القمص تادرس عبد الملاك الجرجاوى
كان أبونا المتنيح القمص تادرس عبد الملاك الجرجاوى قديس فى جيله
رجل مشهور بالمحبة والتسامح وكانت صلاته قوية وفعالة
لكل من يأتى له ويتعامل معه ويصلى من اجله .
وابونا تادرس عبد الملاك كان شيخ القمامصة بجرجا
وله محبة خاصة فى قلب الانبا مينا
وحدث ذات يوم بعد نياحته اعترفت به راهبة فاضلة وام مشهورة وقديسة
وهى رئيسة دير بالصعيد
وقالت ان ابونا تادرس ذات يوم وجدته يصلى قداس مع الاباء السواح
وقال لى لا تتحدثى بهذا
ولكن بعد نياحته تكلمت حتى تظهر سيرته العطرة.
وكان ابونا تادرس مشهور بالمحبة والبساطة والطهارة وفاعليته فى الخدمة
وكان هذا القمص مشهور بدموعه الغزيرة النازلة امام المذبح
حيث كان يعشق المذبح ويهابه.
ومن محبة الانبا مينا له كان لا يرفض له طلب لانه امين فى عمله
ونذكر هنا واقعة بين القمص تادرس وسيدنا الانبا مينا
انه ذات يوم كان ابونا تادرس مع احد الافراد فى زيارة لعائلة مقتدرة ماليا فى صلاة خاصة لهم
واخذ الرجل الغنى ذهبا ومتعلقات شخصية له ولامرأته من حلى وخواتم وحلقان ذهب
ووهبها للقمص تادرس ان يعطيها للانبا مينا لأخوة الرب
وبعد ذلك من بساطة القمص تادرس اودعها مع الشخص الذى معه ليعطيها للانبا مينا
ولكن عدو الخير تحرك داخل هذا الشخص واخذ اسورة ثقيلة وقيمة ليسرقها
وبعد ذلك ذهب واعطى المتعلقات الذهبية للانبا مينا
بدون هذه الاسورة
وبعد ذلك بايام ذهب الرجل الغنى الى المطرانية ليأخذ بركة سيدنا
ويقول له انه ارسل له متعلقات زوجته الذهبية مع ابونا تادرس
وهم كذا وكذا وكذا
ولكن سيدنا قال له ليس بهم اسورة
فقال الرجل الاسورة دى اثقل حاجة فيهم ياسيدنا
وتزيد على باقى المتعلقات قيمة .
فارسل سيدنا لابونا تادرس ولكن سيدنا كان يعلم بنقاوة القمص تادرس
وعندما اتى ابونا تادرس والشخص الذى اخذ الاسورة
فهم الحوار ابونا تادرس
ومن قداسته وخوفه على ذلك الرجل ورغبته فى الستر عليه نسب السرقة لنفسه
وكاد يقوم بدور المذنب ويقول سامحنى ياسيدنا اخطأت وضرب على صدره
ولكن بقداسة سيدنا وتنبهه
فهم قداسته وطيبة قلبه وضحك فى وجهه وقال له:
انت اللى تسامحنى ياابونا تادرس
وكان الرجل واقف وانهمرت دموعه منه واعترف انه هو الذى سرق الاسورة
واحضرها وقدم توبة امام الله وسيدنا وابونا تادرس
وسامحه القديسين الانبا مينا وابونا تادرس حتى لا يعود لذلك.
فحقا ابونا تادرس قديس يستر على الناس ويحبهم ويصلى لاجلهم
وكان فاتح منزله ليلا ونهارا لهم فاستحق محبة سيدنا الانبا مينا واعترافه به انه رجل الله
وكانت له معزة قوية وعلاقة فى داخله
ودامت العلاقة على الارض وبعد ذلك تدوم الان فى السماء.
فهم يشفعون ويصلون لاجلنا
بركتهم المقدسة فلتكن مع جميعنا
امين