من تختارين شريكاً لحياتك؟؟
كثيرا ما نتعرض لأسئلة نهرب من الإجابة عليها
ربما لخوفنا من عدم صحة إجابتنا, وربما لهروبنا من صحتها
ربما لأننا نجهلها . وربما لأننا نخشى أن نعلمها
ربما .................وربما
تساؤلات مجهولة غير معروفة المصدر
وربما تكون معروفة ....ولكننا نصمم على ادعائنا بأنها مجهولة
ولكن في كلتا الحالتين هي تساؤلات علينا إجابتها
وردتني مثل تلك النوعية من التساؤلات
وحاولت الهرب ....لا.اعلم ما إذا كنت أهرب لأنني أجهل الإجابة أم لأنني أخشاها !!
كانت تسألني .............بينما أنا أتصنع عدم الاهتمام
كانت تنظر لي ................. بينما أنا أحاول التهرب
فوقفت في مواجهتي وصرخت حتى اضطر للرد :هلا تجيبيني ...لو انك في موضعي من تختارينه ؟؟؟
من يتلهف لرؤيتك أم من تتلهفين أنت لرؤياه؟؟
من يحبك أم من تحبينه؟؟
من يحلم بك ؟أم من تحلمين به؟؟
فحركت رأسي رافضة
فصرخت بضيق:أيهما ترفضين؟
فلم أجب
فسألتني بذهول:أأرفض كلاهما؟؟؟
فطأطأت رأسي ثانية ولم أجب
فصاحت :إذا ...............من اختار يا فتاه الأحلام؟؟؟هل سيأتينى نجم من أساطيرك التي تحلمين أن تجديها؟؟أم أجلس أنتظر عمري ما لن يأتي في عمري؟؟؟
فأجبتها بهدوء: لن يعجبك رأى
فنطقت.:لربما أعجبني............فأحيانا في الجنون لذة
فتمتمت: اختاري من يهتم بك ويبحث عنك دون أن تستدعيه
اختاري من ينتبه لوجعك ويخشى عليك آلمك دون حتى أن تشعريه
اختاري من تأمنين أن تنامي بجواره وبداخلك ثقة انه مستيقظ كي يتأكد من سلامة أحلامك
اختاري من يحب عائلتك لأنها أنجبتك حتى وإن تجاهلوه
اختاري من يفهم فكرك ويقدر قلبك ويدرك عطائك ويحاول أن يخفف عنك
اختاري من ترينه في أي مأزق دون أن تطلبيه.ومن يرافقك في أي رحلة حتى وان طردته ومن يسايرك في أي قصة حتى وان خالفته
لا تختاري من يحبك أو من تحبيه بل اختاري من يسندك دون أن يشكو من أي وجع به
أخواتي
لن أكذبكم القول....لم أستطع أكمال حديثي لان صديقتاي قد غادرتا قبل أن أكمله
فقد حملت الأولى حقيبتها وغادرت وهى تهمس سأدعك مع أحلامك .فلتبحثي عن هذا المجهول الذي لن تجديه
بينما سأذهب أنا إلى اكبر مول وابحث في قسم الهدايا النفيسة لعلني أجد تمثال بما تنطقين
فلا يوجد رجل في الأرض ستجدي تلك الأشياء به
بينما نظرت لي الأخرى وهمست:أمازلت تؤمنين بوجود ذلك الشبح؟؟
أخواتي
مع الأزمات تظهر صحة الاختيار من عدمه
مع الأزمات تستطيع اكتشاف الأشخاص
مع الأزمات تجد نفسك تبحث عن سند لك
لا .....لأن ينجدك في أزمتك فهناك في السماء من يعتني بك
\ولكن من أجل أن يستمع لك وأنت خائف أو مقهور أو مهزوز أو حتى مجروح
يحكى لنا أبونا سيدراوس عبد المسيح
عن أسرة متوسطة الحال
أب عامل بسيط وأم ربة منزل وأبناء يعلمون معنى الحب والتضحية والعطاء
كانت أجمل لحظاتهم حينما يلتف الأب حول أسرته
يتسامرون يتحاكون يضحكون
لم تكن تعنيهم الماديات ولا الشكليات ,لا الملابس ولا الأطعمة ولا المظاهر الكاذبة
غذائهم الحب وملابسهم الدف وشرابهم الفرحة
وذات يوم عاد الأب مهموما
اجتمعت الأسرة حول الوالد
بينما دموع الأب تتسابق ونفسه يتقطع
أسرعت الزوجة تجلس أرضا تحت أقدام زوجها تتوسل له أن يزيل عن كاهله ما يخفيه ويلقيه عليهم
فإن كان ما يحمله ثقيل الوزن عليه فانه سيكون خفيفا إذا تم اقتسامه
وجلس الجميع في انتظار لحظة نطق الوالد إلى أن نطق :لقد سُرقَ مرتبي بكامله,مرتب الشهر كاملا ,لا يوجد ما يعيننا لإكمال شهرنا
لقد سرقني لص في الأتوبيس أثناء عودتي
سرقني قبل أن أحضر لكم ما وعدتكم به
ونزل الخبر كالصاعقة على كل الهامات الجالسة بدايةً من الطفلة الصغيرة لشقيقها للأخت الكبرى للأم
وسادت دقائق صمت مرت على الأب كالدهر
حاولت الأم تطيب خاطر الأب وتذكيره انه ليس لزاماً عليهم تناول اللحمة في هذا الشهر
فيكفيهم إنهم تناولوه بالشهر الماضي
والفتاة تنطق إنه ليس لزاماً عليهم شراء الكتب الدراسية في هذا الشهر فيستطيعون اقتراضها من زملائهم للشهر القادم
والصبي يضحك :أنني لم أكن احتاج إلى هذا الحذاء أنني كنت أحاول المساومة حتى توافق على خروجي مع أصدقائي
بينما الأب .....لا يسمع
بل يخفى بيديه عينيه
وكأنه يطالب عقله بعدم تذكر ما حدث
وجلست الأسرة صامتة حول الأب لتعطيه مساحة من الحرية دون إلحاح أو تذمر منهم
بينما الأم تحكى كل ما تستطيع إتمامه دون المرتب
وكم من خزين لديها يكفيها طوال الشهر
وبعد فترة سمع الجميع ضحكة تجلل
أن تلك الضحكة لها صوت مميز معروف
إنها ................ضحكة الوالد
نظر الجميع إلى الأب وهم معتقدين انه قد أصابه لحظة هوس نتيجة الحادث
فإذ بالأب يذهب ليقف ويقترب من الصليب الخشبي المعلق على جدران الحائط ويرفع يديه عالياً وينطق: أشكرك يا رب لأنني سرقت
فنظر كل فرد من الأسرة للأخر نظرات حيرة
فأكمل الأب أشكرك لأنني سرقت ولم أسرق
أشكرك لأنني المسروق وليس السارق
أشكرك لأنه سرق مرتبي ولم تسرق وظيفتي
أشكرك لأنه سرق المال من ملابسي ولم يسرق ملابسي كلها
أشكرك لأنه سرق المال ولم يسرق ولد من أبنائي
فالمال استطيع استعاضته أما ابني فإن ذهب لا استطيع إعادته
أشكرك يا رب على نعمتك
ووسط شكره اقتربت منه زوجته لتربت على كتفه بدموع الفرحة
بينما اقترب هو لأبنائه يقبلهم ويحمد الله إنهم بخير
أخوتي
سعدت وأنا أقرا قصة المسروق وهو يشكر الله على سرقته
وسعدت وأنا اكتب موقف أسرة لم تهتم بما تأكل طوال شهر كامل بل كل اهتمامه بضيق عاهلهم
وسعدت وأنا أتذكر رقة زوجه كانت تحاول بكل ما عندها تذكر كل ما تستطيع فعله طوال شهر ليس به طعام
وسعدت وأنا أتذكر دموع أبناء تذرف من اجل أبيهم
ولكن أكثر ما أسعدني هو أستنشاقى لرائحة الدفء و الأمان والحب فى أسرة بسيطة لم أراه فيمن يكنزون الأموال
نعم.....أحلم
أحلم أن يكون بيتي مثل هذا البيت
وان يكون أبنائي مثل هؤلاء الأبرياء
وان يكون زوجي مثل هذا الزوج
أنني احلم أن أكون أنا مثل تلك الزوجة
اله السماء قادر أن يعطينا قلوب غنية بالحب عامرة بالدفء مفعمة بالحنان.