ثلاث كلمات قد تساعدك على النظر لحياتك بطريقة أخرى… جربها!
– نحب أحياناً أن نعقّد الأمور. لكن من الجيد أن تبسطها و تجعلها سهلة من حين لآخر. و قد صادفتني ثلاث كلمات في ذلك اليوم تصف حياتي المادية و العاطفية و الروحية التي أعيشها. و هم على التوالي: تحرك، و تنفس، و ثق.فلنتناول كل كلمة على حدة. “الحركة” مادية، “التنفس” عاطفي و نفسي، و “الثقة” روحية.
أولاً، تحرك. قبل بضع سنوات قال لي الطبيب أن سر الصحة الجيدة و القوة و طول العمر تأتي من كلمة واحدة و هي “التحرك”. و نمط الحياة المستقرة قد يسبب مشاكل لا حصر لها من زيادة الوزن و الخمول و التعب و الملل و الاكتئاب و ضمور العضلات و الضعف و هشاشة العظام و ضعف القلب و زيادة احتمال الإصابة بالأمراض الرئوية كالربو و قلة الأكسجين في الدم و التفكير المشوّش .. هذا كله على سبيل المثال لا الحصر.
حسناً، لقد فهمتم القصد. تحرك! امشِ كل يوم. ما من رياضة أفضل من هذا، ما عدا السباحة. إن كنت مصاباً بالتهاب المفاصل فإن آلة المشي سيكون خياراً ذو تأثير أقل.
لقد كنت عدّاءً في الماضي لكني عانيت من آلام في الركبة. أعتقد أن الجسم البشري مصمم للركض لمسافات طويلة. لكن لهذا تأثير كبير على المفاصل. إن الإصابة شائعة جداً و قد تكون بعض إصابات المفاصل دائمة. و بسبب هذا بدأت بالمشي منذ 15 عاماً و أمشي لميلين على الأقل كل يوم، ستة أيام في الأسبوع.
للمشي تأثير خفيف كما أنه بالأمر السهل على الجسم. و يحرض على تنفس الهواء بعمق بعكس الركض. كما أنه لا يتطلب معدات خاصة و يوفر وقتاً للصلاة أو الاستماع للموسيقى أو الحديث مع شريكك في المشي أو التحدث على الهاتف (و أنصح بجهاز لا يتطلب عمل الأيدي حتى تتحركا بشكل طبيعي). إنني أنتظر بفارغ الصبر نزهاتي المسائية.
كان أهل الإنجيل من أعظم من قام بالمشي. مريم و القديس يوسف و يسوع و جميع الرسل قاموا بالرحلة السنوية إلى أوشليم سيراً على الأقدام، هذه الرحلة التي تبلغ 7 أميال. لقد ساروا في كل مكان ذهبوا إليه، في المناطق الجبلية و الوعرة. مشت مريم 70 ميلاً إلى بيت لحم عندما كانت حاملاً في الشهر التاسع. كما مشت مع يوسف مئات الأميال وصولاً إلى مصر، و هي تحمل يسوع و عادوا مرة أخرى. لقد مشى أهل الإنجيل في كل مكان تقريباً و غالباً ما كانوا يحملون أحمالاً ثقيلة.
امشِ! امش كل يوم إن استطعت. ابدأ بالمشي لمسافة قصيرة ثم حاول زيادة المسافة قليلاً كل يوم. لكن تحرك. اصعد الدرج بدلاً من المصعد عندما تستطيع و امشِ بدلاً من أن تقود السيارة و قم عن الأريكة.
تحرك، فهذا سيغير حياتك و لن يحسّن جسمك فقط، بل روحك أيضاً.
ثانياً، تنفس. تضع طبيبتي النفسية لافتة على مكتبها تقول “تنفس”. لا يعرف معظمنا الطريقة الفضلى للتنفس. إننا نتنفس بصدورنا و لا نملاً سوى الجزء العلوي من الرئتين.
ليس من الصعب أن نتعلم كيف نتنفس بطريقة أفضل، و ذلك باستخدام البطن. يفعل الأطفال ذلك بشكل طبيعي لكننا كلما تقدمنا بالعمر و أدركنا شكل بطوننا فإننا نميل إلى التنفس بطريقة أقل عمقاً. و هناك فيديو أدناه يوضح الطريقة الصحيحة للتنفس بعمق.
التنفس هو طريقة للاتصال بذاتنا العميقة.
كما أن تنفس أجسادنا هو عمل روحي للغاية. فإننا نتلقى نعمة الله بالشهيق و نتخلص من التوتر و الضغوطات الداخلية بالزفير. فالزفير هو شكل من أشكال التحرر و الشهيق شكل من أشكال التلقّي.
يمكن للتنفس بعمق أن يكون مريحاً للغاية. فهو يقلل من التوتر كما أنه وسيلة رائعة لإعداد أنفسنا للصلاة. الكثير منا بعيدون كل البعد عن أجسادهم و عن ذاتهم. و يستطيع التنفس أن يعيد لنا هذا الاتصال بذواتنا و بالله. الكثير منا يخزّن الكثير من التوتر. إننا بحاجة لأن نتعلم كيفية الزفير. يعيش الكثير منا على الدخان. إننا بحاجة لأن نتعلم كيف نقترب أكثر من الحياة التي يقدمها لنا الله.
تنفس!
ثالثاً، ثق. كثيراً ما اختصر مرشدي الروحي نصيحته بكلمة واحدة و هي “ثق”. إن أصل كل قلق اختبرته في حياتي كان نتيجة لعدم ثقتي بالله. و عندما تعلمت أن أثق بالله أصبحت أقل توتراً. و في الحقيقة نادراً ما أصاب بالقلق الآن. و هذا نتيجة لرحلة امتدت لخمسة عشر عاماً من الاضطرابات و الهلع إلى الثقة.