بلغ الأب مقاريوس عن راهبٍ متوحد داخل البريةِ منذ خمسين عاماً
لم يأكل خبزاً قط. وقد كان يقول عن نفسِه إنه قتل ثلاثةَ أعداءٍ :
" الزنى وحب المال والسُبح الباطل ".
فمضى الأب مقاريوس إليه، فلما رآه المتوحد فرح كثيراً وكان رجلاً ساذجاً.
فسأله الشيخُ عن عزائِهِ وعن أحوالهِ وعن جهادهِ
فقال له: « إنه استراح من قتال ِالزنى وحبِّ المال والسُبحِ الباطل ».
قال له الأب:
« لي بعضُ أسئلةٍ أريدُ أن أوجهها إليك
فأجبني عنها، وهي :
إذا اتفق لك أن عثرتَ على ذهبٍ ملقى وسط حجارةٍ فهل يمكنك أن تميزَ الذهبَ من الحجارة ِ»
قال:
«نعم، ولكني أتغلبُ على فكري فلا يميلُ إلى أخذ شيءٍ منه ».
قال: « حسناً. وإذا رأيتَ امرأةً جميلةً أيمكنك ألا تفكرَ فيها أنها امرأةٌ »
قال: «لا، لكني أُمسكُ فكري ألا يشتهيها ».
قال: «مباركٌ. وإن سمعتَ أن أخاً يحبُّك ويمجدُك
وعن آخرِ يبغضُك ويشتمُك،واتفق أن حضر إليك الاثنان
أيكونا أمامك في منزلةٍ واحدةٍ »
قال:
«لا. لكني أُمسكُ أفكاري فلا أكافئه حسب أعمالهِ وأقوالهِ وشتيمتهِ، بل أُظهرُ له المحبةَ ».
أخيراً قال له الأب مقاريوس:
«اغفر لي يا أبي فإنك حسناً جاهدتَ وقاتلت َوصبرتَ من أجلِ المسيحِ
لكن أوجاعَك ما ماتت بعد، بل ما زالت حيةً لكنها مربوطةٌ.
فتُب واستغفر اللهَ، ولا تَعُد إلى ما كنتَ تصفُ به نفسَك
لئلا تثورَ عليك الأوجاعُ بالأكثرِ».
فلما سمع المتوحدُ ذلك الكلامَ انتبه من غفلتِهِ وسجد بين يدي الشيخ قائلاً:
«اغفر لي يا أبي، فلقد داويتَ جراحَ جهلي بمراهمِ وعظِك الصالح ».
+ هذه القصة تعلمنا شئ هام جدا
وهوعدم افتخارنا باى انتصار روحى يمنحنا الله إياه .
بمعنى إذا ساعدك الله فى حياتك الروحية وتقدمت فيها .
احزر من الكبرياء بشدة لئلا تكون اواخرك اشر من اوائلك .
اساس حياتك الروحية هو اتضاعك
واذا تملكك شعور التواضع دائما ستبعد تماما عن خطية الكبرياء
التى هى ايضا أعظم خطية أمام الله
لان بالكبرياء سقطت طغمة ملائكة كاملة من السماء
الى الجحيم وأصبحت شياطين
الله يعطينا دائما روح التواضع ويبعدنا عن اى كبرياء
ويعوضنا فى ملكوته
امين