حركات ورموز القداس الإلهي
حركات ورموز متكررة ومألوفة:
لقد رتبت الكنيسة طقسها بشكل رائع، وبترتيب منظّم، ليتم التسبيح لله بشكل لائق وورع؛ حيث لم تكتفي بوضع النصوص للصلاة أو وضع مجريات القداس، بل أعطت نظام يلائم المؤمنين المصلين وتصرفاتهم خلال القداس؛ تساعدهم في التعبير عما في القلوب، من مناجاةٍ وتسبيحٍ وتوبةٍ وطلبٍ وشكرٍ.
1- إشارة الصليب:
إن إشارة الصليب ترسم مع تلاوة "البسملة"، أي "باسم ألآب والابن والروح القدس، الإله الواحد آمين". أو مع تلاوة "المجدلة"، أي "المجد للآب والابن والروح القدس ، ألان وكل أوان والى دهر الدهرين. آمين". وأيضاً مع تلاوة "قدوسٌ الله، قدوسٌ القوي، قدوسٌ الذي لا يموت ارحمنا". ترسم إشارة الصليب باليد اليمنى مع ضم أُصبع الإبهام والسبابة والوسطى معاُ، وضم أصبعي الخنصر والبنصر معا إلى راحة اليد. وضم الأصابع الثلاثة يرمز إلى الأقانيم الثلاثة، الإله الواحد. والأصبعان يرمزان إلى أن للسيد المسيح طبيعتان متحدتان، الإلهية والإنسانية. وترسم إشارة الصليب بدأً من الجبهة وذلك للدلالة على أن الله ألآب الأقنوم الأول مصدر الكائنات كلها. ثم ننتقل إلى أسفل الصدر للدلالة على أن الابن تجسد في أحشاء مريم العذراء وولد منها. بعد ذلك ننتقل إلى الكتف اليمين تتمة على سر الأقنوم الثاني الجالس على يمين الآب، بعد أن تم سر الفداء العظيم. وننتقل إلى الكتف اليسرى للإشارة على أن الروح القدس الأقنوم الثالث يسكن في القلب ويفيض منه كل نعمة وبركة.
ترسم إشارة الصليب بكل تأنٍ وخشوع، مع انحناءة خفيفة، تدل على تواضعنا وإيماننا وتوبتنا. وترمز إشارة الصليب، والذي يرجع إلى القرن الثاني، إلى التذكير بمجيء المسيح الثاني(مت3:24) .
نقوم برسم إشارة الصليب بحالات عديدة خلال القداس الإلهي، مثل:
أ- عند ذكر الثالوث القدوس.
ب- عند ذكر ألآب أو الابن أو الروح القدس.
ت- عند ذكر أحد أسماء الله أو أوصافه.
ث- عند ذكر الصليب المقدس.
ج- للتعبير عن التوبة.
ح- عند إعطاء البركة.
خ- عند التبخير.
د- عند دورة الإنجيل ودورة القرابين والزيّاحات.
ذ- لإكرام الأيقونات.
ر- عند دخول الكنيسة.
2- الوقوف: إن الاستعداد للمثول أمام العزة الإلهية بورع وتقوى، واجب على كل المصلين والمؤمنين. فالوقوف علامة نشاط وتأهب، وعلامة احترام وانتباه. ويرمز الوقوف إلى قيامتنا مع المسيح القائم من بين الأموات. وهناك حالات يكون الوقوف ضروري وواجب:
أ- بداية القداس وإعلان الكاهن "مباركة مملكة الآب..".
ب- دورة الإنجيل، وهنا جدير بالذكر بأنه على الذين يقفون في المقدمة، عليهم الالتفات نحو الإنجيل والدوران معه، وذلك من منطلق أنه لا يجوز أن نعطي ظهرنا للإنجيل.
ت- عند التبخير.
ث- وقت قراءة الإنجيل.
ج- وقت ترتيل النشيد الشروبيمي "أيها الممثلون.."، ونبقى إلى ما بعد دورة القرابين.
ح- عند إعطاء البركة، وكل مرة يقول الكاهن:"السلام لجميعكم"، أو "إحنوا رؤوسكم للرب".
خ- من وقت تلاوة قانون الإيمان "نؤمن بإله واحد.."، إلى خاتمة صلوات التقدمة، "ولتكن مراحم الإله..".
د- عند تلاوة الصلاة الربيّة "أبانا الذي في السماوات..".
ذ- عند رفع القربان المقدس والقول:"الأقداس للقديسين".
ر- وقت المناولة حتى إعطاء البركة الأخيرة "بركة الرب ورحمته..".
3- السجود: في الطقس البيزنطي السجود غير مألوف، إلا يوم العنصرة، في صلاة الغروب، المسماة صلاة حني الركب. إن السجود يدل على الاستسلام لله والخضوع له، وأيضاً الموت مع المسيح والقيامة معه. يتبع في الكنيسة البيزنطية ما يسمى "بالإنحناءة"، وباليونانية تسمى "المطانية"، وتعني التوبة. وهي نوعان، إنحناءة كبرى وانحناءة صغرى.
الإنحناءة الكبرى وتدعى أيضاً بالعميقة، وهي بمثابة الإستلقاء أرضاً، مع ملامسة الجبين بالأرض، وهي مفروضة في أيام الصوم الأربعين. والإنحناءة الصغرى، عبارة عن إنحناءة تلمس أثناءها اليد الأرض ولكن دون حني الركبة، وهذه الإنحناءة نقوم بها مع رسم إشارة الصليب عند تقبيل الأيقونات والإنجيل المقدس والصليب المقدس ووقت التقدم للمناولة.