++ روت تماف ايرينى تقول ++
بعد مرور 3 سنوات على دخولى الدير وصلنى خبر نياحة والداتى ولم تكن قد زارتنى طوال هذه الفترة اذ كان والدى يحضر بمفرده لزيارة الدير لانه كان يتردد على القاهرة بحكم ظروف تجارته .. وعندما وصلنى الخبر .. تذكرت كلامها قبل المجئ للدير حين قالت لى : " مش تستنى , دا .. انا فاضل لى 3 سنين وح اسافر على السماء " ,,, فقلت لها ربنا يخليك لعيالك , وانا لما اروح الدير فى حياتك احسن ...
وهنا .......
امرتنى امنا الرئيسة بالذهاب لتعزية الاسرة , فسافرت ومعى امنا كيريا اسكندر ......
سافرنا فى قطار تحرك من القاهرة الساعة 4 بعد الظهر , وقبل وصوله الى محطة اسيوط ,
علمنا بوجود قطار مقلوب .. مما اضطر قطارنا الى التوقف , ونزول جميع الركاب منه,
فكانوا يتسابقون فى النزول ليلحقوا بقطار اخر , كان على مسافة بعيدة نسبيا ,
وكان الظلام حالكا وبالطبع لم يكن معنا كبريت او بطارية , فكنا نصلى ونطلب معونة ربنا ,
فأنتظرنا حتى يقل الزحام ونتمكن من النزول .. خاصة ان القطار قد توقف بعيدا عن الرصيف
وعلينا ان نقفز مسافة طويلة , واذ بنا نجد امامنا ضابط يسود ملامحه
هدوء وروحانية وسلام وورع عجيب ...
قال لنا ياامهات ماتخافوش .. ربنا معاك .. قلنا له ربنا معانا .. ومعاكم ..
فقال لى " ادينى ايديك علشان تنزلى السلم , فرفضت .. وقدمت له الشكر وقفزت ..
ثم قال لامنا كيريا ادينى ايديك ..فقالت لا .. متشكرة ومسكت فى ايدى وقفزت ...
ومن العجيب ..
اننا لاحظنا نورا ينبعث من هذا الضابط كأن كشافا يخرج منه ينير السكة الحديد لمسافات طويلة
وكنت انا وامنا كيريا نسرع فى السير للحاق بالقطار ... فقال لنا متخافوش القطر مش ح يقوم غير
لما انتم تركبوا فيه ... وصلنا القطار ... وكانت عرباته مزدحمة جدا , وجدنا عساكر جالسين ,
فقاموا لاداء التحية للضابط , فقال لهم دول راهبات تعبانيين ... فقالوا له امرك ,
فجلسنا وقدمنا الشكر وطلبنا منه ان نتشرف بمعرفة اسمه وان يتفضل بزيارة الدير ليأخذ بركة الشهيد... فأبتسم وقال انا ابو سيفين .. واختفى ... وتعجب جميع السامعين الناس والعساكر ...
قالت لى امنا كيريا الله يسامحك ياايرينى ماخلتهوش يمسك ايدك ليه , كنت اخذت بركته ..
وكان جميع الركاب يسألون عن سيرته , فمكثنا طوال الطريق نحكى لهم سيرته " ...
لما وصلنا بيت والدى , كل الناس قالوا لى : انت السبب فى وفاة والدتك ...فكنت اقول يعنى يارب ..
انا السبب فى ان اخوتى يصبحوا يتامى ... فسمح لها رب المجد يسوع المسيح بتعزية كبيرة وهى رؤية مكانة والداتها فى السماء فتقول ..... " فى يوم اخذنى ملاك الى السماء ورأيت مالم تره عين
كقول معلمنا بولس الرسول , لا استطيع ان اصف ماشاهدت لانه فى الحقيقة اعظم من قدرتى بكثير " ... رأيت والدتى ومعها واحدة زيها فقالت لها " دى بنتى الراهبة اللى قلت لك عليها " ومشيت معاها فى الفردوس , رأيت خضرة جميلة وشاهدت شبه انهار وزهور جميلة جدا ونورا بديعا يملآ القلب
فرحا سماويا لاينطق به .... وبعد ذلك عدت الى الدير بسلام ...