سعاد الادارة العامة
عدد المساهمات : 22227 نقاط : 30251 تاريخ التسجيل : 10/10/2014 الموقع : لبنان
| موضوع: في قدّاسه الأخير فقد وعيه وحملوه عن المذبح السبت أكتوبر 22, 2016 10:39 pm | |
| في قدّاسه الأخير فقد وعيه وحملوه عن المذبح شهدت كفا زوجة العويني: اتيتُ في الأحد الثان مع بعض النسوة لسماع القدّاس في كنيسة المحبسة. ولمّا دخلناها، وجدنا فيها الأب شربل ساجداً يصلّي. فاستفسر لنا رجلٌ عن الوقت الذي تقام فيه الذبيحة، لأنّ البرد كان شديداً، ولا يمكننا الانتظار. فأجابنا: لا تذهبن بدون ان تسمعن القدّاس، فإنّ الأب شربل يحتفل يحتفل في هذا اليوم بالقدّاس قريباً فانتظروه.
وبعد انتظارنا قليلاً، لبس الأب شربل اثواب التقديس، وبدأ بتلاوة الذبيحة الإلهيّة. وقبل ان يلفظ كلام التقديس، احسّ بعارض. فنُزعَت عنه البدلة وبقي في الكنيسة. ولمّا عزمنا على الخروج والذهاب الى بيوتنا، قال لنا الأب مكاريوس: لا تذهبوا! انّ الأب شربل حدث له وجع قلب، فمتى ارتاح يُتمّ القدّاس.
ولمّا استراح، نهض وراح يكمل الذبيحة. وبعد ان تلا كلام التقديس، رأت راحيل ابنة يوسف سابا، وهي فتاة صبيّة، طفلاً جميلاً مكان القربانة عندما رفعها الحبيس، فصاحت بخالتها: "انظري يا خالتي، كم هو جميل هذا الطفل! " فأسكتتها خالتها كفا، واضعةً يدها على فمها، لئلّا تحدث ضجّة في الكنيسة فتزعج الحبساء.
وما بلغ الى رفعة الكأس والقربان، حيث يتلو الكاهن الصلاة التي اوّلها "ابو دقوشتو" (يا ابا الحقّ)، حتّى عاوده العارض نفسه بشدّة. فاستمرّ بدون حراك بضع دقائق، والكأس والقربان مرفوعتان في العلاء، فلاحظ الأب مكاريوس بغتةً انّ لونه تغيّر واصفرّ، وانّ رجليه قد تسمّرتا في موضعهما كأنّ العارض عاوده. فوضع الأب مكاريوس البطرشيل على عنقه، وتقدّم مرتجفاً وقال له: "ارخِ الكأس والجسد من يدكَ". وكان الأب شربل متمسّكاً بهما اشدّ التمسّك، وهو جامدٌ كالصّخر بدون حراك.
فكرّر القول عليه اوّلاً وثانياً: "ارخِ الكأس من يدكَ يا بونا شربل، اعطني الجسد، اتركه لا تخف". وبالجهدِ الجهيد فتّح اصابعه وأخذ الكأس منه والقربان ووضعهما على المذبح، واجلسه على مركعه في الكنيسة.
نظرنا الأب مكاريوس بعد وقوع الحادث فرأينا وجهه محمرّ كالدّم وهو يرتجف من الخوف، ثمّ بعد ان استراح قليلاً عاد ليتابع الذبيحة. وبينما كان يكسر الخبز على المذبح قبل التناول، شهقت راحيل بالبكاء. فسألتها خالتها: "لماذا شهقتي؟؟" فأجابت: ألا ترينَ الحبيس يفسخ الولد بيده؟ فأسكتتهامن جديد.
وتابع الأب شربل قدّاسه كالعادة، حتّى شعر برجفة، ووجع قلب، فنادى الأخ بطرس المشمشاني الحبيس، الذي تقدّم اليه، ثمّ رفع عنه البدلة واجلسه على مركعه في الكنيسة، فسألت كفا الأب مكاريوس بعد ان طال جلوسه: " هل يمكنه ان يعود الى إتمام القدّاس؟ فأجابها: "لا اظنّ"، فانصرفت.
وبعد ان استراح ثالثةً، عاد الأب شربل ليكمل القدّاس. وعاوده العارض عند مناولة الدمّ. هنا كمش الكأس بشدّةٍ، وضمّه الى حافّة شفتيه وأسنانه. وبقي على هذه الحالة الى ان اتى رفيقه الأب مكاريوس، وصار يشدّ لكي ينزع منه الكأس. فانتزعه بصعوبةٍ، وكان الاب شربل قد شرب الدّم.
ثمّ نزعوا عنه ملابس التقديس، وحملوه الى المطبخ، وكان غائباً عن الحواس، ومع ذلك لم يزل يكرّر كلمات القدّاس: "ابو دقوشتو، ثمّ يا يسوع ومريم ومار يوسف". ووضعه رفيقه على بلاس شعرٍ ليدفّئه لأنّ البرد كان شديداً، والثلج متراكماً بعلوّ مترٍ ونيّف. فبقي في المطبخ، ولمّا غطّوه بلحافٍ، كان يلقي به بعيداً، وكان لمّا يفيق في بعض الأحيان من غيبوبته يقول: "اريد ان اقدّس، اعدّوا لي لوازم القدّاس".
وكان يقول ايضاً: "يا ربّ ارحمني" ، وظلّ يكرر هذه الكلمات مدّة الستّة ايّام الأخيرة من عمره.
| |
|
عايدة عضو مميز
عدد المساهمات : 558 نقاط : 760 تاريخ التسجيل : 14/06/2016
| موضوع: رد: في قدّاسه الأخير فقد وعيه وحملوه عن المذبح الإثنين أكتوبر 31, 2016 1:09 pm | |
| | |
|
سعاد الادارة العامة
عدد المساهمات : 22227 نقاط : 30251 تاريخ التسجيل : 10/10/2014 الموقع : لبنان
| موضوع: رد: في قدّاسه الأخير فقد وعيه وحملوه عن المذبح الإثنين أكتوبر 31, 2016 7:47 pm | |
| | |
|