سعاد الادارة العامة
عدد المساهمات : 22227 نقاط : 30251 تاريخ التسجيل : 10/10/2014 الموقع : لبنان
| موضوع: الدّكتور " جيمس سيمبسون " بين اكتشافه الكلوروفورم وبين اكتشافه ليسوع المخلّص الجمعة أغسطس 05, 2016 12:02 pm | |
| ولد الدكتور "جيمس سيمبسون" في بتجايت في اسكتلندا (1811 – 1870). وهو طبيب نساء وأول من استعمل الكلوروفورم للتّخدير أثناء عمليّة الولادة. هو الأخ الأصغر لسبعة أولاد. توفّيت والدته وهو في سن التّاسعة. إهتمت الأخت الكبرى بتربيته، وعلى الرّغم من يُتمِهم وفقرهم الشّديد، استطاع هؤلاء الاخوة أن يبقوا متماسكين. وسرعان ما اكتشفوا تميّز جيمس بالذّكاء والشّغف للقراءة وحبّ المعرفة. فحرصوا على تأمين مصاريف المدرسة حتى تمكّن جيمس من دخول الثّانوية وثم بعدها جامعة "أدنبره" وهو في عمر الرّابعة عشرة. بعد سنتين من الدّراسة الجامعية، قرّر جيمس سيمبسون التّخصّص في الطّبّ.
وأكثر ما أثّر فيه بسنواته الاولى في دراسة الطّبّ، العمليّات الجراحيّة التي كانت تُجرى آنذاك دون أيّ تخدير، حيث كان المريض يُربَط إلى طاولة. وتبدأ عمليات الاستقصاء أو البتر. ويترك المريض يعاني الالم المبّرح والصّراخ الشديد. كان سيمبسون طبيبًا متفوّقًا. في عمر الثّامنة عشرة بدأ يتبوّق المراكز. في عمر الرابعة والعشرين، أصبح رئيس الاطبّاء في جامعة "أدنبره". كان يصرف كلّ طاقاته في إجراء البحوث وحصد النّجاح والتفوّق. ولكنّ في أوجّ هذه النّجاحات، عبّر الدكتور سيمبسون عن عدم اكتفائه ورضاه في حياته. وصرّح بأن أيّامه تمرّ هباء بلا هدف واضح أو معنى جليل.
وتزداد تعاسته عند مرور كلّ سنة من حياته. تساؤلاته الوجدانية هذه، لم تثنه عن الاجتهاد والشّغف للتفوق حتى أصبح طبيبًا لامعًا في مجال التوليد. وزاد على تفوّقه، شخصيّته الجذّابة وبراعته بالكلام. مما جعله يستقطب الكثير من التّلامذة لسماع محاضراته. أتّبع "سيمبسون" حسب الظّاهر الإيمان المسيحيّ. حيث كان يسمع باستمرار التّعليم والوعظ في إحدى الكنائس الانجيليّة. إلا أنه لم يكن يعطي الأمور الروحيّة الأولويّة في حياته، حتى حادثة وفاة ابنته الصّغيرة بعد صراعها مع المرض. فأصابه الحزن الشّديد وعاد يسأل بجديّة عن مصير الإنسان بعد الموت.
لكنّ بريق النّجاح جعله بعد حين يؤجّل التفتيش عن الأجوبة لأسئلته الروحيّة في خضمّ عالم ماديّ. في سنة 1846، كان قد اكتُشِف الأثير (Ether) كمخدّر فعّال، لكن بسبب مضاعفات هذه المادّة، سرعان ما خفّ رواجها وصار من الضروريّ البحث عن بديل آخر. حينها عمد سيمبسون على اخّتبار العديد من المواد. حتى استطاع سنة 1847 اكتشاف فعّاليّة الكلوروفورم الذي كان يستخدم في الطب الحيوانيّ. وقد جعل سيمبسون من نفسه ومن فريقه حقلاً تجريبيّاً أوليّاً. وبعد أن تأكّد من فعّاليّة هذا المخدّر، استخدم الدكتور سيمبسون الكلوروفورم في العمليّات النّسائية. وقد شهدت هذه الطّريقة في التّخدير رواجًا، خاصة بعد أن استخدمته الملكة فيكتوريا أثناء ولادة ابنها سنة 1853. واجه استخدام المخدّر أثناء الولادة معارضة شديدة من الناحيّة الدينيّة. فكتب د. سيمبسون مقاله الشهير "Account of a new Anesthetic Agent" الذي استخدم فيه عدد من الحجج من الكتاب المقدس، كردّ على الاعتراضات. فعُرِف حينها ب "الفيزيائي المؤمن". لكن الدكتور سيمبسون كان يعلم في قرارة نفسه أنه استخدم الانجيل لخدمة نجاحه وليس لخدمة الله. بعدها أثّرت حادثة أخرى في حياته وهي وفاة صديق عزيز له هو الطّبيب "جان رايت" بعد اصابته بمرض السرطان. وكان هذا الطّبيب مؤمنًا بالمسيح.
لمس سيمبسون إيمان هذا الطّبيب من خلال السّلام الذي كان ينعم فيه رغم الالم وإلحاحه عليه بالتّعرف على المسيح كمخلّص شخصيّ. عمل الله أيضاً في حياة سيمبسون من خلال سيّدة مؤمنة كانت تتبادل الرسائل معه. وأكّدت له في إحدى رسائلها بأنّه لا بدّ أن يأتي اليوم الذي فيه لن يوجد مرض ومرضى وبالتالي لن يكون هناك حاجة لأي دواء أو طبيب. وسألته عمّا سيكون دوره حينها. وهذا كي تحثّه على الاهتمام بحياته الروحيّة والتّأكّد من مصيره بعد الموت. كل هذه المحطّات في حياة الدكتور سيمبسون جعلته يشعر بفقره الرّوحي، وحاجته لطلب الغفران من الله إذ أهمل حياته الروحيّة سنين طويلة طلباً للنجاح والتفوق. حتى أحنى ركبتيه في إحدى الليالي مصليًّا وطالبًا السّماح من المسيح ومعترفًا به سيّدًا على حياته. بعد تلك الليلة، أدرك مكتشف الكلوروفورم أنه أصبح إنسانًا جديدًا بالمسيح. وقرر ان يبدأ بداية جديدة يشهد فيها للمسيح المخلّص.
إندهش المحيطون به من التغيير الجذري والسّريع الذي أصابه. وأظهر أحد زملائه من الاطباء النفسيّين تعجّبه بهذه العبارات "أنا لا استطيع ان أشخّص هذه الظاهرة النفسيّة التي بدت على الدكتور سيمبسون، لكنه أمر عجيب ومؤثّر". وصار سيمبسون يستهلّ محاضراته لتلامذته بالشّهادة عن المسيح الذي أجرى فيه تغييرًا كاملاً.
أحبّ سيمبسون قراءة الكتاب المقدّس. وحرص على أن يبقى دائمًا تحت تأثير الكلمة المقدّسة، وأشرف شخصيًّا على تعليمها لأولاده. ولم يعد يقلقه التفوّق بحياته أو حياة أولاده. بل جلّ ما اراده أن يسلك أولاده طريق الإيمان بالمسيح. في عمر الخمسين، كُرِّم الدكتور سيمبسون في احتفال كبير على اكتشافه فعّاليّة الكلوروفورم في التّخدير. عبّر حينها بأن اكتشافه الأعظم في هذه الحياة هو المسيح المخلّص. توفي جيمس سيمبسون عن عمر ثماني وخمسين عامًا. وأُعلِن يوم وفاته يوم حداد في "إدنبره". وسار في جنازته حوالي ألفيّ إنسان. وشاعت في اسكتلندا عباراته التالية "أننا عاجزون عن غسل ذنوبنا أمام الله، لكن وحده المسيح الذي أتمّ العمل عنّا يقدر أن يُطهّرنا من كل إثم." عندما سُئل السيد “جيمس سيمبسون” الذي اكتشف الكلوروفوم : ‘‘ماذا تظن ان يكون اعظم اكتشافاتك ؟’’ و كان السائل يتوقع الاجابة “الكلوروفورم”, لكن سيمبسون اجاب : ‘‘اعظم اكتشاف كان عندما اكتشفت من هو الله ؟ و عرفت ان يسوع هو الهي’’ !
| |
|
عايدة عضو مميز
عدد المساهمات : 558 نقاط : 760 تاريخ التسجيل : 14/06/2016
| موضوع: رد: الدّكتور " جيمس سيمبسون " بين اكتشافه الكلوروفورم وبين اكتشافه ليسوع المخلّص الثلاثاء أغسطس 09, 2016 4:20 pm | |
| | |
|
سعاد الادارة العامة
عدد المساهمات : 22227 نقاط : 30251 تاريخ التسجيل : 10/10/2014 الموقع : لبنان
| موضوع: رد: الدّكتور " جيمس سيمبسون " بين اكتشافه الكلوروفورم وبين اكتشافه ليسوع المخلّص الثلاثاء أغسطس 09, 2016 10:11 pm | |
| | |
|