نصيحة القديس شربل لكل من يريد أن يخلّص نفسه بسهولة
درج القديس شربل منذ أن كان في منزله الوالدي على تكريم أم الله مريم، فكان يجلس إلى جانب والدَيه وإخوته كي ينشدوا طلبة العذراء وزياح أيقونتها. كما كان يُرافق والدته وهو في عمر الورد، إلى كنيسة السيدة لتكريم من هي فوق الملائكة!
وعندما دخل إلى الدير، كرّم قديس عنّايا أمّ النور تكريماً ولا أبهى. كما أنّه تتلمذ على يد "قديس كفيفان"، المولع الشهير بأمجاد مريم.
القديس شربل، ترك منزله الوالدي لينذر حياته للرب. فهجر أمّه وحرم نفسه طوعاً من رؤيتها يوم جاءت تزوره في الدير. لذلك، كان لا بُدّ له أن يُعوّض عن حنان الأم بأمّ أشدّ حناناً وعطفاً وحُباً، فكان أن أحبّ أم الله مريم الدائمة البتولية. فمريم هي شعاع الشمس الروحية، ونجمة الصبح التي تُضيء النفس بمعرفة الله.
يُحكى في أحد الأيام، أنّ جماعة أتت إلى بقاعكفرا، قرية القديس شربل، لتزوره. فكلّمهم عن شفاعة العذراء، بكلمات نابعة من القلب، وشجّعهم على تكريم أمّ النور. وعند نهاية الحديث، طلبوا منه نصيحة لخلاصهم، فأجابهم بهذه الكلمات "إذا بدكُن تخلصو بسهولي، تعبّدو لمريم العذرا. هيي قديرا تخلّص اللي بيتعبّدلا." أي إن كنتم تريدون أن تخلّصوا نفوسكم بسهولة، تعبّدوا لمريم العذراء، فهي قادرة على تخليص من يتعبد لها.
من يُحبّ يسوع، فادي العالم، يُكرّم والدته القديسة مريم، التي أحبّها حُباً شديداً، وأكرمها، فقام بأوّل أعجوبة له في قانا الجليل بإيعازٍ منها. وللعذراء مكانة خاصة ومميّزة لدى الله الآب. كيف لا، وقد اختارها الله من بين جميع نساء الأرض لتحمل الكلمة المُتجسّد. فلا بُدّ، وكما قال القديس شربل، أن تُساعدنا على خلاص نفوسنا، فشفاعة العذراء لا تُردّ.
كرّموا أم الله، وعظّموها، وملّكوها على قلوبكم وحياتكم ، واطلبوا منها أن تلفّكم بمعطفها السماوي لتقيكم من كلّ شر، وتفيض عليكم بنعمها السماوية، آمين.
(عن كتاب كلمات شربل، بقلم الأب بولس ضاهر، المطبعة البولسية)