(( الأم الحماة ......عزيزتي الحماة ما أثرك الروحي على زوجة ابنك ....وزوج ابنتك ؟؟؟ ))
(( وعيد الأم على الأبواب .....))
عندما يباردنا أحدهم بقوله..... ( دعني أحدثك عن حماتي ).....، فأننا نتوقع أن نستمع الى بعض السلبيات أو النوادر ، فشخصية الحماة أصبحت موضوعاً للفكاهة والضحك
ولكننا نرى في سفر راعوث المؤابية قصة مختلفة تماماً .......، فقد أحبت راعوث الاممية المؤابية حماتها نعمى اليهودية الديانة
لقد كانت مؤابية ولكن هذا لم يمنعها من عبادة الله الحقيقي ولم يمنع الله من قبول عبادتها وغمرها ببركات عظيمة ،
ولا يوجد في كل سير الحياة يمكن مقارنته ببساطة ورقة وجمال الشعر الغنائي الرعوي في قصة راعوث ،الأرملة الشابة في مؤاب والتي قال عنها جوته شاعر الألمان..... (( أنها أبدع أنشودة جائتنا من الشرق القديم ))....
فبعد ترملها بقلبل توسلت الى حماتها نعمى أن ترافقها حيثما تذهب وهذا عندما قررت نعمى الرجوع من مؤاب الى بلدها بيت لحم بعد موت زوجها وولديها في مؤاب ولم يكن لأبنائها الذين ماتوا أولاد ،
قالت راعوث لنعمى كلمات نابعة من القلب ( شعبك شعبي والهك الهي ، راعوث 1 ) ووافقتها نعمى فرحلت راعوث معها الى بيت لحم ....
من الواضح أن حياة نعمى كانت شهادة قوية لحقيقة وجود الله فانجذبت راعوث اليها والى الله الذي كانت تعبده ......
وفي الأشهر والسنوات التالية ، قاد الله هذه الأرملة المؤابية الصغيرة الى رجل يهودي يدعى بوعز تزوجته فيما بعد فأصبحت الجدة الكبيرة لداود النبي ومن نسلها جاء المسيح ......فما أعمق الأثر الذي تركته حياة نعمى في راعوث .
أن راعوث الأممية بالمولد ، أصبحت ضمن سلسلة النسب المختار الذي جاء منه فيما بعد مخلص العالم وبما أنه جاء ليفدي كلاً من اليهود والأمم على السواء فقد كان من المناسب أن يمتزج في عروقه دم الفريقين على السواء ، وهكذا فأن صيتها الحسن احتل مكاناً في سلسلة النسب الملوكي للرب يسوع .
وكما لم تكن راعوث تدري بهذا الهدف العظيم من حياتها بالرغم من الأزمات والمتاعب التي واجهتها ، لن نعرف مطلقاً هدف الله في حياتنا الكامل وأهمية حياتنا الى أن نستطيع أن نرجع بأبصارنا الى الوراء الى كل الصورة من وجهة نظر الأبدية .
عزيزتي الحماة ما أثرك الروحي على زوجة ابنك ....وزوج ابنتك ؟؟؟