دير القديس متى اشهر الاديرة في العراق



دير القديس متى اشهر الاديرة في العراق ======================== شمال شرق مدينة الموصل مركز محافظة نينوى، وعلى ارتفاع 3400 قدم هي ارتفاع قمة جبل مقلوب، يقع دير مار متى احد أكثر الأديرة العراقية عراقة وقدما، اذ يعود تاريخ تأسيسه إلى القرن الرابع الميلادي. ونظراً الى ارتفاع الدير الكبير، للمرء ان يتصور حجم المعاناة والمشقة التي كان يتكبدها المؤمنون للصعود اليه، وهل الايمان خال من المشقة؟ كان على المؤمنين ان يتسلقوا طريق "الطبكي" او "طبيوثو" كما تسمى باللغة السريانية وتعني "المرتقى"، وهو طريق يتسلق الجبل بين مرتفعين مرصوفين بالحجارة في اثنتين وثلاثين استدارة وعلى امتداد كيلومتر واحد إلى قمة الجبل. غير ان دوام الحال من المحال، ومثلما ساهمت الأزمة الحديثة في زيادة قلق الإنسان وحيرته، ساهمت ايضا في توفير وسائل الرخاء والراحة عبر تطوير المواصلات، واليوم تغيرت الطريق المؤدية الى الدير وصار في امكان الزائر الصعود اليه عبر نحو سبع استدارات معبدة بيسر وسهولة، وان كان بعض المؤمنين يفضل الصعود اليه عبر طريق"الطبكي". يقع الدير على مسافة 35 كم شمال شرق مدينة الموصل او ما يسمى سهل نينوى. وهو من الأماكن المفضلة للزيارة عند مختلف الطوائف العراقية، برغم انه يعود الى طائفة السريان الأرثوذكس. ويعد من أشهر الأديرة المسيحية صيتاًومكانة. 16 قرن عبادة يقول الأب اده لـ"النهار": "ان تاريخ الدير يبدأ من فترة الملك الآشوري سنحاريب، أبي الأمير بهنام والأميرة سارة سنة 363 ميلادية، اذ بناه الملك إكراماً للقديس متى بعد ان شفى ولديه من مرض البرص. ويضيف ان سارة وبهنام دخلا مع 40 ضابطا من مملكة ابيهم الوثنية الديانة المسيحية، ما دفع اباهم إلى الأمر بقتلهم لتركهم الديانة الوثنية، فعاقبه الله بالصرع والجنون، فظهر الأمير بهنام في الحلم على والدته (شريني) وقال لها أن تخبر والده الملك بأن يتوب ويعلن ندمه وأن يذهب إلى القديس متى ويعتذر منه، وهذا ما فعله الملك في صباح اليوم التالي، إذ دعا القس الله أن يشفي الملك، وشفي بالفعل وتحول إلى المسيحية، وصارت كل المملكة مسيحية سنة 363 ميلادية وأمر ببناء الدير. تعرض الدير عبر تاريخه الطويل لكثير من المآسي والهجمات، كما مر بفترات استقرار وامن وبمراحل متعددة منها الساسانية والفارسية والتترية والإسلامية ، وتم هجره لأكثر من 150 سنة على فترات متقطعة، حيث تعرض لأقصى اضطهاد، لكنه كان يعاد بناؤه باستمرار، واليوم بلغت حملة التجديد والبناء مراحلها الأخيرة، اذ تم تغطية واجهة الدير بالحجر الحلان الذي تشتهر به محافظة نينوى، والأرضيات بحجر المرمر. الامر الذي افقده الكثير من طرازه المعماري القديم. اشتهر الدير بالتبشير بالإنجيل وتعليم المؤمنين أصول الدين المسيحي. واستنادا الى الأب اده، يوجد اليوم في الدير المطران موسى و11 طالبا اكليريكياً، الى سبعة رهبان وكهنة، ومازال الناس يزورونه من مختلف أنحاء العالم. القديس متى يقول الأب اده والكثير من المصادر التاريخية ان القديس متى ولد في قرية ابجرشاد شمال ديار بكر في بداية القرن الرابع، لأسرة مسيحية غنية وتلقى مبادئ الدين في دير مار سركيس بجوار قريته. ثم التحق بالسيرة النسكية سنة 361 ودخل احد الأديرة المجاورة لقريته بصحبة 24 راهبا، حيث امضى سبع سنوات. بعد ذلك انتقل الى دير زوقنين بظاهر ديار بكر حيث لبس الاسكيم الرهباني ورسم كاهناً. ولما باشر الإمبراطور الروماني يوليانس الجاحد اضطهاده للمسيحيين في كنيسة الشرق، هرب القديس متى إلى البلاد التي كانت تحت حكم أشور حيث تنسك في كهف، واقتدى به كثير من الشبان الذين زهدوا بالدنيا وتنسكوا في كهوف الجبل وابتنوا لهم ديراً صغيراً يجتمعون فيه أيام الآحاد والأعياد للصلاة، وإقامة القداس والاشتراك بتناول القربان المقدس. توفي القديس متى في ديره شيخاً طاعناً في السن ودفن بجوار مذبح الكنيسة في موضع يدعى بيت القديسين. ملحقات الدير في الدير حاليا كنيستان، تعرف إحداهما باسم القديس متى شيدت على الطراز المألوف في إنشاء كنائس المشرق وتشتمل على المذبح، ومدفن الآباء القديسين والهيكل ومدفن الرهبان، والأخرى باسم السيدة العذراء، وهي قديمة جددت عام 1762 . وتحوي مذبحا صغيرا وتعلوها قبة صغيرة وبسيطة وهيكل مستطيل وفي الدير معهد القديس متي اللاهوتي البطريركي وبناية الدير القديمة ، و"رواق الملاك" وهو رواق صخري نقر في عصور موغلة في القدم في قعر واد سحيق في الجهة الشمالية من جبل مقلوب، كذلك توجد في الدير عدة صهاريج نحتت لدى بدء تأسيسه لتخزين مياه الأمطار المنحدرة من الجبل، ولا تزال أربعة صهاريج ماثلة تبلغ سعة أكبرها 2420مترا مكعبا، وبالقرب من الدير كهف "الناقوط" وهو اكبر الكهوف وأكثرها سحرا وجمالا . جبل مقلوب يقول الاب اده: سمي الجبل كذلك لان صخوره تتجه عكس اتجاهات صخور الجبال الأخرى، كما سمي جبل "الفاف" وهي مفردة سريانية تعني بالعربية ألوف أو آلاف نسبة إلى بلوغ عدد الرهبان الذين تقاطروا الى هذا الدير منذ بنائه وحتى القرن السابع 7 آلاف راهب، وسمي أيضا جبل مقبول لأنه يقبل عليه الكثير من الناس للتنسك والعبادة”.

لتتكاثر وتزدهر اديرة الرب يسوع

و يمتلئ خدامه و زائريه بالنعمة و البركة

بشفاعة القديس متى

لك جزيل الشكر و الامتنان اختنا رغدة

عمل قيم ومبارك
دير القديس متى اشهر الاديرة في العراق K1mjuV

دير القديس متى اشهر الاديرة في العراق K1mjuV

_________________