لو أن سر الإعتراف محكمة، فهو يحكم دائما بالبراءة!
سرق أحدهم دجاجتين من مزرعة الكاهن وبعد فترة قرر ان يذهب ليعترف!
-أبت، لقد سرقت دجاجتين!
– أعدها الى مكانه. أجاب الكاهن
– أبت، هل تريدون الدجاجات؟
– أنا، يجيب الكاهن، لا. أعطهن لذلك الشخص الذي اخذتهم منه.
-لا يريدهن.
– إذن احتفظ بهن!
مرات عديدة تكون نيتنا نفسها. التهرب! لذلك فكرت، أن أتكلم عن هذا الموضوع الضخم وعن المخالطات الكثيرة التي عادة يحتويها. نتخيل أننا عند الذهاب للاعتراف أننا ذاهبين لمحكمة… والكثيرون يقولون، عندما يأتون للاعتراف، “كيف ستقاضيني الآن يا أبت”. متخيلين أنهم يتواجدون أمام، شبيه الله، قاضي لا يعرفونه بالطبع وخائفين كحال الجميع عند تواجده في المحكمة. ولكن، إذا اعتبرنا الاعتراف محكمة، هو المحكمة الوحيدة التي تخرج أبرياء. لأن كل من يذهب للاعتراف يذهب ليتبرأ. لا يذهب لكي يُدان. بالتحديد يذهب لكيلا يدان لاحقا. يذهب ليبرأ قبل أن يتحاكم. إذا نفهم أنه من الخطأ، في خطوة أصيله كهذه، أن نخلط الأشياء عن معرفة او عن جهل.
بدي لنا ساخرا أن يقوم الشخص الذي سرق الدجاجات بسؤال الذي سُرق منه إذا كان يريدها، وان يسمع الجواب بالنفي، وهنا يتغير محور الحوار.
بالطبع هنا تتداخل عدة مواضيع، التي يجب أن يتم شرحها. ماذا تعني توبة؟ ما هي التوبة؟ موضوع مليء بمفاهيم مُساء فهمها. لنبدأ بالأطول.
لدى سماعنا للكلمة ماذا نقول بشكل بديهي؟ أن هذه الكلمة هي كلمة كنسية، دينية، وهي تعبيرعن اللغة الدينية. ولكن كم عدد اللغات المتواجدة؟ تديننا هو داخل حياتنا أو خارجها؟ هل هي غريبة علينا؟ في الكثير من الأحيان نتخيل أن علاقتنا بالكنيسة متواجدة في مكان بعيد، ونتذكرها بشكل سنوي(الفصح، والميلاد). وكحدث لا يخصنا كاملا، ولكن يخصنا، فقط بالفكر أو في مكان ما داخل عقولنا إذا اردتم. وأكثر الناس، الحاليين، والذين يسيرون في الحاضر (ونحن منهم، ولكن أحيانا نتواجد في عالمنا الخاص)، يتخيلون ان مواضيع كهذه لا تخصهم. ربما نحن المسؤولون عن وضع كهذا. نحن نعيش باعوجاج بحياتنا الشخصية. وعندما يروننا يقولون: لا تهمنا هذه الأشياء، ليس لدي مزاج لأنقب القمامة. لأنهم يتخيلون الاعتراف كشيء يتعامل مع أمور عفنة، رديئة، وخاطئة. تصبح هذه الأمور لغة متخشبة. تعدت لغة الكنيسة المتخشبة، والتي تدعى “الحياة الروحية”، “الأنسان الروحاني”، “ماذا تفعل بحياتك الروحية”. كم حياة لدى الأنسان على الارض؟ واحدة، لا يوجد اثنتان. لا يمكن أن يكون كل منا إنسانان، إنسان يومي وآخر رباني. إنسان رسمي وآخر عادي. إنسان ظاهر وآخر خفيّ. إنسان يحب الظهور وآخر يعمل من خلف الأضواء. طبعا، الاختلاط بالأمور يبتدأ لان حياتنا الدينية هي ليست كل حياتنا.
هنا يجب علينا ان ننتبه للتالي. معرفين الحياة الدينية، نصاب بقشعريرة لما نُعرّفة كحياة دينية، أن تكون كل حياتنا. لأننا نتخيل: هل ذهبت الى الكنيسة؟ هل أكمن ضغينة بداخلي؟ أنا بخير! من تلك اللحظة أستطيع أن عمل هذا أو ذاك. ولكن تعليم الكنيسة يقول إن المسيح هو الكنيسة. والكنيسة هي حياة الانسان. إذا لم نوضح هذا داخلنا، فسوف تلتبس الأمور مستقبلا.
لدينا الالتباس التالي: السيد المسيح، والكنيسة نتخيلها كأفكار ومواضيع روحية. ولكن حياتنا كشيء يومي، ولديه إيقاعه الخاص الذي يشغلنا ويراوغنا أيضا. السيد المسيح جاء إلى العالم ليس ليصنع حياة روحية للبشر! لنفكر به ببساطة: كم من الأحيان نستخدم تعبير “هؤلاء هم الأناس الروحيين” مشيرين إلى أناس منشغلون بالأمور المادية. هكذا، بنفس المنطق نقول “حياة روحية” لكل من ينشغل باللاهوت كعلم، ولكن هذه ليست حياة روحية. لأنه لا توجد حياة روحية. توجد حياة المسيح والكنيسة والحياة بدون المسيح وبدون الكنيسة. الاختلاف بينهم جوهريا وليس معنويا فقط.
يتبع..