جمال الماضي واليوم والمستقبل بك يا سيدي!
***********
أفتقدك، ويفتقدك الكل في هذا العصر الذي نعيش فيه يا سيدي!
إنه زمن المصالح، وعصر السرعة ...
تاهت نفوسنا يا رب ...
تاقت نفوسنا للراحة ...
للعودة للأيام الأولى ...
وللحب الأول ...
للأمانة الأولى ...
وللعهد الأول ... يا سيدي!
لما كنا صغارا، كنا نختبر أمورا رائعة ضاعت منا في زحمة الحياة وصعوبتها ...
كنا نختبر معنى الثقة فيك، والاتكال عليك، ووضع الحياة برمتها بين يديك ...
وقتها لم نعرف الخوف، أو الضيق ... أو الفشل ... أو الحزن ... أو اليأس ...
ربي وإلهي ومخلصي، اليوم عندما تعصف بنا الرياح، أو ينوء الحمل بما لدينا من أثقال،
نحن نحتاجك يا رب ...
نحتاج حضنك الدافئ ...
نحتاج محبتك الحنونة ...
نحتاج ذراعيك المفتوحتين وأذنيك المصغيتين ... يا سيدي!
إلى من نذهب إلا إليك؟
ومن يحتملنا غيرك؟
فأنت في ضعفنا لنا القوة والعناية!
وأنت في خوفنا لنا الطمأنينة والحماية!
وأنت في سقوطنا لنا المعين والعضد!
وأنت عند خطيتنا لنا فيك الغفران والسند!
يا ربي،
أحتاج أن أعود طفلا من جديد ...
طفلا لا تعرف العبوسة طريقا لوجهه ...
ولا الخوف سبيلا لقلبه ...
ولا القلق عبورا لحياته ...
يا سيدي،
أحتاج ونحتاج كلنا - يا رب - أن نخرج من دوامة الحياة الفانية، الحاضرة اللاهية ...
حتى نضع بين يديك النفس التي تشعر بالأسى واللوعة ... يا سيدي!
جري الأيام والحياة السريع يخنقني ... يكبلني ... يقيدني ... يقتلني ... يا سيدي!
يا سيدي،
كم نشتاق أن نختبر من جديد المعنى الحقيقي للوجود ...
بعيدا عن زحمة المسئوليات والمشغوليات ...
نستقي من لدنك روعة الحياة في ثبات ...
حتى تعود أيامنا من جديد، تمتلئ بالأغنيات ...
فتختفي الآهات والأنات ...
وتتبدل بالترنيمات والتعزيات ...
يا سيدي،
أعدني وكل أيامي، بل ورفقائي لهذا الزمن من جديد ...
زمن الوجود في محضرك بتصميم أكيد ... وعزم وطيد ... وإيمان شديد ...
زمن الماضي الجميل ... لنعود نتمتع بغناك الجزيل ... يا سيدي!
استجب لي، واسمع لصلاتي في اسم المسيح ... آمين.
† "تعرفون ألحق والحق يحرركم" †
|