رهبانية مار يعقوب البرادعي للعذارى
من الأعمال الرسولية التي حقّقها قداسة سيدنا البطريرك مار إغناطيوس زكا الأول في عهده الميمون إذ ألهمه الله
أن يؤسس رهبانيّة للعذارى في 25 آذار 1990 سمّاها (رهبنة مار يعقوب البرادعي للعذارى)
واتّخذ مقر مبنى الاكليريكية الأفرامية السابق بالعطشانة ـ بكفيا ـ لبنان ديراً ومقرّاً رئيسيّاً
لهذه الرهبنة بعد أن أجرى قداسته عليه تصليحات جذرية. كما شيّد قداسته مقرّاً فرعياً آخر في باحة دير مار أفرام السرياني،
حيث تمَّ تعميره وتأثيثه في أواخر ربيع عام 1998 وهو من ملحقات دير مار أفرام السرياني في معرة صيدنايا.
كرَّسه قداسته بموجب الطقس الكنسي الخاص في 19 تموز 1998. وخلال عام 2000 استحدث لهذه الرهبنة مقرّ ثالث في العراق ـ بغداد بناء على اقتراح ورغبة نيافة الحبر الجليل مار سويريوس
حاوا مطران أبرشية بغداد والبصرة الذي هيأ مبنى لائقاً لذلك.
وقد أعلن قداسة سيدنا البطريرك ذلك رسمياً في منشوره البطريركي
عن افتتاح دير في بغداد يكون فرعاً لدير مار يعقوب البرادعي الرئيسي في لبنان. وقد كانت أول راهبة وشّحها قداسة سيدنا البطريرك بالاسكيم الرهباني الآنسة حنينة حنا هابيل وذلك بتاريخ 25/3/1990
في كاتدرائية مار جرجس بدمشق. ثم انتسب إلى هذه الرهبنة عاماً بعد عام آنسات فاضلات حتى بلغ العدد اليوم 18 راهبة.
وجميع هؤلاء الراهبات خريجات كليات ومعاهد عالية، وحاصلات على مستوى عال من الثقافة،
وحائزات على شهادات الدكتوراه والماجستير. ولهنّ نظام لجميع مرافق حياتهنّ الرهبانية. وبتاريخ 20 تموز 1997 احتفل قداسته بالقداس الإلهي في كنيسة مار يعقوب البرادعي للراهبات في العطشانة
ـ لبنان وخلاله قام بإحياء طقس كنسي قديم في الكنيسة السريانية الأرثوذكسية هو طقس رسامة رئيسة للدير
فكرّس الأم الفاضلة الراهبة حنينة هابيل رئيسة لدير مار يعقوب البرادعي وقلّدها الصليب المقدّس. تحمل هؤلاء الراهبات رسالة مسيحية سامية تقوم على التربية المسيحية السريانية الأرثوذكسية
والاهتمام بإدارة حلقات مراكز التربية الدينية وتنظيم تدريس علم اللاهوت، واللغة السريانية،
والطقس البيعي، وتاريخ الكنيسة وغير ذلك من العلوم الدينية التي معرفتها باتت ضرورية جداً
لمعلمي ومعلمات مراكز التربية الدينية في العالم، وبالتالي إعداد الكادر التعليمي والكفء من الجنسين لهذه المراكز.
ولمّا كان قداسة سيدنا البطريرك يتمتّع بعقلية حضارية ويتبنّى لغة العصر فقد جعل هذه الرهبنة،
رهبنة متطوّرة ذلك أنه أوفد بعض الراهبات إلى كلية اللاهوت بتسالونيكي ـ
اليونان لإكمال الدراسات اللاهوتية العليا شأنهنّ في هذا المجال شأن الرهبان سواء بسواء. |