هل الله موجود؟ هل هناك دلائل على وجود الله؟
****************** هل الله موجود؟ من المشوق ان هذه القضية تجتذب كثيرا من الجدل.
ومن المثير للاهتمام أن مسؤولية اثبات ان الله موجود تقع على عاتق هولاء الذين يؤمنون بوجود الله
وليس العكس.
ولكن، اثبات وجود الله لا يمكن اثباته او عدم اثباته. يقول الكتاب المقدس
انه علينا أن نقبل حقيقة وجود الله بالايمان. "فمن المستحيل ارضاء الله بدون ايمان،
اذ ان من يتقرب الى الله لا بد له أن يؤمن بأنه موجود وبأنه يكافيء الذين يسعون اليه" (عبرانيين 6:11).
اذا اراد الله، فانه بامكانه الظهور والاثبات للعالم كله بأنه موجود.
ولكنه ان فعل ذلك لن يكون هناك احتياج للايمان.
"فقال له يسوع الأنك رأيتني أمنت، طوبى للذين يؤمنون دون أن يروا"
(يوحنا 29:20).
هذا لا يعني أن لا توجد دلائل تثبت أن الله موجود، فالكتاب المقدس يعلن: "السموات تحدث بمجد الله، والفلك يخبر بعمل يديه، بذلك تتحادث الأيام أبلغ حديث،
وتتخاطب به الليالي. لا يصدر عنها كلام، لكن صوتها يسمع واضحا،
انطلق صوتهم الى الأرض كلها، وكلامهم الي أقاصي العالم" (مزمور 19: 1-4).
بالنظر الي النجوم، او فهم اتساع حدود الكون، او دراسة عجائب الطبيعة،
أو مجرد رؤية غروب الشمس نجد أن لدينا دلائل تشير الي الله الخالق.
وان كانت كل هذة الدلائل غير كافية، هناك ايضا دلائل في قلوبنا.
يقول الكتاب المقدس في (جامعة 11:3) "
اذ صنع كل شيء حسنا في حينه وغرس الأبدية في قلوب البشر..."
هناك شيئا عميقا في كياننا يدرك انه هناك شيء آخر بعد هذه الحياة وخلف خليقة هذا العالم كله.
يمكننا ان ننكر هذة المعرفة بعقولنا ولكن وجود الله فينا ما زال يوجد.
وبرغم ذلك كله يحذرنا الكتاب المقدس ان بعض الناس سينكرون وجود الله: "قال الجاهل في قلبه، لا يوجد اله" (مزمور 1:14).
وحيث ان معظم الناس على مر العصور، من جميع الحضارات والبلاد والقارات المختلفة
ما زالوا يؤمنون بوجود الله بشكل أو بأخر.
لا بد من وجود شيء ما أو شخصا ما مسؤول عن هذا الاعتقاد الراسخ.
***** وبالأضافة الى النظريات الكتابية التي تثبت وجود الله، هناك ايضا نظريات علمية:
- النظرية الأولى هي النظرية المنطقية:
اكثر انواع هذه النظرية شيوعا هي التي تستخدم مبدأ تعريف الله لاثبات وجوده.
وتعرف هذه النظرية الله بأنه "ذاك المدرك الذي يفوق في العظمة اي شيء آخر".
وحيث أن الموجود أعظم من غير الموجود. اذا فأن أعظم كائن مدرك لا بد أن يكون موجود.
ان كان الله غير موجود فأنه لن يعتبر أنه أعظم كائن مدرك.
وهذا يناقض تعريف الله السابق.
- النظرية الثانية هي النظرية التطبيقية وهي نظرية مبنية على المبدأ: ان حيث انه من الواضح ان الكون مبني على نظام معقد وعجيب،
لا بد ان يكون هناك مهندس الهي. فمثلا، ان كان موقع الكرة الأرضية بضعة كيلومترات أقرب
أو أبعد من الشمس، فلن تكون المكان المناسب للحياة الموجودة عليها.
وان كانت العناصر الجوية مختلفة ولو بمجرد كسور، لمات كل شيء موجود علي الأرض.
- النظرية الثالثة لوجود الله هي النظرية الكونية وهي: لكل مسبب، سبب خلفه. الكون وكل ما فيه هو مسبب وعليه
لا بد أن يكون هناك سبب لوجود كل الأشياء. أيضا لا بد أن يكون هناك شيء "غير مسبب"
موجود وهذا الشيء هو السبب في وجود جميع الأشياء. هذا الشيء "الغير مسبب" هو الله.
- النظرية الرابعة هي النظرية الأخلاقية: وفيها أن كل من بلاد العالم خلال التاريخ كان له نظام قانوني معين.
كل منا لديه معرفة بالحق والباطل. القتل، السرقة، الكذب،
الغش كلها صفات غير أخلاقية متفق عليها في جميع البلاد.
من أين أتت هذه المعرفة بالحق والباطل ان لم تكن من الله القدوس؟
وبرغم كل هذا، يقول لنا الكتاب المقدس أن الناس سيرفضون معرفة الله الواضحة
والصريحة وسيقبلون الضلال. "اذ قد استبدلوا بحق الله ما هو باطل، فاتقوا المخلوق وعبدوه بدل الخالق،
المبارك الي الأبد، أمين!". (رومية 25:1)
وكذلك يعلن الكتاب المقدس أنه لا يوجد عذر للانسان الذي لا يؤمن بالله،
"فان ما لا يري من أمور الله، أي قدرته الأزلية وألوهته، ظاهر للعيان منذ خلق العالم،
اذ تدركه العقول من خلال المخلوقات. حتى ان الناس باتوا بلا عذر" (روميه 20:1).
***** بعض الناس يدعوا انهم لا يؤمنون بالله لأنه شيء "غير علمي"
أو "لأنه لا يوجد اثبات".
ولكن الحقيقة أن الناس يدركون أنهم حالما يعترفون بوجود الله يصبحون
مسؤولون أمامه وفي احتياج الى غفرانه (رومية 23:3 و 23:6).
ان كان الله موجود اذا نحن مسؤولون عن افعالنا أمامه.
ان كان الله غير موجود فأنه يمكننا أن نفعل أي شيء نريده من غير أن نهتم بالحساب مع الله.
أنا اعتقد أن هذا هو السبب الأساسي للايمان بنظرية التطور اذ ان من خلال الايمان بهذه النظرية
لا يحتاج الانسان أن يؤمن بالله الخالق. الله موجود والجميع يعلمون هذه الحقيقة.
وبمحاولة اثبات عدم وجوده بمنتهى العنف فهذا الفعل في حد ذاته يثبت وجوده.
أنا أعلم ان الله موجود لأني أتحدث معه كل يوم. ربما لا أسمع صوته بأذني ولكن أشعر بحضوره،
أدرك قيادته لحياتي، أعلم بحبه، وأطلب نعمته. هناك أحداث معينة حدثت في حياتي
لا يوجد لها أي تفسير أخر غير وجود الله. بطريقة معجزية أنقذ الله حياتي وخلصني وغير مجرى حياتي وأنا لا أملك الا أن أعترف بوجوده وأحمده.
كل هذه النظريات لا يمكنها أن تقنع أي شخص قد قرر أن ينكر ما هو واضح للعيان.
في النهاية، لا بد أن يقبل وجود الله بالايمان (عبرانيين 6:11). الايمان هو ليس قفزة عمياء في الظلام،
بل هو اتخاذ خطوة آمنة الى حجرة يقف فيها الكثير من المؤمنين بألله من أفراد العالم.
† "تعرفون ألحق والحق يحرركم" †
|