عدد المساهمات : 15155 نقاط : 19773 تاريخ التسجيل : 10/10/2014 الموقع : لبنان
موضوع: اقوال للقديس نكتاريوس الأحد نوفمبر 09, 2014 6:53 pm
بحسب وصيّة المسيح، يجب على المسيحيّ أن يسعى وراء الكمال والقداسة. فكما أنّ الفلاح عندما يحرث أرضه يرسم خطوطًا عميقة بواسطة المحراث، هكذا فالكمال والقداسة يبدآن كخطّ عميق في روحنا ثمّ ينتشر هذا الخطّ إلى أفكارنا، رغباتنا، كلامنا، وأعمالـنا وبـعدهـا يظهـر كـلّ هذا جلياً في شخصيّتنا بعد أن يملأ نفسنا.
ليكن سلوكنا تجاه الكلّ برقّة، ولتكن كلماتنا وأعمالنا معبّرة عن نعمة الروح القدس التي نحملها داخل قلبنا ولتكن طريقة عيشنا شاهدة على أن ما نمجّده هو اسم اللَّه.
الذي يقيس كلامه، يقيس أيضًا أعماله، والذي ينتبه لما يقول ينتبه لما يفعل. لا يذهب أبداً أبعد من حدود اللياقة لأنّه يعلم أنّ الكلام الفارغ يولّد الحقد والضغينة، الأحزان والمجادلات والاضطرابات على أنواعها والحروب كذلك.
اللطف، إذاً، والاحترام العميق هو المطلوب منّا، لا يخرج من أفواهنا أبداً كلام جارح غير ممسوح بنعمة اللَّه، لتكن الكلمة المنطوقة من أفواهنا طيّبة كما لو كانت من المسيح نفسه لتعكس الصورة الصحيحة عن الطريقة التي ننشئ أنفسنا عليها.
مَن لا يعرف ذاته لا يعرف الله أيضاً. ومَن لا يعرف الله لا يعرف حقيقة الأشياء وطبيعتها إجمالاً. مَن لا يعرف نفسه يخطأ دائماً ويبتعد بشكل مستمر عن الله. مَن لا يعرف طبيعة الأمور وما هي عليه حقيقةً بذاتها، هو عاجز عن تقييمها بحسب قيمتها وعن التمييز بين الغالي والرخيص، وبين التافه والثمين. لذلك، يشغل هذا الإنسان نفسه في ملاحقة الأشياء التافهة والبديهية، غافلاً كلياً عن الأمور الأبدية والأكثر قيمة وغير مهتم بها.
على الإنسان أن يسعى لمعرفة نفسه ومعرفة الله، وأن يفهم طبيعة الأمور كما هي بذاتها، فهذا يصبح صورة الله ومثاله.
إن هدف حياتنا هو أن نصير كاملين وقديسيين، أن نكون أولاد لله وارثين لملكوت السماوات. فلننتبه إذاً، ربما بسبب فرح الحياة الحاضرة نهمل الحياة العتيدة أو بسبب اهتماماتنا الحياتية نترك هدف حياتنا.
إن الصوم والسهر والصلاة لا يجلبون وحدهم الثمار المرجوة، لأنهم ليسوا هدف حياتنا لكنهم الوسائط التي تحقق لنا هذا الهدف.
زيّنوا مصابيحكم بالفضائل، جاهدوا كي تنزعوا أهواء النفس، نقّوا قلوبكم من كل قذارة، حافظوا على الطهارة لكي يأتي الرب ويسكن فيكم، لكي يفيض الروح القدس عليكم بالعطايا الالهية.
اطلبوا الرب كل يوم ، داخل قلوبكم لا خارجها، وعندما تجدونه قفوا بخوف ورعدة كالشيروبيم والسيرافيم، لأن قلبكم صار عرشاً لله. ولكي تجدوا الرب عليكم أن تتضعوا حتى التراب، لأن الرب يمقت المتكبرين ويحب متواضعي القلب.
إن كنت تجاهد الجهاد الحسن سيقوّيك الله. في الجهاد نعرف ضعفاتنا، إنه المرآه لحالتنا الروحية. من لا يجاهد لا يعرف نفسه.
انتبهوا حتى إلى الأخطاء الصغيرة، لو وقعتم بخطيئة ما عن عدم انتباه لا تيأسوا، بل انهضوا بسرعة وسارعوا الى الله القادر أن ينهضكم.
لكل منا ضعفاته ونواقصه المتجذرة بعمق في نفوسنا، إنها كثيرة وموروثة. لا نستطيع استئصالها مباشرة باضطرابنا أو بحزننا الشديد، بل بالصبر والاصرار، بالجلد والاهتمام والانتباه.
الحزن الشديد يخفي داخله تكبراً، لهذا هو ضار وخطير، وفي كثير من الأحيان يضللنا به الشيطان ليقطع مسيرة جهادنا الروحي.
إن الطريق الذي يقود إلى الكمال طويل جداً، تضرّعوا إلى الرب كي يقويكم، كي تواجهوا بصبر سقطاتكم.انهضوا بسرعة، ولا تقفوا في المكان الذي سقطتم فيه باكين منتحبين كالأطفال، فاقدين التعزية.
اسهروا وصلّوا كي لا تدخلوا في تجربة. لا تقنطوا إن سقطتم باستمرار في خطايا قديمة. كثير من هذه الخطايا قوي بطبيعتها أو بسبب العادة، لكنها ستغلب بمرور الوقت وبالمثابرة.لا تيأسوا من أي شيء.
ايرينى المدير العام
عدد المساهمات : 2613 نقاط : 3107 تاريخ التسجيل : 19/10/2014 الموقع : القاهرة