ماذا يوجد في السماء ؟؟
أولا: نعرف أنّه يوجد فيها ملائكة أطهار، هؤلاء الملائكة نتمنّى أحيانا أن نراهم ، هؤلاء الذين يجمّلون جو السماء ، إنّهم الأرواح الخادمة لأجل العتيدين أن يرثوا الخلاص، خدموا القدّيسين و كانوا مهتمين كثيرا بخلاص الإنسان : جبرائيل رئيس الملائكة هو الذي بشّر مريم بخلاص الإنسان. ولمّا ولد المسيح أتت جوقة من الملائكة ورنّمت و فرحت وزفّت البشارة للأرض.الملائكة يصعدون و ينزلوا على السلم ، انهم صلة الوصل بين السماء و الأرض. الناموس كان مركب بواسطة ملائكة و سنرى هؤلاء الملائكة في السماء.
ثانيا :في السماء سنرى القديسين و القديسات الذين سبقونا والذين عاشوا حياة الإيمان وضحو ا لأجل إيمانهم.
اليوم أجسادهم راقدة في الأرض و لكن أرواحهم في السماء ، و القدّيسون المعاصرون و قدّيسوا العهد القديم و قدّيسوا العهد الجديد الذين يكوّنون كنيسة واحدة ، سنراهم في السماء : وكم سيكون تجمّع جميل عندما تلتفت يمنة و يسرة فلا ترى الا قديسين ، على مد عينك و النظر، مؤتمر مسكوني تاريخي من بداية التاريخ الى نهايته، هؤلاء المؤتمرون الذين رآهم يوحنا في الرؤيا في إنجيله :جمع غفير لم يستطع أحد أن يعدّه من كل الأمم و القبائل ، يلبسون ثياب بيض ، علامة الطهارة و النقاوة و القداسة ، أتوا من الضيقة العظيمة ( الأرض) و قد بيّضوا ثيابهم بدم الخروف، حاملين في أيديهم سعف النّخل ( علامة الإنتصار على الشيطان بدم المسيح على الصليب و بكلمة شهادته).
سنقضي وقت طويل في السماء نستمع لأحاديث و قصص القديسين أنفسهم عن اختباراتهم الأرضية الجميلة. كل واحد منّا عنده شخص من القدّيسين محبّب الى قلبه أكثر من شخص آخر ، يرغب أن يجلس معه ليستمع الى قصصه و خبرته على الأرض : هناك أناس يرغبون أن يسمعوا من دانيال النبي و كيف قضى تلك الليلة في الجب الأسود. هناك أناس يرغبون أن يسمعوا من الفتيان الثلاثة الأبطال كيف وقفوا شامخي الرّؤوس في أتون النار. هناك بعض آخر يحبّون أن يسمعوا اختبارات بولس ، أو كيف قضى ارميا وقته في البئر. و الكثير الكثير منّا متشوّقون أن يجلسوا بحضن أم الإله العذراء الطاهرة النقية المباركة ليستمعوا إلى كلماتها المباركة و يتمتّعوا برؤية نور وجهها المقدّس الخ...سيكون المؤتمر الأجمل في هذه الحياة.
ثالثا : في السماء يوجد أمجاد. في القديم أرسل يوسف الى يعقوب أبيه يقول له : لا تتأسّف على أي شيء في أرض كنعان ، اترك كل شيء وراءك و تعال اليّ ، انا فرعون الثاني و عندي أمجاد كثيرة .
يا أحبّتي لا تتأسّفوا على اي شيء ستتركونه على هذه الأرض،آلام الزمان الحاضر لا تقاس بالمجد العتيد. حقا كما قال الكتاب: بل كما هو مكتوب "ما لم تر عين و لم تسمع اذن و لم يخطر على بال انسان ما اعده الله للذين يحبونه". (1كو 9:2). كل ما يخطر على بالك من أمجاد وأكثر بكثير ( ما لن يخطر على بالك) أمجاد هائلة و عظيمة. ابواب المدينة في السماء ، كل باب من لؤلؤة واحدة ، شوارع المدينة ليست زفت و لا باطون بل من ذهب خالص ( رؤيا يوحنا ) ، أمجاد ، أمجاد لا يتصوّرها عقل بشري، المدينة التي لها الأساسات : كل أساس من نوع ولون مختلف من اللآلئ ، صانعها الله. (رؤ 21: 12 و21).
رابعا : يوجد أيضا في السماء الراعي الصالح ، الرب يسوع المسيح ، هذا هو حبيب قلوبنا ،فعلا نحن متشوّقون لنراه وجها لوجه ، ستكتحل عيوننا بمرأى وجهه الجميل ، السماء بدون يسوع ليست سماء ، حيث يكون يسوع هذه هي السماء ، أين ؟ لا أعرف و لا أهتم ! لا يهمني أين، المهم أن أكون مع يسوع : الراعي الصالح الذي أحبّنا و غسّلنا من خطايانا بدمه ، وجعلنا ملوك وكهنة لله أبيه ،الذي ذهب لكي يعد لنا مكانا ، وسيأتي بمجد عظيم لكي يأخذنا اليه ، عريسنا ، خطبنا لنفسه ، وننتظر ذلك اليوم الذي فيه نطوّب : "طوبى للمدعوّين الى عشاء عرس الخروف". الراعي الصالح يقتادهم الى ينابيع مياه حيّة ، و يمسح كل دمعة من عيونهم.
خامسا: يوجد أيضا في السماء عرش الله : واقفون أمام العرش و أمام الخروف ، الله ملك ، الرب في السماوات ثبّت كرسيّه ، الله متسلّط على مملكة الناس ، العرش هو السلطان ، و الملك ، و السيادة ، و الرئاسة، والإرادة السنيّة . علّمنا المسيح أن نصلّي لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض: مشيئة الله في السماء مشيئة تسود على الجميع . و العرش يخرج منه نهر و من هذا النهر يخرج ماء الحياة ، مما يدل على أنّه يوجد في السماء حياة أبديّة ، و على جانبي النهر يوجد شجرة الحياة التي تعطي كل شهر ثمرها. هذه الشجرة التي كانت في جنة عدن والتي خاف عليها الله أن يأكل منها الإنسان الخاطئ و يحيا بخطيئته الى الأبد ، فنقلها الى السماء ، ليأكل منها الإنسان بعد أن يخلّصه من خطاياه ، فيأكل منها و هو قدّيس ، فيحيا الى الأبد في القداسة و الطهارة.
سادسا: يوجد في السماء كنوز المؤمنين: لاتكنزوا لكم كنو
زا على الأرض بل اكنزوا كنوزا في السماء : هذه الكنوز مكنوزة في بنك السماء ، في مستودعات السماء ، و كل واحد منّا يرسل كنوزه الى حسابه الخاص فوق: عبادته ، خدمته، دوافعه،محبّته أعماله ، إيمانه ... يرسل كنوزه الى فوق.أتعابه ، مجهوداته، عطائه... كلّها الى فوق .لذلك يقول الكتاب " الذي يزرع لجسده من الجسد يحصد فسادا" ، لكن من يزرع للروح ؟؟؟ " فمن الروح يحصد حياة أبدية ". مفاجأة و خسارة علينا لو متنا و لم نصعد الى السماء أو أن نصعد الى السماء و نجد كنوزنا قليلة جدا و حسابنا في بنك السماء حساب متواضع جدا لأننا سنقضي أبديّتنا نعيش عليه .
سابعا : يوجد في السماء راحة أبدية . القديسون الموجودون في السماء اليوم أنا أعتقد انّهم يتمنّون أن يعودوا الى الأرض و لو لفترة قصيرة ، ليقضوا حياة وعمر آخر مليء بالتعب و المرض و الآلام ، و العذاب والجد و العطاء، و الصلاة والتضرع ، لأن الحياة على الأرض هي فرصة واحدة و لن تعود ، يُقرّر فيها الإنسان أين و كيف و بأي مستوى سيقضي حياته الأبدية التي لا نهاية لها أبدا حيث الراحة الأبدية ." الذي دخل راحته استراح".
أحبّائي ، الآن وقت التعب وتعبكم ليس باطلا في الرب ، في السماء أفراح دائمة ، لا يوجد سعادة هنا، هذا عالم الشقاء و التعاسة ، هذا وادي ظلال الموت ، فيه انزعاجات و عذابات و أمراض الخ... لكن الأفراح موجودة في السماء .
وأخيرا : يوجد في السماء سجود و تسبيح ، شغلنا الوحيد في السماء هو أن نسجد للرب و نسبّحه و نرتّل له ، تعلّموا الترتيل هنا أيها الإخوة ، لأنكم ستقضوا حياتكم الأبدية بالترتيل و التهليل والتسبيح. فلنتعوّد من اليوم على هذه العبادة و نصرخ قائلين : " قدوس قدوس قدوس " .
فلنحيي فينا روح العبادة و التسبيح من الآن . هذا ما يوجد في السماء حسب الإنجيل المقدّس. فلنستعد و نحضّر نفوسنا و نطهّرها لنكون من سكّان السماء . آمين
سرفيلوس
21-08-2014
| 
الخميس أكتوبر 23, 2014 12:16 pm
