يبين من خلال هذا الإنجيل( انجيل احد جميع القديسين)
أمراً صعباً ومرهقاً.
فهو يستلزم قوة وشجاعة وبأساً مستديماً. فدعوة المسيح إنما هي دعوة إلى البطولة.
ويمكن القول ان هذا الإنجيل يختصر كل تعاليم المسيح عن الحياة الروحية التي جاء ليبثّها في العالمين.
أ) أول شرط لاتباع المسيح هو الاعتراف به قدّام الناس.
فاتباع المسيح ليس سبباً للخجل والعار، بل هو للإعلان والنشر.
يريد المسيح من تبّاعه الجهر بتعليمه والاعتراف به قدّام الناس كشرط ضروري ليعترف بهم الإبن الأزلي قدّام أبيه السماوي.
هذا الشرط هو مهم جداً في نظر المسيح؛ هو أول الشروط.
ب) ويتابع المسيح شرحه فيشدّد على أن الشرط الثاني للالتحاق بالمسيح هو الفصل والانفصال حتى عن الأهل وهم أقرب الناس إلى الإنسان.
فلا أحد يتبع المسيح ويتبع بالوقت نفسه الناس.
لا بدّ للسلوك في طريق الملكوت من تفضيل واختيار وترجيح.
تلميذ المسيح يفضّل المسيح وبرنامجه وتعليمه حتى على الأهل.
يعني ذلك إذا حدثت مصادمة ومعاكسة بين فكر المسيح وفكر البشر حتى الأقربين، وإذا حدثت مضادة بين تعليم المسيح وتعليم البشر حتى الأقربين، لا بدّ للإنسان من اختيار المسيح.
ولو اقتضى ذلك حمل السيف بالمعنى الروحي.
فيسوع يفرّق البشر، ويقسّم الناس بين تباع حقيقيين وبين تباع لا يريدونه من كل القلب والنفس.