كيف كان المسيح يتقدم في الحكمة والقامة{العدد الثاني}
النمو المتوازن
نعرف من انجيل {لوقا 2: 52}واما يسوع فكان يتقدم في الحكمة والقامة
والنعمة عند اللة والناس فكان نمو المسيح في طفولته ينمو متوازيا في
مجالات الحياة المختلفة النمو المعرفي {الحكمة}فكان الرب يسوع ينمو في
الحكمة اي المعرفة حتى انه عندما دخل الهيكل وكان عمره 12 سنة كان
جالسا في وسط المعلمين يسمعهم ويسالهم وكل الذين سمعوه بهتوا من
فهمه واجوبته{لوقا 2: 46 و 47}
النمو الجسماني {القامة}كان الرب يسوع ينمو في الحكمة وكذلك في
القامة نمو طبيعيا ولا شك ان الرب يسوع كان يهتم بجسده كما علمنا
الكتاب المقدس في رسالة بولس الرسول الي اهل افسس فانه لم يبغض
احد جسده قط بل يقوته ويربيه كما الرب ايضا للكنيسة{اف 5 : 29}فالجسد
ليس شرا بل عطية من اللة لنا وعلينا ان نحافظ عليه عاش الطفل يسوع مع
مريم امه ويوسف النجار الذي اعتبره الكثيرون ابوه كما نقرأ القول في
{متى13: 55}اليس هذا ابن النجار وفي {لوقا4: 22} اليس هذا ابن يوسف
لقد عاش حياة بسيطة عادية متضعة في مدينة الناصرة وجاء يسوع الى
الناصرة حيث كان قد تربى{لوقا4: 16}وقضى حياته الأولى في مدينة الناصرة
يتعلم ويعمل في النجارة مع يوسف فيقال عنه اليس هذا هو النجار ابن مريم
{مرقس6: 3}لقد افتقر الغني من اجلنا تشارك معنا في كل شيء ليرفع من
وضعنا ويصحح المفاهيم البشرية الخاطئة لتقييم الانسان موكدا ما نقرأه بعد
ذلك اختار اللة جهال العالم ليخزي الحكماء واختار اللة ضعفاء العالم ليخزي
الاقوياء واختار اللة ادنياء العالم والمزدرى وغير الموجود ليبطل الموجود لكي
لا يفتخر كل ذي جسد امامه{1كورنثوس1: 27-29}
ويمكن تقسيم هذه الفترة الى مرحلتين نتأمل ببعض التفاصيل فيهما
اولا+ مرحلة الطفولة من الولادة وحتى سن اثنتي عشر سنة ويمكن
تلخيصها في العبارة وكان الصبي ينمو ويتقوى بالروح ممتلئا حكمة وكانت
نعمة اللة عليه{لوقا2: 40}كان ينمو ويتقوى بالروح ان هذه المرحلة هي
مرحلة النمو الجسديوالعقلي ويجب علينا الاهتمام بذلك حتى لا تتاثر
حياتنا مستقبلا ولنصل الى النضوج الصحيح جسديا وروحيا ممتلئا حكمة
حيث ان ذهن الانسان هو المحرك الرئيسي لحياته لانه كما شعر في نفسه
هكذا هو{امثال23: 7}لذلك من المهم جدا ليس الاهتمام فقط بنمو ونضوج
الجسد بل بنضوج العقل ايضا ليس عن طريق كمية المعلومات التي نحفظها
بل عن طريق ممارستها وتطبيقها باساليب صحيحة كانت نعمة اللة عليه لقد
عاش الطفل يسوع في شركة مستمرة مع اللة وانطبق عليه القول في
{مزمور91: 1}الساكن في ستر العلي في ظل القدير يبيت وكانت كلمة اللة
غالية عليه لذلك كتب عنه وشريعتك في وسط احشائي{مزمور40: 8}في
عالم يسيطر عليه عدو الخير بافكاره وطرقه الهدامة نحتاج ان نعيش دائما في
داخل دائرة نعمة اللة
ثانيا+ مرحلة الشباب من سن الثانية عشر وحتى سن الثلاثين سنة
وتتلخص في القول واما يسوع فكان يتقدم في الحكمة والقامة والنعمة عند
اللة والناس{لوقا2: 52}تبدأ هذه المرحلة في حياة الرب يسوع بالقصة
المعروفة لدينا والمذكورة في {لوقا2: 40-52} عندما ذهب مع مريم امه
ويوسف الى الهيكل في العيد كما كان يفعل قبل ذلك في مرحلة الطفولة
وفي طريق رجوعهما الى الناصرة فتشا عليه بين الرفقة فلم يجداه ثم بحثا
عنه لمدة ثلاثة ايام ولكن في اماكن خاطئة فلم يجداه واخيرا دخلا الهيكل
كمحاولة اخيرة ففوجئوا به جالسا وسط المعلمين يسمعهم ويسالهم وكل
الذين سمعوه بهتوا من فهمه واجوبته فلما ابصراه اندهشا وقالت له امه لماذا
فعلت بنا هكذا هوذا ابوك وانا كنا نطلبك معذبين فكان رده الواضح لماذا كنتما
تطلبانني الم تعلما انه ينبغي ان اكون فيما لأبي ثم بعد ذلك نزل معهما وجاء
الى الناصرة وكان خاضعا لهما دعونا نقف هنا قليلا لنتأمل في هذه الحادثة
بدروسها العظيمة
1+وجداه جالسا وسط المعلمين يسمعهم ويسالهم لم ينشغل الفتى يسوع
بمظاهر العيد واحتفالاته ولا بان يكون وسط الرفقاء والاقارب بل كل ما كان
يشغله هو كلمة اللة وتعلمها لقد كان بحق في ناموس الرب مسرته وفي
ناموسه يلهج نهارا وليلا فيكون كشجرة مغروسة عند مجاري المياه التي تعطي
ثمرها في اوانه وورقها لا يذبل وكل ما يصنعه ينجح{مزمور1: 2 ،3}
2+ ينبغي ان اكون فيما لأبي ان مرحلة الشباب هي مرحلة تكوين الشخصية
وهكذا اراد الفتى يسوع ان يؤكد ان الاهمية الاولى في الحياة ليست لامور
الزمان التي اصبحت مشغولية الكثيرين بل ان العلاقة مع اللة والسير معه
وبحسب مشيئته هي الاولوية الاساسية وبحق كتب عنه ان افعل مشيئتك
يا الهي سررت{مزمور40: 8}نزل معهما وكان خاضعا لهما مع ان مريم امه
ويوسف لم يفهما الكلام الذي قاله لهما لكنه نزل معهما وكان خاضعا لهما انه
يضع هنا اساسا واضحا لمفهوم الخضوع والطاعة للسلطات المرتبة من عند
اللة بداية من الابوين ربما يكون هذا صعبا على الطبيعة البشرية التي تحب
الاستقلالية وفعل الارادة الذاتية ولا سيما في مرحلة الشباب ومع ان راي
الاخرين قد لا يكون صحيحا تماما ولكن هنا نتعلم ان هذا ليس مبررا للتصميم
على ما نريده او التمرد والعصيان بل من المهم ان نتعلم الطاعة من بداية
حياتنا في الامور الصغيرة الامر الذي سيسهل علينا الطريق للطاعة الصحيحة
في المستقبل والتي ستقودنا للنمو والنضوج الحقيقي ولا ننس قول الكتاب في{افس6: 1-3} ايها الاولاد اطيعوا والديكم في الرب لان هذا حق
3+كان دائم التقدم في المجالات الاتية
في الحكمة وهي اساس الحياة الصحيحة الناجحة اذا دخلت الحكمة قلبك
ولذت المعرفة لنفسك فالعقل يحفظك والفهم ينصرك{امثال 2: 10 ،11}انها
بحق اعظم من كل كنوز الارض{امثال8: 11}ولكن بالطبع علينا ان نفرق بين
الحكمة الارضية النفسانية الغاشة والحكمة الالهية الصحيحة النازلة من فوق
والتي نستطيع الحصول عليها فقط في مخافة اللة{امثال9: 10}
في القامة لقد كان يتقدم في المكانة في جميع مجالات الحياة فلم يكن
هناك مجال لتضييع الوقت في امور الحياة الوقتية الزائلة والتي اختبرها
سليمان قديما وقال عنها الكل باطل وقبض الريح ولا منفعة تحت الشمس
{جامعة2: 11}لقد عاش حياة جدية ليس كما يعيش معظم الشباب فهذه
هي المرحلة التي يتعلم فيها الانسان ويتدرب لكي يتاهل لحياته المستقبلية
وبحق كتب عنه هوذا عبدي يعقل ويتسامى جدا {إشعياء52: 13}النعمة عند
اللة والناس لقد عاش يسوع بحق حياة مملوءا نعمة لقد اهتم بحياته الزمنية
امام الناس وكذلك علاقته ووضعه امام اللة لقد تحقق فيه القول هوذا فتاي
الذي اخترته حبيبي الذي سرت به نفسي لا يخاصم ولا يصيح ولا يسمع احد
في الشوارع صوته قصبة مرضوضة لا يقصف وفتيلة مدخنة لا يطفئ
{متى12: 18-20}هذه كانت حياة يسوع المسيح في مرحلة الشباب فماذا
عنك انت يا اخي الشاب واختي الشابة؟ الم يات الوقت لنتحول عن الافكار
البشرية والنماذج الخاطئة المحيطة بنا ونثبت النظر فيه ونتعلم منه عمليا
وهكذا تكون النتيجة تجدوا راحة لنفوسكم تابعونا في العدد التالي