المصلّي من أجل كلّ العالم
لمدة طويلة من الزمن , كان الزائر يرى على باب حديقة قلّاية باناغوذا
(قلاية الشيخ باييسيوس) المذكّرة التالية :
إكتبوا ماذا تريدون
إرموا ما كتبتم في العلبة
وسوف أساعدكم أكثر بالصلاة ,
بدلاً من كثرة الكلام . هكذا , سيكون لي
الوقت لأساعدَ أكثر كل الناس المتألمين .
أتيتُ إلى هنا للصلاة , لا لأجعل من نفسي معلّماً .
المتوحد باييسيوس
الشعور الأول هو أن في هذا المكان أباً روحياً لاسلكياً .
والراهب المتوحد المحصور ضمن حدود قلايته ,
عنده خدمة ذات مسؤولية كبرى , وهي أن يرسل إشاراتٍ إلى الله , يعني أن يصلّي .
كان لصلاة الشيخ جناحان , واحدٌ هو الألم القلبي :
"تنهّد واحد كان يعادل مرات كثيرة ساعات صلاة مع سهرانية ".
والثاني هو البرّ أو العدل :"بدون البرّ لا تُسمع الصلاة".
"إن تعهّدتُ إثماً في قلبي , لا يستمعُ لي الربُّ"(مزمور18:66) .
صلاة الشيخ للعالم كانت اتصالاً و حصيلةً لحالته الروحية كلّها ,
و بالأخص لمحبّته الكبيرة .
الألم الإنساني الشديد , الذي كان يراه حوله , جعله يخرج من ذاته .
الشيخ يبدو أحياناً جارّاً رجليه من شدّة التعب ,
وكانت ركبتاه ضعيفتين من الصوم وجسمه على وشك التصدع من الأمراض ,
كان يقول :
" الصلاة من أجل العالم تساعد كثيراً , نعم تساعد عند ترافقها والألمَ القلبيّ .
لا أشارك وجع الآخر عندما أضعُ رجلاً فوق رجل واتكىء محاطاً بكل وسائل الراحة ".
كان الشيخ يصلّي من أجل الجميع وكان الله يعطي لكلٍّ حسب حاجته .
يقول تأملوا , كم تساعد أناساً الصلوات ! وعندما تكون لأحد دالةٌ في صلاته ,
يصبح كوزير يرجو رئيسَ الوزراء , فيتحقق مطلبه" .
بالحقيقة , إن العالم مرتكزٌ على صلوات القديسين , كما كُتب عن القديس أنطونيوس :
" المسكونة تتوطّد بصلواتك , أيها الأب البار ".
من كتاب حياة الشيخ باييسيوس
منشورات الجبل المقدس