوع بشخص عالم اللّه نقول: في المسيح، يحب اللّه بانسانية ويعاني بانسانية ويفرح بانسانية. والعكس صحيح: في المسيح، يحب الانسان ويتألم ويفرح بقوة وكثافة إلهية."
رابعاً، انه ايقونة لما قد تكون عليه الخطيئة في الأبدية
من السهل اعتبار الخطيئة والتوبة أموراً حصلت في السابق وانتهت وتم التعامل معها.
إلا ان التعليم المسيحي يشير الى ان "من يسقطون في عالم الاضطرابات والجرائم يصلبون ابن اللّه مجدداً في قلوبهم (إذ هو ماكثٌ فيها)".
وتُظهر صورة قلب يسوع كيف ان الشخص الثاني في الثالوث مجروح بسبب الخطيئة – في صميم قلبه – وكيف يحمل عبء الخطيئة معه الى الأبد.
تقول الأم تيريزا ان "الخطيئة بحق العفة والمحبة تجرح مباشرةً قلب يسوع. لذلك، فليكن حبنا واخلاصنا راحةً لقلبه المقدس."
تذكرنا عبادة قلب يسوع بأن يسوع هو إله وانسان... وتشجعنا على بذل ذواتنا وتعوض عنا خطايانا وخطايا العالم.