فكرة لليوم وكل يوم
قيمة وكرامة الإنسان
للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
+ الانسان هو تاج الخليقة وسيدها، خلقه الله على صورته ومثاله، ككائن عاقل مميز وله الارادة الحرة والمسئولة. خلقنا الله من أجل أعمال صالحة يجب أن نسلك فيها لكي يهبنا الحياة الأبدية { خلق الله الإنسان لحياة أبدية، وصنعه علي صورته الخالدة} (حك 2 : 23). وعندما أخطأ الانسان وسقط من الفردوس كلم الله الأباء والأنبياء من أجل صالح البشر وتنمية الضمير الأخلاقى ثم تجسد الأبن الكلمة ليكون لنا حياة أفضل وبذل ذاته ليهبنا البنوة ويردنا للفردوس مرة أخري. والإنسان، أيا كان، يمكن أن يكون ناجحا ونافعا في حياته وعمله عندما يكون لديه نظرة سليمة لذاته ويقدر قيمة نفسه ليكون مثمر في الحياة. الإنسان خُلِقَ على صورة الله لديه القدرة علي معرفة خالقه ومحبته، وقد أقامه الله سيداً على كل المخلوقات الأرضية، لكي يتسلط عليها ويجعلها في خدمته.
+ أن كل إنسان أى كان يمثل في ذاته قيمة سامية ومطلقة، لأن مبدع الطبيعة البشرية حباهُ نفساً خالده وكرمه ويجب علي المجتمع والقانون أن يصون للإنسان كرامته وهذا ما تقره الدساتير وميثاق الأمم المتحدة لحقوق الإنسان. المجتمع يعمل لخدمة الإنسان بصفته كائن إجتماعي لا يستطيع تنمية مؤهلاته وطاقاته إلاّ في المجتمع، لذا يتوجب على المجتمع أن يوفّر له المساعدة الضرورية في كل نواحي حياته المادية الفكرية والروحية والأخلاقية والعائلية والاجتماعية. كرامة الإنسان تقتضي أن يكون سيد لذاته وضابط لها ولا يستعبد للخطية والشيطان لأن الله خلقه على صورته وميّزه بالعقل والإرادة والحرية، الإنسان يجب أن يكون سيد الأشياء ولا يستعبد لها ولهذا يجب أن يكون الإنسان مسؤول عن أعماله ومصيره.
+ خلقة الله للإنسان بيديه وعلي صورته ومثاله هي أساس كرامة الإنسان وما يتمتع به من حقوق أساسية هذه الحقوق الشخصية يقابلها واجبات تجاه الآخرين. ولا يجوز للفرد ولا للمجتمع ولا للدولة ولا لأي مؤسسة بشرية الهبوط بالإنسان أو بمجموعة من البشر إلى مستوى الأشياء. صورة الله التي اكتسبها الإنسان منذ الخلق لا يمكن أن تُمحى، لكن يمكن أن يفقد المثال عندما يكون في حالة الخطيئة، فالصورة تعني الإنسان بحدِّ ذاته، أمّا المثال فيعني أفعال الإنسان ويجب أن نعي اننا أعزاء لدى الله {إِذْ صِرْتَ عَزِيزاً فِي عَيْنَيَّ مُكَرَّماً وَأَنَا قَدْ أَحْبَبْتُكَ.} (اش 43 : 4). النفس البشرية لا قيمة أخرى تساويها لهذا نحرص علي خلاصها{ لأَنَّهُ مَاذَا يَنْتَفِعُ الإِنْسَانُ لَوْ رَبِحَ الْعَالَمَ كُلَّهُ وَخَسِرَ نَفْسَهُ؟ أَوْ مَاذَا يُعْطِي الإِنْسَانُ فِدَاءً عَنْ نَفْسِهِ؟} (مت 16 : 26). الرب يسوع المسيح وبخ الكتبة والفريسيين المرائين الذين جعلوا قيمة تقديس السبت أهم من الإنسان { السَّبْتُ إِنَّمَا جُعِلَ لأَجْلِ الإِنْسَانِ لاَ الإِنْسَانُ لأَجْلِ السَّبْت} (مر 2 : 27). الله يهمه الإنسان وخلاصه وسلامه ونجاته من الهلاك الأبدى كأب صالح وخالق صانع الخيرات ومحب للبشر.
+ أن كان البعض يفتخر بنسبه لعائلات شريفة والبعض يفتخر بمركزه ووظيفته أو بعلمه أو يتكل على غناه أو ماله غير عالم أن كل ذلك ما هي الإ أشياء وقتية وزائلة ويجب أن نستخدم الأشياء لمجد الله ولعمل الخير لنا وللغير ونعرف قدرنا كابناء وبنات لله وأعضاء فى جسد المسيح من يمسنا يمس حدقة عينه ومن يقبلنا يقبله ومن يرفضنا يرفضه. ويكفي الإنسان قيمة وكرامة أنه مخلوق علي صورة الله ومحبوب منه، ومحبة الله لنا جعلته يتخلى عن مجده وعظمته وجلاله ويتجسد ويموت حبا بنا ليقيمنا معه فى المجد ولو لم يكن الإنسان ذا قيمة في نظر الله لم يكن ألله يهبنا كل هذا التفكير والاهتمام حتى من قبل أن يخلقه، أن خطة الخلاص لم تكن طارئة والصليب لم يكن حدثا مفاجئا ودم المسيح كان معروفا لدى الله منذ الأزل لديه { لأَنَّهُ هَكَذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّة}( يو 3 : 16). أن أحترامنا للإنسان هو أيضا أحترام للدم الثمين الذى بذل من أجله. ويجب أن نحترم نفوس ولا نستعبد للاشياء بل نصون كرامتنا كابناء وبنات لله نعمل ونحترم كل أحد ونصلي من أجل خلاص أنفسنا وخلاص كل أحد، أمين.