اكتشف معبد يُرجّح أن يكون يسوع قد بشّر فيه، على الشواطئ الغربية لبحر الجليل في شمال إسرائيل. تم العثور على دار الصلاة اليهودية التي ترقى إلى القرن الأول وسط أنقاض مدينة المجدل القديمة، مسقط رأس تلميذة يسوع الأكثر شهرة، مريم المجدلية. "هذا أول اكتشاف لمعبد مشى فيه يسوع وشهد على تبشيره"، حسبما قال الأب إيمون كيلي من المنظمة الكاثوليكية المسؤولة عن تطوير الملكية. وأضاف: "هذا مهم جداً لليهود والمسيحيين على حد سواء". لا بد من الإشارة هنا إلى أن المعبد هو واحد من المعابد السبعة فقط التي ترقى إلى زمن يسوع والتي اكتشفت في العالم.
يُرجح بشدة أن يكون يسوع بشر في هذا المعبد، وذلك لأن المجدل كانت المدينة الوحيدة التي تقع على الشاطئ الغربي لبحر الجليل، قبل أن تُبنى طبريا. ووفقاً لما يخبرنا متى في الآية 39 من الفصل 15، فقد وصل يسوع إلى هنا إذ "ركب القارب وجاء إلى أرض مجدان". وبحسب العهد الجديد، فقد كانت رحلات يسوع مكثفة إلى هذه المنطقة حيث كان يعلم ويبشر في المعابد المحلية.
تقع المجدل على بعد كيلومترات قليلة جنوب كفرناحوم، قرية صيد الأسماك التي التقى فيها يسوع بسمعان بطرس، ولا تبعد كثيراً عن جبل التطويبات حيث ألقى يسوع عظته الشهيرة. كذلك، تقع البلدة على الطريق التي سلكها يسوع من الناصرة وبيت صيدا إلى كفرناحوم.
هذه المنطقة تقع على طريق البحر – طريق تجارية قديمة كانت تمتد من مصر على طول البحر المتوسط، ومن ثم وصولاً إلى الشواطئ الغربية لبحر الجليل على طول الطريق إلى سوريا. فيها، أمضى يسوع معظم وقته لأنها شكلت له فرصة مهمة لتعليم الجموع التي كانت تمر فيها.
يميل الناس إلى الاعتقاد بأن بيت لحم أو أورشليم كانتا محطتين مركزيتين في حياة يسوع، لكن يسوع أمضى فعلياً معظم حياته وخدمته في الجليل وشمال إسرائيل. في هذا الصدد، قال الأب كيلي مشيراً إلى منطقة الجليل: "هنا، أمضى يسوع 80% من حياته العامة".
في زمن يسوع، لم يكن المعبد المحلي داراً للعبادة فحسب، بل أيضاً مركزاً للجماعة حيث كان الناس يجتمعون لمناقشة المستجدات أو تبادل المعلومات عن الأحداث الراهنة. عندما كان يأتي حاخام إلى المدينة، كان يقصد المعبد المحلي عادة ليلتقي بالناس ويعلمهم.
ويقول علماء الآثار أن معبد المجدل هُدم سنة 67 أو 68 م. على أيدي الرومان. ووسط المعبد، تم اكتشاف منحوتة من الحجر الكلسي عليها صورة شمعدان. وهذا هو أقدم شمعدان محفور على الحجر يتم العثور عليه.
وفي الموقع عينه المفتوح الآن للزوار، عثر علماء الآثار أيضاً على أحواض للصيد وحمامات للطقوس اليهودية.