"أيّتها الطاهرة حقّاً والعذراء الفائقة النقاوة ووالدة الإله،
أعجوبة للملائكة مرهبة، وممتنع تفسيرها للذين تحت وطأة الموت،
مرهبة حقّاً وغير مدركة لهؤلاء كما لأولئك على حدّ سواء،
طليعة جنسنا، إناء الألوهة الفائقة الطهارة، مصنع خلاصنا،
الوالجة بنا بصلاحها الفائق إلى الواحد من الثالوث،
ربنا يسوع المسيح، الإله التام والإنسان التام،
بحق وبحال تفوق كل قول وذهن،
كيما تعيد الخلاص لجباتنا البشريّة المائتة وتصعدنا إلى الاستحقاق الأوّل.
يا استعادة الساقطين بعد تدبير كلمة الله الخلاصي،
ومنجّيتي نجاة تعلو على كلّ الشدائد،
أنا غير المستحقّ لأيّة عناية أو معونة،
المخطئ بملء إرادتي على الدوام، في كلّ وقت ومكان وشأن.
إفتقدي الآن حقارتي.
فإنّي متشوش ولا أدري ماذا أفعل.
فإن تغافلتُ عن كثرة شروري التي لا تحصى وتقدمتُ من الأسرار الطاهرة
فأنا غير مستحقّ لها بالكليّة.
وإن امتنعت عنها، حتى لا أتناول لدينونتي أصير عندئذٍ فريسة العدوّ.
فإذ أتّخذكِ متوسطةُ لي، أتقدّم واثقاً
وألقي عنّي جملة معاصيّ التي لا تحدّ في بحر رأفات ابنك وإلهك التي لا تحصى.
فاستعطفيه بالدّالة الوالديّة التي لك نحوه أيّتها السيّدة الكليّة الطهارة،
وأبتهل إليكِ أن تهدّئي اضطرابي.
نعم يا كليّة النقاوة، اقبليني ولا ترذليني من أمامك،
أنا الكثير الخطايا، التي اجترمتها بالقول والفعل والفكر،
بصور وإيحاءات ونشاطات مختلفة وبكافّة الحواس.
كوني محاميتّي في تلك الساعة، وتوسّلي إلى الربّ الشفوق الكليّ الرأفة،
كي لا أجدني محروماً من نعمته،
بل يغضي عن زلاتي الكثيرة ويقدّسني بجسده الطاهر ودمه الكريم المحيي،
وينيرني ويخلّصني ويوضحني ابن النور،
فأسير على هدى وصاياه المقدّسة،
ولا أعود بعد إلى الخطيئة وأتهوّر فيها.
فإذ أشترك بلا دينونة في الموهبة الرهيبة،
وأقتبل عربون الدهر الآتي،
وأنعتق من العقوبات المؤبّدة،
أفوز بالحياة الأبديّة،
بواسطتك أنتِ، يا رجائي الذي لا يخيب ونصيرتي،
ممجّداً ومعظّماً الآب والابن والروح القدس،
الثالوث المغبوط الكليّ قدسه، إلى دهر الداهرين،
آمين."