(( لماذا ظل السيد المسيح على الأرض بعد القيامة مدة أربعين يوماً ؟ ))
1 - ليؤكد للتلاميذ أنه قام حقاً وجعلهم على يقين كامل بقيامته .
ولذلك ظهر السيد المسيح في أماكن مختلفة ، مرات لأناس علي انفراد ، وأخرى للتلاميذ أثنين أثنين ، ومرات يظهر لهم مجتمعين ، ثم لحوالي خمسمائة أخ دفعة واحدة ، حتي تراه عيون الكثيرين وتكون شهادة قيامته مؤكدة .
2 - ليعزى تلاميذه و يمسح الدموع التي ذرفوها بسبب موته .
و يأكد لهم بأن موته لم يكن كارثة لكنه كان تتميماً للكتب وكان يجب أن يموت لمغفرة الخطايا
3 - ليعد التلاميذ للواقع الذي كان ينتظرهم بسبب صعوده للسماء .
لقد سما بعقولهم ، وأرواحهم ، وانتظر معهم وقتا كافيا ليعطيهم التعزية و الوصايا اللازمة ، و أعد هم لمستقبلهم الأبدي و سلمهم أسرار الكنيسة وأمور و طقوس الخدمة .
4 - ليقدم حديثا شخصيا لمن كانت لهم إحتياجات خاصة .
فشجع قلب المجدلية لتنتصر علي احزانها ، وظهر لتوما حتي ينتصر علي شكوكه ، و أراه جراحاته، وحذر بطرس ثم شجعه للخدمة ، وقوى التلاميذ وأعدهم للإضطهادات القادمة لذلك رحبوا بالآلام و الاضطهادات وانتصروا علي كل الضيقات .
لماذا بقى الرب بعد القيامة أربعين يوماً بالتحديد ؟
كما مكث الرب مع موسى علي الجبل أربعين يومًا، ليسلمه الشريعة، و مثال خيمة الاجتماع و رموزها
، وكما مكث السيد المسيح مع الآب أربعين يومًا في خلوة روحية ، هكذا مكث الرب مع تلاميذه أربعين يومًا، يتكلم معهم فيها "عن الأمور المختصة بملكوت الله"
و سلمهم العقيدة وكل تفاصيل الإيمان، وأسرار الكنيسة وكيف يمارسونها،
وكل الترتيبات الخاصة بالعبادة ، (" إنها فترة التسليم والتعليم والتفهيم." قداسة البابا شنودة الثالث ) .
وكانت أياما فريدة اختلفت كل الاختلاف عن أيام حياته الأولي علي الأرض ، ففيها لم يجسر أحد أن يضايقه فالكتبة والفريسيون لم يقفوا ضده ، واليهود الأشرار لم يحملوا الحجارة محاولين رجمه ،
لقد كانت أياما هادئة فيها جلست الطيور في سلام بجوار المياه الهادئة ، ولم تكن هناك أمواج تعكر صفو سلامها .
ليت أمجاد القيامة تغمر قلوبنا ، وللرب المجد والسجود من الآن والي الأبد .