في طريق المجد نحو الآلام
من سفر أشعيا النبي أصحاح 50
4 أعطاني السيد الرب لسان المتعلمين لأعرف أن أغيث المعيي بكلمة.
يوقظ كل صباح، يوقظ لي أذنا، لأسمع كالمتعلمين
5 السيد الرب فتح لي أذنا وأنا لم أعاند. إلى الوراء لم أرتد
6 بذلت ظهري للضاربين ، وخدي للناتفين. وجهي لم أستر عن العار والبصق
7 والسيد الرب يعينني ، لذلك لا أخجل.
لذلك جعلت وجهي كالصوان وعرفت أني لا أخزى
في حياته القصيرة بالجسد على الأرض منح الرب من لجأ إليه كل ما يحتاج .
لقد عزى المحزونين فرح مع الفرحين طهَّر البرص
فتح عيون العميان علم الناس طريق الله وطريق الملكوت
منح الغفران جبر منكسري القلوب رحم الخطأة ولم يعاقبهم
لأنه لم يأت أساسا ليدين بل ليخلص
إنه من رحم الزانية والعشار واللص
ولم يقف في طريقه كل من حاول الوقوف .
بل ورحم غير اليهود كابن قائد المائة والسامرية والكنعانية
وحرر المربوطين من الشيطان .
لم يوجد في فمه غش سار كل من عرفه بهديه
وكلامه العذب الذي يعزي كل قلب .
هو يحمل لنا كل هذا الحب
كبشر يستعد اليوم للدخول إلى أورشليم عاصمة جده بالجسد داود .
سيدخل لا غازيا لأنه غزا ما يريد فقد غزا القلوب وغزا النفوس .
إنه الحب الذي يتحرك أمامنا .
هو من نادى بلسان نبيه أشعيا في العهد القديم :
وقالت صهيون: قد تركني الرب، وسيدي نسيني
هل تنسى المرأة رضيعها فلا ترحم ابن بطنها ؟
حتى هؤلاء ينسين، وأنا لا أنساك
هوذا على كفي نقشتك .
أسوارك أمامي دائما
أشعيا 49 : 14 – 16
بهذه الكلمات المقدسة ينادي الرب حتى اليوم
كل من يعتقد أن الرب نسيه .
حتى وهو داخل بالمجد العفوي والاستقبال العفوي
للمؤمنين له نحن في قلبه يريد أن يفعل بنا نفس
ما عمل وهو على الرض فلنرجو خلاصه ومواعيده الصادقة .
سيلتقي تلاميذه اللقاء الأخير ليعلن لهم العهد المقدس الأبدي
أي العهد الجديد بين الله ومؤمني هذا العهد .
سيلتقي بالحاقدين الحاسدين سوف يفحمهم بالمنطق الإلهي فائق الوصف .
سيلتقي بالجنود الرومان وهنا ستبدأ قصة الآلام .
إنها آلام مبرحة على نوعين : نفسية وجسدية
الآلام النفسية أنهم يجازوه بدل الخير شرا
أنهم أسلموه حسدا
أن الوالي الروماني الفض بيلاطس البنطي لم يجد فيه علة
أنه لم يعمل شرا ولم يوجد في فمه مكر أو غش
أنه يعاقَب على ما لم تقترف يداه أو لسانه .
أنه سيُصلب ويُطعن بالحربة من أيدي هو أساسا من خلقها وجبلها .
الآم الجسد
سينالها بإرادته لأنه لو لم يرد سيبيدهم في لحظة
سيكابد آلام الجسد كلها دون استثناء ليشفي آلامنا
على الصليب يرفض شرب الخل الممزوج بالمرارة
فالحل الممزوج بالمرارة يخدر المصلوب للتخفيف من آلامه
ذاق ولم يشرب فقد أصر على تحمل كل الآلام دون أن يخفف منها شيئا .
بإرادته سيكشف ظهره للسياط
وبإرادته لن يرد وجهه عن خزي البصاق
سيمد يديه اللتين جبلتا الإنسان في البدء ليدقوا المسامير فيها
هما نفس اليدين الجابلتين الإنسان قديما
ويمد قدميه للمسامير
هما نفس القدمين اللتين سمعت صوت وطئهما في الفردوس أمنا حواء
فاستترت خوفا
بكل هذا تنبأ أشعيا قديما وتمت كل النبؤات .
يا ربي الداخل أورشليم لكل هذه الآلام :
أبارك خطواتك الواثقة
وأسجد لتدبيرك الصائر لنا بالموت والقيامة .
أُقبِل قدميك الطاهرتين
لن أمسحهما بالعطر
بل بعَبَرات العين
عسى عبرات عيني تكون ذبيحة روحية أمام جلال مجدك
سر ربي في طريق آلام الجسد
سأسير معك
كلا سأسير وراءك
لأعاين آلامك الطاهرة بالجسد
فتحيا نفسي بحبك
مبارك تدبير الخلاص العظيم
ستشرق شمس الخلاص
ستنحل قيود خطايا كثيرة
ستتمرمر مملكة الشيطان
فتدبير الخلاص هو للأحياء والراقدين
ولكل من يؤمن
سأحمل معك صليب ألمي وذنوبي وأمراضي
لكي أحيا معك بقيامتك
ها نحن سائرون معك
لن ننكرك كما رسولك بطرس
ولن نسلمك بقبلة غاشة كيهوذا
بس سنقبلك قبلة الحب
الحب والفرح بك
نسجد لآلامك الطاهرة
منتظرين قيامتك المجيدة
آمين