وحدة الكنائس :
+++++++++
بدون أي شك لا يوجد مسيحي في العالم لا يحلم بوحدة جميع الكنائس
لتعود مرة أخري كما كانت كنيسة واحدة جامعة رسولية .
لكن ماذا نعني بوحدة الكنائس وما هي طبيعة الوحدة المنظورة للكنيسة الكاملة في كل العالم؟
الكنيسة الأرثوذكسية هي
“حاملة إيمان وتقليد الكنيسة الواحدة الجامعة المقدسة الرسولية والشاهدة لهما“
والاتّزان اﻹكليسيولوجي الذي تتمتّع به الكنيسة الأرثوذكسية فرض عليها المشاركة في كل جهد
“لاتحاد الجميع” واستعادة وحدة المسيحيين الضائعة،
من خلال تحقيق الوحدة في الإيمان كما فعلت ولا تزال تفعل،
من وقت ظهور البدع الأولى في الكنيسة إلى اليوم حيث تعارض الصياغات الحديثة
والانحرافات والمفاهيم الهرطوقية المعاصرة.
فالمعني الحقيقي لوحدة الكنائس هو
"إعادة الاتحاد (reunion) مع الأرثوذكسية"
ولن يتم أي إتحاد إلا بالرجوع إلي الكنيسة الأرثوذكسية الأم .
وهذا معناه أن تتخلي كل طائفة عن البدع والهرطقات
التي خرجت بها بعد إنفصالها وإنشقاقها
عن الكنيسة الأرثوذكسية الأم ...
لتعود لتتحد وتتفق معها في العقيدة والطقوس والتعاليم والتقليد
كما كانوا في الخمس القرون الأولي ....
فمعروف أن الكنيسة البيزنطنية هي الكنيسة الأرثوذكسية الأم ...
وكل من إنشقوا عنها بإرادتهم هم من أصبحوا طوائف ..
أما الأرثوذكسية فليست طائفة بل هي كنيسة الإيمان المستقيم الملتزمة بكل صرامة ...
والمحافظة علي العقيدة والطقوس والتعاليم والتقليد كما هو ...
كما استلمته من الرسل والأباء الأوائل ...
من بداية القرن الأول حتي اليوم ...
حافظت عليه من العبث والتلاعب والزيادة والإنقاص ...
ولم تتهاون أو تشترك في أي عمل كان غرضه التغيير أو التحريف أو التزوير .
فبالرغم من أن الكنيسة الأرثوذكسية هي واحدة من الأعضاء المؤسسين لمجلس الكنائس العالمي...
إلا إنها لم تقبل أبداً فكرة “مساواة الطوائف” ولا وحدة الكنيسة كنوع من “التكيف الطائفي” ...
وﻻ تعتبر الكنيسة اﻷرثوذكسية أن مجلس الكنائس العالمي هو كنيسة شاملة ...
كل ما تراه هو فرصة لتسهيل تواصل مختلف الطوائف والتقاليد مع بعضها البعض وتعزيز الحوار بينها... بهدف دراسة ومناقشة القضايا التي تمس الوحدة المسيحية...
خاصة في ما يتعلّق بالاختلافات اللاهوتية والإكليسيولوجية التي تميزها عن مختلف التقليدات والطوائف المسيحية...كما تهدف المنهجية المتّبعة إلى حلّ للخلافات اللاهوتية المزمنة أو أي تعديلات جديدة ...كذلك البحث عن النقاط المشتركة للإيمان المسيحي.
لكن عندما ننظر للواقع سنجد إن الحوارات مع اللوثريين والبروتستانتيين
قد فتحت آفاقاً جديدة لإعادة النظر في مواقفهم اللاهوتية الأساسية من الكنيسة والأسرار المقدسة،
لكنّ تبنّي سيامة النساء قد ضيّق آفاق هذا الحوار.
في حين أن الحوار مع الكاثوليك القدامى توقف، بعد سيامة النساء أيضا في بعض المجتمعات المحلية
من الكاثوليك القدامى واعتماد المناولة المشتركة من دون “الشركة في الإيمان” كشرط أساسي.
أما الحوار مع غير الخلقدونيين، أي الكنائس الشرقية القديمة،
فهو في مرحلة التقييم النقدي للقضايا الرعائية والليتورجية.
عودة الوحدة بين الكنائس ليس أمر سهل كما يعتقد الكثيريين ...
فالوحدة لن تتم بالشعارات ... ولن تتم من خلال أي تصرفات فردية تقوم بها أي طائفة دون التشاور والإتفاق مع الطوائف الأخري ...
فالوحدة ليست موضوع شكلي للحفاظ علي هيبة الكنائس .
مثل أن يخرج الفاتيكان بخبر توحيد يوم الإحتفال بعيد القيامة مع التقويم الأرثوذكسي ...
أو إشتراك الكنيسة القبطية بالصلاة مع اللوثريين تحت شعار كلنا واحد ...
الوحدة بين الكنائس لها أبعاد أعمق..
وتحتاج لعمل جاد وشاق مشترك بين الجميع ...
وعلي المسيحيين فهم وإدراك ذلك ...
كي نخرج بوحدة حقيقية وليس وحدة شكلية يسودها اختلافات عقائدية ولاهوتية ...
والوحدة الحقيقة هي العودة والإتحاد(reunion) مع الأرثوذكسية"
ولن يتم أي إتحاد إلا بالرجوع إلي الكنيسة الأرثوذكسية الأم .
كنيسة المسيح.كنيسة الرسل .
وهذا معناه كما ذكرت أن تتخلي كل طائفة عن البدع والهرطقات
التي خرجت بها بعد إنفصالها وإنشقاقها عن الكنيسة الأرثوذكسية الأم ...
لتعود لتتحد وتتفق مع الكنيسة الأرثوذكسية في العقيدة والطقوس
والتعاليم والتقليد كما كانوا في الخمس القرون الأولي .
علي الطوائف الأخري مراجعة حسابتها
فالباب دائما مفتوحا لهم والأرثوذكسية لا تكن لهم أي كراهية إطلاقا
بل تنتظر فاتحة ذراعيها لعودة أبناءها الضالين إليها لينسجموا ويتحدوا معها كما كانوا من قبل...
وقبل فوات الأوان .
.. ولو إستمروا في عنادهم فعليهم تذكر موعظة المسيح علي الجبل
بأن ليس فقط كل من يؤمن بالمسيح يكون مسيحي ولكن ....
21 «لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي: يَا رَبُّ، يَا رَبُّ!
يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. بَلِ الَّذِي يَفْعَلُ إِرَادَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.
22 كَثِيرُونَ سَيَقُولُونَ لِي فِي ذلِكَ الْيَوْمِ:
يَا رَبُّ، يَا رَبُّ! أَلَيْسَ بِاسْمِكَ تَنَبَّأْنَا، وَبِاسْمِكَ أَخْرَجْنَا شَيَاطِينَ،
وَبِاسْمِكَ صَنَعْنَا قُوَّاتٍ كَثِيرَةً؟
23 فَحِينَئِذٍ أُصَرِّحُ لَهُمْ: إِنِّي لَمْ أَعْرِفْكُمْ قَطُّ! اذْهَبُوا عَنِّي يَا فَاعِلِي الإِثْمِ!
24 «فَكُلُّ مَنْ يَسْمَعُ أَقْوَالِي هذِهِ وَيَعْمَلُ بِهَا، أُشَبِّهُهُ بِرَجُل عَاقِل، بَنَى بَيْتَهُ عَلَى الصَّخْرِ.
25 فَنَزَلَ الْمَطَرُ، وَجَاءَتِ الأَنْهَارُ، وَهَبَّتِ الرِّيَاحُ،
وَوَقَعَتْ عَلَى ذلِكَ الْبَيْتِ فَلَمْ يَسْقُطْ، لأَنَّهُ كَانَ مُؤَسَّسًا عَلَى الصَّخْرِ.
26 وَكُلُّ مَنْ يَسْمَعُ أَقْوَالِي هذِهِ وَلاَ يَعْمَلُ بِهَا، يُشَبَّهُ بِرَجُل جَاهِل، بَنَى بَيْتَهُ عَلَى الرَّمْلِ.
27 فَنَزَلَ الْمَطَرُ، وَجَاءَتِ الأَنْهَارُ، وَهَبَّتِ الرِّيَاحُ، وَصَدَمَتْ ذلِكَ الْبَيْتَ فَسَقَطَ، وَكَانَ سُقُوطُهُ عَظِيمًا!».
انرنا يا رب بعدلك و باحكامك فهمنا
و ابعد عن كنائسنا الانشقاقات