خلص في ثلاث دقائق
بينما كنت خارجا من احدى القاعات قابلني رسول يطلب مني ان اذهب فورا لأرى شابا في ساعاته الأخيرة . ذهبت مسرعا ، دخلت حجرته ثم جلست بجواره . ولما رأيت ان الوقت قصير سألته قائلا: صديقي .. إني أراك مريضا جدا فهل أنت مستعد للأبدية؟ ارتسمت على وجه الشاب نظرة اليأس ، وأجاب قائل كم كنت ارغب أن أكون مستعدا لو أتيحت لي فرصة اسبوعين او ثلاثة لكي استعد ، ولكن الطبيب قال لي بأنه من المحتمل أن أعيش بضعة ساعات فقط، وعندما قال ذلك أمسك بيدي كما يتشبث الغريق بحبل النجاة، سألته ، لماذا تريد ثلاثة اسابيع ؟ أجاب قائلا بأنه يجب اولا بأن يكون هناك تبكيت وبعد ذلك وقت لاستعراض حياتي بدقة واكتشاف دقيق لخطاياي ثم بعد ذلك التوبة المقرونة بالخوف المقدس، لكي أكون مقبولا ثم أخيرا اعداد القلب للحصول على الإيمان والولادة الجديدة ، كل ذلك يستغرق بضعة اسابيع.
بعد ان أعطاني هذا الوصف التفصيلي لخطة الخلاص استلقى على ظهره مجهدا ونظر اليَّ متوسلا وكأنه يقول: أنت ترى انك لن تستطيع أن تعمل من أجلي شيئا . لقد ضاع الوقت . قلت مندهشا ماذا ! ثلاثة أسابيع لكي تخلص . دعني أخبرك انك تستطيع ان تخلص في ثلاثة دقائق ثم فتحت الكتاب المقدس وقرأت له( أما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطانا أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنون باسمه) يوحنا 1: 12 . ثم قلت له ان اعطيتك هذه الساعة الذهبية كم من الوقت تستغرق لأخذها ؟ هل تستطيع ان تتناولها في الحال ؟ قال نعم ، فقلت له (ان هبة الله هي حياة أبدية ) رومية 23:6 وأضفت ماذا تعمل بالهبة (الهدية) هل تدفع ثمنها أو تتوسل للحصول عليها أم تنتظر وقتا طويلا لتكون على استعداد لقبولها ؟ الله أعطاك ابنه وفيه الحياة الأبدية والكتاب يصرّح ( من له الإبن له الحياة) 1يو12:5 . ولكي تحصل على هدية ينبغي ان تقبلها ولكي تمتلك ابن الله ينبغي ان تقبله لك .
وبنظرة ملؤها الدهشة قال (كيف استطيع أن أحصل عليه) . أخبرني بالضبط عن كيفية الحصول عليه . فرجعت الى رومية 9:10 وقلت له ها هي الطريق بالضبط ( إن اعترفت بفمك بالرب يسوع وآمنت بقلبك أن الله أقامه من الأموات خلصت) . واستطرت قائلا والآن ان اردت ان تخلص ليس عليك سوى ان تقبل الرب يسوع كمخلصك الشخصي . قل له (للمسيح) انك مستعد لكي تقبله. ثم ركعت بجانبه وطلبت منه أن يردد معي هذه الصلاة البسيطة يقبل بها المُخلِّص ( أيها الرب يسوع المسيح إني آتي اليك انا الخاطئ وأنت المخلص، وإني أقبلك الآن لتخلصني من خطاياي . واضعا ثقتي فيك وها أنا استودع روحي بين يديك) وكان هذا كل شيء.
خرجت بعد ذلك للقيام ببعض الواجبات . بعد ان وثقت انه نال الخلاص . وفي المساء زرته مرة ثانية ودخلت نفس الغرفة التي دار فيها الحديث بيني وبينه وهناك رأيته راقدا رقدة الموت وقد ارتسم على وجهه هدوء السماء ! قالت لي ربة البيت ( لو انك سمعته وهو يتحدَّث إلينا بعد ان خرجت . لقد دعانا جميعا للغرفة وقال (أليس هذا عجيبا ! أراني الواعظ كيف اخلص في ثلاث دقائق مع اني فكرت انه لا بد لي ان اقضي اسابيع لكي استعد للموت . وأضاف قائلا: أريد ان اسبح واشكر الله لأنه خلَّصني) . وقالت السيدة ( لم أرى في حياتي مثل هذا الموت الذي يدل على الغلبة والنصرة) .
يعارض البعض حقيقة (التجديد الفوري) ولكننا نؤكد من الكتاب المقدس بأن الخاطي الذي لم يحصل على الحياة الأبدية يمكنه في لحظة أن يقبل عمل المسيح الكفاري الكامل وينال الحياة الأبدية مرة واحدة وإلى الأبد .
لأنه مكتوب (الذي يؤمن بالإبن له (قد امتلك فعلا) الحياة الأبدية) يوحنا 36:3 .
مبارك الله الذي يستطيع ان يّخلِّصك ايها القارئ العزيز ليس في ثلاث دقائق فقط بل وفي دقيقة واحدة . فما عليك إلا أم تؤمن بقلبك ثم تشكر المخلِّص الذي أحبك وأسلم نفسه لأجلك .
(آمن بالرب يسوع المسيح فتخلص ) اعمال 31:16 .