زوادة اليوم : أمّي أين يسكن يسوع ؟

زوادة اليوم : أمّي أين يسكن يسوع ؟

أمي أين يسكن يسوع؟ أجابت الأم : يسوع يعيش عندنا هنا في بيتنا , يذهب معك الى المدرسة , لماذا تسأل ,ألا تدري بان يسوع يقطن معنا ؟ نظر الطفل الى امه مستغربا متسائلا : أين يعيش هنا معنا ؟ وكيف يذهب

معي للمدرسة؟ ماذا تقولين يا أمي؟ كيف يعيش يسوع عندنا أين هو؟ قالت الأم: سوف تعرف كيف تشعر بوجوده بيننا . سوف تعرف كيف تسمعه وتحادثه ..عندما تعرف كيف تراه بقلبك وبصيرتك .. لا ببصرك وحواسك ..عليك أن تشعر به في روحك . وتحادثه بصمتك , عليك أن تحبه وتعشقه بكل حواسك , وسوف تراه حتما عندما تحب رفاقك من كل قلبك . أفهمت ؟ قال الطفل لا يا أمي لم أفهم شيئا .. ضحكت الأم وقالت ولا حتى القديس أوغسطينوس كان يفهم .... الموضوع ليس سهلا يا ولدي .. لكنك سوف تدركه يوما ما . ذات يوم , في المدرسة . وفي حصة تعليم ديني. قالت المعلمة : يسوع مات وقام وصعد إلى داره في السماء ... قال الطفل : لا يا آنسة يسوع يعيش معنا . هو عندنا في البيت . ساكن عندنا ,وهو يحضر معي للمدرسة . اندهشت المعلمة واستغربت , وكيف ذلك يا بني ؟ قال لا أعرف ,ولا حتى القديس أوغسطينوس يعرف .. ضحكت المعلمة ونظرت نحو الأطفال وسألت من منكم يعرف قصة القديس أوغسطينوس ؟ حسناّ , حسناّ سأرويها لكم : كان القديس اوغسطينوس يحب السير على شاطئ البحر وهو شغوف في الثالوث المقدس ؟ كيف هم ثلاثة أقانيم في واحد ؟ وكيف تشكل هذا الكون غير المتناهي ؟ وكيف ربنا خلق هذه الدنيا وكيف هو شكل الله ؟ وكيف ولد ؟ وكيف عاش بيننا ؟وكيف مات ؟ وكيف عاد؟ وكيف هو باق معنا وتساؤلات كثيرة أخرى ؟.

.. ذات مساء, رأى القديس أوغسطينوس ولداً على شاطئ البحر يملأ دلواً من ماء البحر ويسكبه في دلو صغير . سأل القديس أوغسطينوس الطفل : ماذا تفعل يا بني ؟ قال الولد اريد أن افرغ ماء البحر هذا في هذا السطل ..

ضحك القديس أوغسطينوس وقال للولد: هل هذا معقول , كيف ستفرغ ماء البحر الواسع في هذا السطل الصغير ؟ قال الولد : إذن كيف تستطيع أنت احتواء هذا الكون غير المحدود في عقلك المحدود ؟ يا سيدي ,فكرك لن يستوعب أمور السماء , أنت لا تستطيع أن ترى ماذا يوجد خلف المرئيات , ولا تحس بغير المحسوس ؟ ..يجب ان تستسلم للإيمان والمحبة . عندها تستطيع أن تستوعب امور السماء و تفهم الثالوث المقدس , وبعد ذلك أختفى الولد. ادرك القديس اوغسطينوس مشكلته .. وعرف كم كان جاهلا .. وأدرك ان التعامل مع السماء لا يخضع لمقاييس البشر .. لا يقاس بأطوال ولا بأثقال ,لا يخضع لقوانين الفيزياء ولا الكيمياء .هناك مقاييس أخرى .لإدراك السماء. هناك المحبة في القلب والعقل والروح , هناك البصيرة التي ترى ماذا يوجد خلف الحياة , تدرك المحسوس وغير المحسوس . وحدها البصيرة وليدة الإيمان والمحبة هي التي ترى ما هو الموجود وما هو خلف الموجود .

» زوادة اليوم: ( هل أنت يسوع)
» زوادة اليوم: يا يسوع انا سمعان
» زوادة اليوم: يسوع هو الباب
» زوادة اليوم: دَين يسوع المسيح
» زوادة اليوم: يسوع جايي لعندك