من لم يخطئ بالفكر؟!
القدِّيس جيروم
"هوذا عبيده لا يأتمنهم، وإلى ملائكته ينسب حماقة" (أي 4: 18).
لا يمكن أن يُوجد أحد طاهرًا من دنسٍ في عينيّ الله، ليس أحد مهما قصرت أيَّامه (أي 14: 4-5). "السماوات غير طاهرة بعينيه" (أي 15:15)، "إلى ملائكته ينسب حماقة" (أي 4: 18).
لماذا أقول كل هذا؟ إن كانت السماوات ليست طاهرة، وحتى ملائكته ليسوا بلا خطأ، كم بالأكثر يوجد الشرّ في أفكار البشر؟ أين أولئك الذين يقولون: "ابعدوا عنِّي، فإني طاهر"
(راجع إش 65: 5 LXX؛ لو 5: 8).
نحن نعلم أنَّنا نعاني يومًا فيومًا ممَّا في أفكارنا، حتى أنَّنا نستحي ونشعر بالخجل أن نعلنها.
كثيرون لم يرتكبوا خطايا خطيرة، وآخرون لم يخطئوا بلسانهم قط، لكن لا يوجد بين البشر من لم يخطئ بالفكر، لذلك يقول المرتِّل: "لأن فكر الإنسان يعترف لك".
V V V
من يتبرَّر أمامك، يا أيُّها القدُّوس وحده؟
السماء ليست بطاهرة أمامك،
فماذا يكون حالي أنا الترابي؟
قد أمسك لساني إلى حين،
لكن من يضبط أفكاري؟
من يقدس نظراتي؟
من يملأ فراغ نفسي الداخلي؟
أنت وحدك برٌَى!
بروحك القدُّوس أتبرَّر.
وبنعمتك أتقدَّس!