من عجائب القديس يوحنا الروسي
تحوّل السفينة عن الغرق
فيما كانت إحدى السفن التجارية تبحِر محمَّلَة في بحر الشمال في طريقها إلى أحد مرافئ هولندا،
واجهت فجأة بحراً هائجاً. وقد بدا أنّها معرّضة للغرق بسبب الأمواج الهائلة في أي لحظة
وأن طاقمها من البحارة اليونانيين كان يواجه آخر لحظات حياته.
توقف دولاب القيادة والرادار عن العمل ولم يعد يوجد طريقة لمعرفة وجهة السفينة.
قبطان السفينة، وقد كان بحاراً متمرساً، نادى طاقمه وسط زئير العاصفة،
لا ليعطيهم أوامر لا حاجة لها، بل ليقول الحقيقة:
"إننا نغرق! صلوا إلى الله من أجل خلاصنا!"
ثم مضى إلى مزار الأيقونات على السفينة حيث كانت أيقونة للقديس يوحنا الروسي.
وبما أنه يدرك ما يحصل، ركع على ركبتيه وصلّى:
"يا قديسي يوحنا إني لا أصلي من أجل أن تخلّصني أو تخلّص هذه السفينة الثمينة،
ولكني أصلّي من أجل هؤلاء البحارة المساكين الذين يسافرون إلى أمكنة بعيدة
ويأكلون خبز الغربة المعجون بماء البحر كي يساعدوا عائلاتهم التي قد تفقدهم في هذه الليلة.
أيها القديس، أرجوك أن تخلّصهم!"
ولم ينقطع القبطان عن التضرّع إلى القديس في قلبه طوال الليل،
فيما كان البحر يهدر والريح الشمالية الباردة تعصف.
وعند انقضاء الليل المروّع وطلوع الفجر تفاجأ البحّارة.
ماذا رأوا؟ رؤوا سفينتهم راسية وبأمان في مرفأ روتردام.
راحوا يتساءلون من هو "القائد العظيم" الذي قاد السفينة خلال العاصفة وجاء بهم الى هناك؟
إنه القديس يوحنا الروسي.
ديمتريس فاروتسيكاس، الذي شاهد عبر السنين أشياء كثيرة في عرض البحار،
كان يعرف ذلك القائد وما من أحد يستطيع أن يقنع القبطان بغير ذلك.
وفي وسط انذهاله من العجيبة، اتّصل هاتفياً بشركة السفن ليخبرهم بأنه يصلح السفينة
وأنه قادم إلى اليونان.
وعند عودته أراد أن يعبر عن "شكره" للقديس يوحنا بطريقته.
أرسل زوجته إلى متجر الأدوات الكنسية، فاشترت بيتاً للقربان وكتاباً للأناجيل المقدسة
وكأساً للقربان ومراوح للقداس وصليباً للبركة وقناديل زيت كلها مصنوعة من ذهب وفضة،
وأهداها للقديس يوحنا الروسي.
هذه الكنوز الثمينة الموضوعة الآن على المذبح المقدس تذكّر بعجيبة الإيمان والصلاة
وبخلاص هؤلاء البحارة المكروبين والمضطربين.
"فقام وانتهر الريح وقال للبحر اسكت، إبكم. فسكنت الريح وصار هدوء عظيم"
(مرقس4: 39).
فاللهم بشفاعة قديسك يوحنا الروسي ارحمنا و خلصنا ، امين