لقد قضى يسوع ما يقرب من 6 ساعات ماشياً على قدميه
إلى أن وصل إلى سوخار حيث تقابل مع المرأة السامرية
وكان يمكن أن يقضي المسيح هذه الساعات في تعليم الآلاف من الناس
ولكن الله يهتم بالفرد الواحد كما يهتم بألف فرد
حتى لو كان هذا الفرد إنساناً خاطئاً مرفوضاً.
ليتنا نتعلَّم ألاَّ نحتقر أي إنسان حتى وإن كان هذا الإنسان غريباً
ليس من عشيرتنا ولا من جنسنا أو من ديننا
حتى لو كان وثنياً خاطئاً ونجساً.
مَن يدري؟
ربما يكون الذي نحتقره الآن بسبب خطيته هو القديس موسى الأسود فيما بعد
أو قد يكون اللص اليمين الذي كان أول مَن دخل الفردوس.
ليت هذا يكون أسلوب كل خادم في خدمته.
لأنه كم من المرات تتعثَّر الخدمة بسبب الاهتمام بالجماهير أكثر من الاهتمام بالفرد.
”وكان لابد له أن يجتاز السامرة“:
لم تكن السامرة بالبلد المحبوب لدى اليهودي، بل كان يتحاشى المرور منها
لئلا يتنجَّس بنجاسات أهلها.
ولكننا أحياناً نجد الله يدفعنا أن نجتاز كثيراً من التجارب والضيقات في خدمتنا أو في حياتنا.
ولا نعلم أن الله في تدبير صالح يُعِدُّ لنا أجمل الاختبارات والتعزيات الروحية.
إن أتعبتْكَ السامرة، يا أخي، فاعلم أن في السامرة بئر يعقوب
وعلى البئر هناك يسوع جالسٌ ينتظرك.
وإذا ظننتَ أن السامرة هي خدمة فاشلة
فاعلم أن هناك نفساً تنتظر كلمة الرب
لتخلُص ويخلُص معها كل أهل المدينة.
كم من خادم يشتهي أن يخدم في أورشليم حيث الهيكل والمجد
غافلاً عن أن المسيح دخل مرة إلى أورشليم
فلم يجد في الهيكل مكاناً للصلاة
ولم يستطع أن يمكث في أورشليم ولا ليلة واحدة
بينما نراه يمكث يومين في السامرة.
منقول