"فأجاب الملاك وقال لها. الروح القدس يحلّ عليك وقوّة العليّ تظللك فلذلك أيضا القدوس المولود منك يدعى ابن الله" (لوقا 5:1). ربما عندك أحد في حياتك تعتبره مثالا صالحا أو المثل الأعلى الذي
من خلاله تستقي عزمك وعنفوانك وقوتّك لكي تستمر في الحياة المليئة بالمشقات والأزمات التي لا تنتهي، فتجد في النهاية نفسك تخور في منتصف الطريق تصرخ إلى العلاء فلا من يسمعك وتصرخ إلى أقاصي الأرض فلن تجد أحدا، هذا لأنك تتكل على من يحتاج أن ينقذه هو.
هل وقفت يوما وتأملت بشخصية المسيح، ذاك المحب القدوس الذي تخرج من فمه الطهارة والنقاوة فهو ابن الله الأزلي حين يأمر يفعل فهو الذي أوجد كل شيء "فإنه فيه خلق الكلّ ما في السموات وما على الأرض ما يرى وما لا يرى سواء كان عروشا أم سيادات أم رياسات أم سلاطين. الكل به وله قد خلق. الذي هو قبل كل شيء وفيه يقوم الكلّ، وهو رأس الجسد الكنيسة" (كولوسي 16:1).
قداسته وطهارته تحلّ في كل مكان وفي كل ظرف فهذه من طبيعته التي لا تتغير، هناك يا صديقي تستطيع أن تحتمي وهناك تستطيع أن تلتجأ تحت عبائته فتجد السلام ينهمر كالندى على القلب. والطمأنينة والمحبة تنزلان كالمطر الذي يروي الأرض العطشانة. "ما أحلى مساكنك يا ربّ الجنود. تشتاق بل تتوق نفسي إلى ديار الربّ.\
قلبي ولحمي يهتفان بالإله الحي" (مزمور 1:84).
السرافيم تلك المخلوقات السماوية بدت مندهشة من طبيعة الله الرائعة حيث ينظرون الواحد إلى الأخر فيقول "قدوس قدوس قدوس ربّ الجنود مجده ملء كل الأرض" (أشعياء 3:6)، تعال يا صديقي إن كنت ملحدا فإنكارك لن يحفظ أبديتك مع الله. تأمل بصدق بقداسة المسيح وتعال بالتوبة والإيمان فسيمنحك سلاما وخلاصا وغفرانا.
"أيها الربّ سيدنا ما أمجد اسمك في كل الأرض حيث جعلت جلالك فوق السموات" (مزمور 1:8).