✥ أحد العنصرة المجيد: ﴿ الأحد ١٩ / ٦ / ٢٠١٦ ﴾
✥ أَلسِّنْكسَار ✥
بنسمةٍ عاصفة وبنوع لسان من نار ... يوزع المسيح الروح الإلهي للرسل الإطهار ... لقد انسكب ا روح في نهار عظيم على صيادي البحار. وهذا العيد قد تسلمناه من كتب العبرانيين لأن كما أن أولئك يعيدون العنصر المعينة عندهم مكرمين العدد السابع وأنهم بعد الفصح أجازوا خمسين يوماً فأخذوا الشريعة هكذا ونحن بعد الفصح نعيد خمسين يوماً فنأخذ الروح الكلي قدسه المُشترع والمرشد إلى كل حق والمرتب الأشياء المرضية لله. وليُعلم أن عند اليهود كانت ثلاثة أعياد عيد الفصح والعنصرة والمظال.
فأما الفصح فكانوا يعملونه لتذكار عبور البحر الأحمر لأن الفصح يُترجم عبوراً وقد دل هذا العيد عن عبورنا من الخطيئة المظلمة ودخولنا الفردوس أيضاً. وأما العنصرة فكانوا يعيدونها لتذكار شقائهم في البرية وكيف أنهم بشقاء وضرر كثيرٍ دخلوا إلى أرض الميعاد لأنهم حينئذٍ تمتعوا بثمر الحنطة والخمر وقد دل على شقائنا الذي كابدناه من عدم الإيمان وعلى دخولنا إلى الكنيسة لأنه حينئذ ونحن تناولنا الجسد والدم السيدي.
فالبعض إذاً يقولون أنه لهذا السبب تُعيد العنصرة عند اليهود. والبعض يقولون إنه لإكرام الخمسين يوماً التي صامها موسى فاقتبل الناموس المكتوب من الله ومع هذا أيضاً متذكرين ذبح العجل وغيره من الأعمال التي عملها موسى بصعوده ونزوله على الجبل. وخلافهم ظنوا أن العبرانيين استنبطوا العنصرة لإكرام العدد السابع كما قيل لأن هذا إذا ضُرب في ذاته فيعمل خمسين إلا يوماً وهذا الإكرام ليس يعملونه للأيام فقط بل وللسنين التي منها يتولد عندهم ابوفيلاوس (أعني العتق) لأن السبع سنين لما تتضاعف في ذاتها تصير هكذا عندما أيضاً يتركون الأرض بغير زرع ويمنحون الحيوانات راحةً ويأمرون العبيد المبتاعين أن ينصرفوا معتوقين.
وأما العيد الثالث فهو عيد المظال الذي كان يُعيد بعد قطف الأثمار أعني بعد خمسة أشهر من عيد الفصح فيكمل هذا لتذكار اليوم الذي فيه أولاً موسى نصب المظلة التي نظرها بواسطة الغمامة في جبل سينا وأتقنت من بسلائيل رئيس النجارين لأن وهؤلاء كانوا يكملون هذا العيد صانعين مظالاً ومقيمين في الحقول وكانوا يجمعون أثمار أتعابهم شاكرين لله. وقد يُظن أن في شأن هذا كتب داود زبورات لأجل المعاصر. وهذا كان رسماً لقيامتنا من الأموات عندما نتمتع بأثمار أتعابنا معيدين في المظال الأبدية بعد انحلال مظالنا الجسدية وانتصابها أيضاً.
فيجب أن نعلم أن في هذا اليوم لما كان يكمل عيد العنصرة حضر الروح القدس إلى التلاميذ ومن حيث أنه قد ظهر موافقاً للآباء القديسين أن تتوزع الأعياد لأجل عظمة الروح المحيي الكلي قدسه لأنه هو أحد الثالوث القدوس عنصر الحياة هوذا ونحن في الغد سنتكلم عن كيف حضر الروح الكلي قدسه.
فبشفاعات الرسل القديسين أيها المسيح إلهنا ارحمنا آمين.