قصة اليوم : من أين له الشجاعة؟
اشتهر شعب بولونيا بالتقوى الراهنة، والبسالة في الدفاع عن معتقداته. وأسهل عليك أن تستلّ روح بولوني من بدنه من أن تحاول امتهان دينه أو حمله على خيانته.
أما مصدر هاتين التقوى والبسالة، فقد أشارت إليه هذه الأسطورة التي يتناقلها أفراد الشعب البولوني أباً عن جدّ، وخلفاً عن سلف. يقولون أن الله أرسل الى الأرض ثلاثة من ملائكته لكي يأتوه بالمعلومات عمّا تعمله بعض الدول. فعاد ملاك الأول وقال : "في أميركا، عملية التسلّح قائمة على قدم وساق، والكل متخوّف من الحرب". وجاء الثاني وحدّث : "في روسيا أيضاً يتسلّحون ويتأهّبون للحرب، لكنهم غير فزعين". وجاء الملاك الثالث وأخبر : "في بولونيا، لا هُمْ يتسلّحون ولا هُمْ خائفون". وإذا بمريم العذراء تتوجّه الى يسوع ابنها وتقول له : "أترى يا يسوع! هذا الشعب كعادته، لا يؤمن ولا يثق إلا فينا. فكيف تريد أن نهمله؟".
نعم إن عبادة الشعب البولوني للعذراء، وتعلّقه بها، هما سرّ هذه التقوى التي لم تقوَ عليها الأحداث على مرّ الأجيال، وهذه البسالة التي لم تفتّ منها الاضطهادات والاستبداد. ولقد سأل أحد مراسلي الصحف أستاذاً للتاريخ في إحدى الجامعات البولونية : من أين يستمدّ البولونيون هذه البسالة للدفاع عن إيمانهم، والصمود أمام الظلم والاستبداد؟ فأجابه : اذهب الى CZESTOCHOWA (معبد شهير للعذراء) فهناك تجد سرّ البطولة للبولونيين الكاثوليك!".
هذه بعض مفاعيل التعبّد للعذراء، لأن أمومتها لله تخوّلها الحق على استمداد ما يحتاجه أبناؤها على الأرض من نِعَم وبركات! طوبى لمن يقضي حياته في كنف هذه الأم!