صلاة شكر - بقلم جيمس مارتن اليسوعيّ
أشكرك إلهي
أشكرك يا إلهي. فأنا ممتنٌّ لأمورٍ كثيرةٍ. وأعلم أنّني لست الأكثرَ امتنانًا الذي تعرفه، لذا هَبني بعض الوقت لأبوحَ لك بسرّ هذا الشكر.
أشكُرك يا إلهي على هبة الحياة. بدونك ما كنتُ هنا. بك كان كلّ شيء، وبدونك لَم يكُن من شيء.
أشكرك يا إلهي لوجود أهلي. على الرّغم من ضعفهم وهفواتهم، إلّا أنّهم أحبّوني بأفضل طريقة يستطيعونها. وعملوا بأقصى إمكانيّاتهم ليؤمّنوا لي مَأكَلي ومَلبَسي ومَسكني. لَم ولن يكونوا مُدركين لكلّ ما يفعلونه من أجلي، كالأمور التي قدّموها عندما كنتُ صغيرا، لكنّني ممتنّ لتلك التي أذكرها، تربيتي على أن أكون شاكرًا.
إن كان أبَواي قد أنهيا رسالتهما على الأرض وهما معك الآن، فساعدني لأن أكون شاكرًا لحياتهم، واملأني رجاءَ اللقاء بهم ثانية، برفقتك، حيث سيتثنّى لي أن أشكرك مجدّدًا.
أشكرك يا إلهي على أصدقائي. وإن اقتصر على واحدٍ اليوم، فأنا ممتنّ لك إلهي، لقد أظهرتَ حبّك لي بواسطتهم، فبدوتُ مهمِلًا أمام اهتمامهم بي. فهم يقدّمون النصيحة لي عندما أحتاجها، وأكثر من ذلك عندما لا أسألها، فهي دومًا لمسة اهتمام. إنّهم يصغون لشكواي على الرغم من كثرتها، ويحتفلون بي وإن لم تكن أمورهم على ما يرام. ويبرعون في إضحاكي والسخرية من نفسي. وهذا وحده سببٌ كافي لأن أكون شاكرًا لك. هَبني أن أكون بدوري صديقًا جيّدًا لهم.
أشكرك يا إلهي على عائلتي، أعلم أنّ كلّ العائلات غريبة الأطوار بشكلٍ أو بآخر، وعائلتي غير مستثناة. وكان لأسرة يسوع حصّتها من هذه العقد. أعلم أنّهم قدّموا لي كلَّ ما يملكون من حبّ. هَبني أن أكون بدوري فردًا صالحًا في عائلتي، أحاول قدر استطاعتي أن أسأل عنهم وأزورهم في وحدتهم، وعلّمني أن أصمت عندما يحتاجون لإصغائي، خاصةً عندما لا أملك سوى الترّهات.
أشكرك يا إلهي على عملي، هو ليس بالضرورة طريقٌ مفروش بالورود، يكفي أن يكون لي مكانٌ لأعمل به وأكون قادرًا على كسب قوت عيشي، هذا أكثر ممّا يملكه الكثيرون. أعلم أنّ من يشاركوني العمل قد يدفعوني إلى الجنون، لكنّهم ، بنفس الوقت، يبذلون أفضل ما لديهم. هَبني أن أكون زميلًا صالحًا، أن أهتمّ بمن أعمل معهم، وألّا آخذَ كلّ الأمور على سويّة واحدة من الجديّة. هَبني أن أتذكّر أنّ كلّ عملٍ مجّانيّ وبقلبٍ محبٍّ سعيدٍ هو مستحقّ في نظرك.
أشكرك يا إلهي على كلّ الأشياء التي أعلم أنّها تنقص الكثيرين. إذ يطول ذكرها. فأنا ممتنّ للمأكل، للماء النظيف المتواجد بسهولة، للدفء بالشتاء والبرودة في الصيف. لمقدرتي على زيارة الطبيب وإجراء المعاينات اللازمة، وتوفّر سُبل الوقاية من أي مرضٍ مُحتَمل.
هي نِعَمٌ لم يحصل عليها الكثيرون، أجل، هَبني أن أكون شاكرًا دائمًا وأن أتذكّر أنّه باستطاعتي أن أكون كريمًا فأساعد كلّ من يفتقد هذه النِعم، وبذلك أشكرك مرّة أخرى.
هل ذكرت كم أقدّر روعةَ ما أبدعَت يداك، لألوان الخريف البرتقاليّة المتماذجة مع زرقة السماء الواسعة، لرائحة التراب بعد عاصفة ماطرة، لما يرسمه الصّقيع من أشكالٍ مجنونة على النوافذ في الشتاء، لسحرٍ عبقِ النرجس في الرّبيع، عندما أكون هناك، أم لشواطئ البحار (عمل جليل أبدعتَه)، أم الجبال (أيضًا عظيمة)، أم لغروب الشّمس (قمة الروعة).أم لبرغرٍ شهيّ. ما أعظم أعمالك يا ربّ، كلّها بحكمة صُنعت.
فوق كلّ شيء أشكرك يا إلهي لحضورك بحياتي. أنت في كلِّ مكان، وإنّي إذ أعاينك في كلّ الأشخاص وأسمع دعوتك في كلّ زمان، أعلم أنّك مصدر كلّ امتنان. وعندما أقع في فخّ التجارب، فأكونُ أسير مشاكلي ومخاوفي، أعلم حينها أنّني قد ابتعدتُ عنك.
ختامًا، أعلم أنّني لست بالشّاكرِ دائما أو كما يجب، لكنّني اليوم، أنا كذلك. سأحاول اليوم أن أكونَ شاكرًا طوال النّهار، لأنّك أنت كريم معي طوال اليوم و... كلَّ يوم. آمين
نقلتها إلى العربيّة ريم ديوانة