قصة اليوم : الحب بدون مقابل !!!
في صباح ليلة عاصفة، وقفت على الشاطئ، عند سفينة قد غرقت تلك الليلة، وسألت أحد البحارة الواقفين على الشاطئ عن عدد الذين ماتوا غرقى، فاذا به يسألني:"هل سلمت حياتك للرب يسوع؟"، فابتسمت لهذا السؤال الحلو وقلت: "أشكر الرب يسوع مخلِّصي". وبعد أن تصافحنا بفرح، سألته عن قصة تسليم حياته للرب يسوع.
فقال: منذ خمس سنوات أنقذ الرب جسدي من الغرق، وأنقذ نفسي من بحيرة النار. اثنان ماتا لأجلي: الرب يسوع مات لأجلي منذ ألفي عام وزميلي يوسف مات لأجلي منذ سنوات في ليلة زوابع مثل الليلة الماضية حيث اصطدمت سفينتنا بصخرة قريبة من الشاطئ فأطلقنا المدافع لطلب النجدة، وجاء الينا قارب النجاة. فأنزلنا النساء والاطفال ورجع بهم القارب. وجاء مرة ثانية وأخذ باقي ركاب السفينة ... وعرفنا أن عدداً من البحارة سيغرقون، لأن القارب في المرة الثالثة لا يمكن أن يأخذ جميع البحارة، وستغرق السفينة بالذين يبقون عليها. فألقينا قرعة لنعرف من هم الذين يبقون، وكانت قرعتي أن أبقى على السفينة..!
أحاط بي الرعب من الدينونة الأبدية، وظهرت أمامي خطاياي الكثيرة ... كان زميلي يوسف قد تكلم معي مرات كثيرة عن خلاص نفسي، لكني كنت أضحك وأذهب وراء شهواتي. نظرت اليه وهو واقف بجانبي فرأيته مبتسماً وعلى وجهه نور عجيب. جاء القارب ونزل فيه الذين كانت قرعتهم النجاة، واحداً بعد الآخر، الى أن جاء دور زميلي يوسف، ولكنه لم ينزل ودفعني الى القارب قائلاً: "اذهب انت مكاني وقابلني في السماء عند الرب يسوع. إن كنت تموت الآن ستذهب للعذاب، لكني ذاهب لأفرح بالرب يسوع".
اتجه القارب الى شاطئ النجاة، وغاصت السفينة في أعماق الماء، ويوسف صديقي المحبوب فيها .. قد مات لأجلي! عندما كانت السفينة آخذة في الغرق تعهدت أن تكون حياتي ملكاً للرب يسوع الذي امتلك قبل صديقي يوسف. وفي الايام التالية كان منظر صديقي يوسف أمام عيني دائماً، وعلى وجهه الابتسامة الهادئة.
وعندما جاء زملاء السوء وشرب الخمر ليأخذوني معهم كنت أقول لهم: "لا أستطيع أن أذهب معكم، صديقي يوسف مات ليفتح أمامي السماء. لا يمكن أن يكون موت عزيزي يوسف بدون فائدة". اشتريت الكتاب المقدس، وطلبت من الرب يسوع أن ينير الطريق أمامي، وابتدأت أدرس العهد الجديد، فلما قرأت إصحاحات 5 و 6 و7 من انجيل متى، وجدت كل الكلمات تدينني وقلت: "لا فائدة، أنا لا أنفع للسماء!" .. لكن صديقي يوسف كان قد أوصاني أن أقابله في السماء عند الرب يسوع. ويوسف صديقي المحبوب يعرف خطاياي الكثيرة، فهل يدخل الأشرار السماء؟ وعندما قرأت عن اللصين المصلوبين مع الرب يسوع طلبت قائلاً: "يا ربي يسوع، أنا خاطئ مثل أي لص، سامحني، خلّصني، اغسلني بدمك الطاهر". ثم قرأت كلمات الرب يسوع: "الحق أقول لك، أنك اليوم، تكون معي في الفردوس" (لوقا43:23)، فكانت كجواب من الرب يسوع لي وركعت شاكراً للرب، وفرح قلبي بالخلاص. عرفت بالتأكيد أن الرب يسوع أحبني ومات لأجلي. دمه غسل خطاياي، والآن تنتظرني أفراح وأمجاد السماء.
أنقذني صديقي يوسف من الموت غرقاً، وكان موته إشارة الى موت الرب يسوع بدلاً عني، وعن قريب يأتي الرب يسوع على سحاب المجد، ويكمل فرحي وسأرى معه صديقي يوسف متمتعاً بالمجد.
هل نلت الخلاص من الخطية؟ أن الرب يسوع يدعوك الآن. "واما كل الذين قبلوه، أُولئك الذين يؤمنون باسمه، فقد آتاهم أن يصيروا أبناء الله" (يوحنا 12:1).