ما هو خطر الكلام البطّال؟
نردّد كلّ يوم خلال الصوم الأربعينيّ المقدّس:
"أعتقني من روح البطالة والفضول وحبّ الرئاسة والكلام البطّال"...
ويُطرح السؤال:
ما أهميّة هذا الأمر؟
نقرأ في إنجيل متّى:
"ليس ما يدخل الفم يُنجِّس الإنسان،
بل ما يخرج من الفم هو الذي يُنجِّس الإنسان...
ويشدّد الرسول بولس على هذا الأمر،
ويوضح شروط الكلمة المقبولة التي يجب أن نتفوّه بها
فقط دون سواها فيقول:
"لا تخرُجَنَّ من أفواهكم أيّةُ كلمةِ سوء، بل كلّ كلمة صالحة
تُفيد الإنسان عند الحاجة وتكون سبيلَ نعمةٍ للسامعين"
(أفسس 4: 29).
أمّا الرسول يعقوب فهو أكثر تفصيلاً في رسالته إذ يقول:
"فعل كلّ إنسان أن يكون سريعًا إلى الاستماع بطيئًا عن الكلام"
(يعقوب 1: 19)،
"ما أكثر ما نزلّ جميعًا. وإذا كان أحد لا يزِلُّ في كلامه،
فهو إنسان كامل قادر على إلجام جميع جسده...
وهكذا اللسان، فإنّه عضو صغير ومن شأنه أن يفاخر بالأشياء العظيمة...
واللسان أيضًا نارٌ وعالَمُ الإثمِ.
اللسان بين أعضائنا يدنِّس الجسم كلّهُ ويُحرِق الطبيعةَ في سيرها ويحترق هو بنار جهنّم...
وأمّا اللسان فلا يستطيع أحد من الناس أن يقهره،
إنّه بليّة لا تُضبَط، مِلْؤُهُ سمٌّ قاتل،
به نبارك الربّ الآب
وبه نلعن الناس المخلوقين على صورة الله.
من فمٍ واحدٍ تخرج البركة واللعنة..."
(يعقوب 3: 2-12)
وهكذا يتّضح لنا أنّ ضبط اللسان والانتباه
إلى ما نقول من القواعد الأساسيّة في حياتنا في المسيح.
وهذا ما يدفعنا إلى التفكير في تصرّفاتنا وفحصها على ضوء هذا الكلام
الذي نقرأه في الكتاب المقدّس.
*هل أسمح لنفسي أن أتكلّم على الناس وأنقل أخبارهم وأنتقد تصرّفاتهم؟
*هل أسمح لنفسي أن أتكلّم بأيّ موضوع، ولو كان صحيحًا، في أيّ مكان وأمام كلّ الناس؟
*هل أسمح لنفسي أن أنتقد الناس في غيابهم وأمام الآخرين،
ولو كنتُ محقًّا، بدل أن أفاتحهم بالأمر وأصارحهم به؟
*هل أسمح لنفسي أن أدين أخي الإنسان وأقول له:
"أنت شرّير، أنت إنسان ساقط، مصيرك الهلاك..."،
وذلك لأنّي وجدتُه أنا مخطئًا؟
*هل أسمح لنفسي أن أشهّر بالناس وأدين تصرّفاتهم
بحجّة تصويب أفعالهم والدفاع عن الإيمان؟
*هل أسمح لنفسي أن أنتقد المسؤولين والمؤسّسات والأشخاص
في أيّ مكان وأمام كلّ النّاس فقط لأنّني أعتقد نفسي مدافعًا عن الحقّ؟
أسئلة كثيرة عليّ أن أفكّر بها جليًّا قبل أن أتصرّف وأتكلّم.
وفي هذا يجب أن أتذكّر دائمًا ما نردّده في كلّ صلاة غروب :
"إجعل يا ربّ حارسًا لفمي وبابًا حصينًا على شفتَيّ
(المزمور 140: 3)