الكتاب المقدس صيدليّة
للقديس باسيليوس الكبير
كل جزء من الكتاب المقدس ترغب في اختياره ملهَم من الله.
الروح القدس ألّف الكتاب المقدس حتى يكون لكل النفوس بمثابة صيدليّة
يمكننا فيها أن نجد الدواء الذي يُناسب علّتنا الخاصّة بنا.
على هذا، فإن تعليم الأنبياء شيء، وتعليم الكتب التاريخية شيء آخر.
وأيضًـا للشريعة معنى، وللنصيحة التي نقرأها في كتاب الأمثال معنى آخَر.
أما كتاب المزامير فيتضمّن كل ما هو نافع في الكتب الأخرى.
فهو يُنبئ بالمستقبل ويستذكر الماضي، يزوّد الأحياء بالإرشادات ويقترح علينا المسلك القويم.
كتاب المزامير، باختصار، هو صندوق مجوهرات جُمعت فيه كل التعاليم المشروعة
بطريقة تجعل الأفراد قادرين على أن يجدوا علاجات موافقة لحالاتهم.
كتاب المزامير يشفي جراحات النفس القديمة،
ويريح النفس من جراحاتها الحديثة.
يُبرئ من العلل، ويحفظ صحّة النفس.
كل مزمور يحمل السلام ويُلطّف النزاعات الداخلية
ويُهدئ الأمواج القاسية لأفكار السوء ويُذيب الغضب
ويُصلح ويُعدّل الإسراف.
كل مزمور يحفظ الصداقة، ويُصالح ما بين الذين افترقوا.
مَن مِنّا يَقدر أن يِعتبر عدوًّا، في الواقع،
ذاك الذي بجانبه رَفَعْنا أُنشودةً إلى الإله الواحد؟
كل مزمور يَستبِقُ قلقَ الليل ويُعطي راحةً بعد أتعاب النهار.
هو أمان للأطفال وجَمال للفتية وعزاء للمسنّين وزينة للنساء.
كل مزمور هو صوتٌ للكنيسة.