شكراً لك أيّتها المواقف



شكراً لك أيّتها المواقف عندما تنسحق مشاعرنا من جرّاء اختبار مؤلم أو صدمة نتعرّض لها.. فنبقيها مخبّئة في جيب حقيبتنا الشعورية.. ولا نخبر أحداً عنها.. فتصاب مشاعرنا بالتلف.. رغم إنكارنا، وتجاهلنا لها، وإحكام الإغلاق عليها.. لكن "رائحة" اختبارنا المؤلم، الذي قمنا بدفنه داخلنا، تنتقل من داخل "حقيبة" مشاعرنا إلى الخارج.. فتحوّلنا إلى أشخاص مضطربين، محبطين، نشعر بالكره، بالحقد، بالذنب، أو بالظلم.... وتنعدم ثقتنا بمن حولنا جميعاااا .... ربما لخوفنا بأن نصاب بخيبات متتاليه تنهك ارواحنا أحيانا يدخل الى حياتك أشخاص بسهولة أحببتهم واحترمتهم وأصبحوا أشخاصا عزيزون على قلبك لأنهم فرضوا عليك احترامهم وطيبتهم. ولكن أحيانا اخرى يخرجون من حياتك دون سابق انذار فبعد أن كانوا مصدر سعادتك وأملك يصبحون مصدر حزنك وألمك احساس لا يوصف أن تشعر بأن من احببتهم والذين طالما تمنيت رضاءهم يبدأون بالابتعاد عنك تدريجيا فلا يكون بوسعكالا الابتعاد والتخلي عنهم ، لا لأنك لا تريدهم بل لأنهم تخلوا عنك ، عندها لا تستطيع التمسك بهم والتضحيه من اجلهم فكرامتك تمنعك لأنهم داسوا عليك ووضعوك في اخر اهتماماتهم. احساس جميل أن تشعر بأن الاشخاص الذين كانوا كل شيء في حياتك انت كل شيء في حياتهم ، ولكن سرعان ما ينقلب الى احساس بخيبة الامل عندما تكتشف بأنك كنت تعيش في وهم او بالاحرى انهم يجيدون التمثيل... تسقــط الأقنعــه فجــأه !! وتكشف لنا عن أبشع الوجوه وأحقر النفوس ويتنكر لك من كان عنوانك بشكل يفزعك ويخيفك!! بابتعاده بسكوته بغموضه ولئمه عندما يجرحك من كنت تحسبه دواءك!! ويخذلك من كان في دنياك عزاءك!! عندما يبكيك من كنت تشكوا له همومك وعناءك و وهبته ثقتك وحبك واحترامك !! من فضّلته على نفسك... واستغنيت به عن كل رفاقك و احبابك و تكتشف أنك لا تشكل ولو جزءا صغيرا من حياتهم!! تبقى أحاسيس ومشاعر لا يشعر بها الا من تذوقها!! الواقع مرٌّ وقاسي... لكن عوّد نفسك على تلقي الصفعات والصدمات وأصناف الجحود من البشر التى لا ضمير لها لا تجعل سعادتك كلها تتوقف على عامل واحد وفتح "حقيبتك" الداخلية ونظفها وأزل بقايا مشاعرك وأحاسيسك المتعفنة.. كيف؟ بالشفافية، بالاعتراف أمام أنفسنا وأمام من نثق بهم بأن لدينا مشكلة حقيقية داخلنا.. فالكبت والإنكار.. ولفلفة المشاعر الدفينة والظهور أمام الآخرين بأن كل شيء معنا هو على ما يرام.. وبأننا مسيطرون على الوضع، لا تنفع، بل تُفاقِم المشكلة.. الكتمان صعب ولكن البوح أحيانا يكون أصعب فمهما كانت محرجة آلية البوح بما في داخلنا، تكون أسهل بعشرات الأضعاف من أن نبقى سجّانين دائمين لآلامنا الدائمة.. فلنفتح "حقائبنا"، ولننظّفها من العفن.. ولندع نور الشمس يدخل عتمتها.. استخدم عقلك حتى لا تخسر شخصاً يحبك بسبب تجربة عشتها مع من لا يقدر نفسك ......و من سرق احلامك وتذكر دائما عش كل لحظة كأنها آخر لحظة في حياتك، عش بالإيمان،عش بالكفاح،عش بالحب،عش بالأمل،وقدر قيمة الحياة