نواصل سيرة أمنا إيريني (1936 – 2006)
سلسلة المفاتيح ...
"أراد البابا كيرلس السادس أن يقيم رئيسة لدير الشهيد مارجرجس بمصر القديمة ...
فإستدعى أمنا الغالية إيريني لتتولى هذه المسئولية
... ولكنها رفضت ...
فإنتدبها للاهتمام بشئون الدير لحين سيامة رئيسة له ...
كانت تذهب إلى دير مارجرجس في الصباح وتعود إلى ديرها في المساء ...
وكانت أمنا كيريا إسكندر تذهب مرافقة معها ...
تروي لنا أمنا الغالية عن هذه الأيام وتقول:
"كنت أقابل زائري الدير ...وأنزل معهم مزار الشهيد ...
وأسجل بيانات الوارد والمنصرف ...
كنت أشعر أني مشتتة باهتمامات كثيرة ...
فقلت ذات يوم في داخلي ...
"بقولك إيه يا مار جرجس ... أنت دمك تقيل ...
أنا لا عايزاك ولا عايزة ديرك ...
ففوجئت بأن سلسلة المفاتيح بأكملها ... وبها مفاتيح البوابة، ومزار الشهيد
ومخازن الدير، والمكتبة ... إتسحبت من إيدي !!!
فجريت على أمنا كيريا ... قلت لها: إلحقيني ...
المفاتيح كلها إتسحبت من إيدي ...
فقالت لي: يعني إيه إتسحبت ... تعالي ندور ...
فأكدت لها إني بحثت في كل مكان ... ولم أجدهم !!!
ثم قالت لي في هدوء: تعالي يا إيريني ... إعترفي ...
إيه إللي حصل بينك وبين الشهيد مار جرجس ؟؟؟
قلت لها: هقولك الحقيقة ...
قلت له: أنت دمك تقيل ... أنا لا عايزاك ولا عايزة ديرك !!!
قالت لي: إيه إللي عملتيه ده ... طيب قومي إعتذري للشهيد"
قلت لها: هو يزعل ليه من الحق؟!
ما ده شعوري وأنا مش حاسّة إني غلطانة !!!
لكني في الحال أدركت خطأي ... وشعرت بانسحاق ... وفضلت أبكي ...
وأعاتب نفسي ... كيف يصدر مني هذا التصرف؟؟!
وأتكلم مع شهيد عظيم بهذه الطريقة !!!
وقمت بعمل ميطانيات له ... وقلت له:
سامحني يا شهيد الرب ... وكنت أبكي بشدة ...
ولم يمر سوى وقت قليل حتى فاحت رائحة بخور شديدة جدا ...
حتى إقشعر جسمنا
ثم سمعنا صوت مفاتيح في الجو ...
وإذ بنا نرى سلسلة المفاتيح تسقط بيننا !!!
بركة صلوات وشفاعة القديس العظيم مارجرجس
وامنا تماف ايريني تكون معنا جميعا
امين