المسيح هو الرب
++++++++++++
أول نقطة في هذا الموضوع هي أن (الرب) اسم من أسماء الله، والنقطة الثانية هي أن السيد المسيح دعي ربًا، لا بمعنى مجرد سيد، إنما في مجالات تثبت لاهوته، كما في مجال الصلاة، أو الإيمان، أو الدينونة، أو الخلاص، أو عقب معجزة عجيبة، أو في ساعة الموت... إلخ.
وسنتناول كل ذلك بالشرح، مع إثبات من آيات الكتاب المقدس.
1 الرب اسم من أسماء الله:
قال الله في سفر إشعياء النبي " أنا أنا الرب، ليس فيرى مخلص" (اش43: 11). " أنا الرب وليس آخر. لا إله سواي" (اش45: 5) " أليس أنا الرب، ولا إله آخر غيري" (اش45: 21). وقال السيد المسيح مذكرًا بما ورد في (تث6: 13) " للرب إلهك تسجد، وإياه وحده تعبد" (لو4: 8) (مت4: 10) وقال أيضًا " لا تجرب الرب إلهك" (لو4: 12) (متى4: 7). فالرب هو الله. ولذلك قيل في سفر التثنية " لأن الرب إلهكم هو إله الآلهة ورب الأرباب" (تث10: 17). وقيل في سفر هوشع " أنا الرب إلهك وإلهًا سوى لست تعرف" (هو13: 4). ولعل من أهم الآيات الدالة على أن كلمة الرب هي من أسماء الله وحده قول الله في سفر إشعياء " أنا الرب. هذا اسمي. ومجدي لا أعطية لأخر" (اش43: 8).
2 أطلق اسم الرب على المسيح في مناسبات تدل على لاهوته:
ولعل منها ذلك السؤال الذي حير الرب الفريسيين، حينما قالوا إن المسيح هو ابن داود. فقال لهم " فكيف يدعوه داود بالروح ربًا قائلًا: قال الرب لربي أجلس عن يميني حتى أضع أعداءك تحت موطئ قدميك (مز109: 1) " فلم يستطيع أحد أن يجيبه بكلمة" (متى22: 43 46). فداود يدعوه ربه، ويزيد الآية قوة، جلوسه عن يمين الله...
3 وقد استخدام اسم الرب بالنسبة إلى المسيح في مجال الصلاة:
وهو مجال العبادة لا يمكن أن توجه فيه كلمة (يا رب) إلا لله وحده. وفي ذلك قال السيد المسيح في العظة على الجبل " ليس كل من يقول لي يا رب يا رب يدخل ملكوت السموات، بل الذي يفعل إرادة أبى الذي في السموات" (متى7: 21). وهو هنا يقول إن الصلاة الموجهة إليه بدون أعمال صالحة لا تفيد. وبنفس المعنى قال " لماذا تدعونني يا رب يا رب، وأنتم لا تفعلون ما أقوله" (لو6: 46).
4 واستخدام اسم الرب بالنسبة إلى المسيح في يوم الدينونة الرهيب:
وفي هذا قال السيد المسيح " كثيرون سيقولون لي في ذلك اليوم: يا رب يا رب. أليس باسمك تنبأنا، وباسمك أخرجنا شياطين، وباسمك صنعنا قوات كثيرة فحينئذ أصرح لهم أنى لم أعرفكم قط. اذهبوا عنى يا فاعلي الإثم" (متى7: 22، 23). وحديثهم معه باعتبار أنه الديان، وقيامة هو بعمل الديان، دليل على لاهوته لأنه ولاشك أنهم حينما يخاطبونه في يوم الدينونة بعبارة يا رب، هذا دليل على لاهوته لأنه هو المتصرف الأبدي. وعبارة باسمك تنبأنا. باسمك صنعنا قوات، هنا اعتراف باللاهوت في أخطر ساعة. وفي حديث الرب عن جلوسه للدينونة في اليوم الأخير، يخاطبه الأبرار والأشرار جميعًا بعبارة يا رب. فيقول له الأبرار " يا رب متى رأيناك جائعًا فأطعمناك. أو متى رأيناك عطشانًا فسقيناك" (متى25: 37) وبنفس الأسلوب يخاطبه الأشرار " يا رب متى رأيناك جائعًا أو عطشانًا أو غريبًا أو مريضًا أو محبوسًا ولم نخدمك" (متى25: 44). ويتلقى هؤلاء وأولئك منه الحكم بمصيرهم الأبدي. وهذه ساعة رهيبة يخاطبه فيها الكل كإله. وقد جلس على كرسي مجده وحوله جميع الملائكة والقديسين (متى25: 31). وفي نفس الوضع حديث الرب عن الدينونة، ووقوف الأشرار خارجًا يقولون يا رب افتح لنا (لو13: 25).
5 واستخدمت عبارة الرب للمسيح، في ساعة الموت:
وهي ساعة حرجة جدًا، يهتم فيها الإنسان وبخاصة البار بكل لفظة ينطق بها حرصًا على خلاصه. ونحن نرى قديسًا عظيمًا مثل اسطفانوس أول الشمامسة يقول في ساع موته " أيها الرب يسوع اقبل روحي" (أع7: 59). فهو هنا يعترف أن يسوع هو الرب، وهو الذي يستودع اسطفانوس روحه في يديه ويقول هذا بعد أن رآه قائمًا عن يمين الله في الأعالي. أنه اعتراف واضح بلا هوته. ومثله اعتراف اللص اليمين الذي قال له " اذكرني يا رب متى جئت في ملكوتك. والرب قبل منه هذا الاسم (يا رب). ومنحه الوعد أن يكون معه في نفس اليوم في الفردوس. أي أن إيمانه بأن المسيح رب استحق عليه الفردوس.
6 واستخدم اسم الرب بالنسبة الذي المسيح في مجال الخلق:
فقال الرسول " ورب واحد يسوع المسيح الذي به جميع الأشياء ونحن به" (1كو8: 6).
7 واستخدم نفس التعبير من توما الرسول في مجال التعبير عن إيمانه:
فلما آمن أنه هو: ووضع إصبعه مكان المسامير، قال في إيمان " ربي وإلهي" (يو20: 28). وهي عبارة واضح فيها التصريح. وقد قبل منه السيد المسيح هذه العبارة وهذا الإيمان، ووبخه على أنه كان متأخرًا في التصريح بهذا الإيمان، قال له " لأنك رأيتني يا توما آمنت؟ طوبى للذي آمنوا ولم يروا. (يو20: 29).
8 واستخدم نفس الاسم في مجال إيمان السجان وخلاصه:
قال بولس وسيلا لسجان فيلبى " آمن بالرب يسوع فتخلص أنت وأهل بيتك" (أع16: 31). عبارة رب هنا استخدمت بمعنى إله، لأنها خاصة بالإيمان والخلاص، وهما خاصان بالله وحده.
9 واستخدم اسم الرب للمسيح في مجال المجد:
فقال القديس بطرس الرسول " أنمو في النعمة وفي معرفة ربنا ومخلصنا يسوع المسيح له المجد الآن وإلى يوم الدهر" (2بط3: 18). وواضح أن هذا تعبير يدل على لاهوته. فشتان بين كلمة رب بالمفرد، وكلمة الرب. ثم أكثر منها كلمة ربنا ومخلصنا وهي لا تطلق إلا على الله. وبخاصة ما ذكر بعدها هنا له المجد الآن وإلى يوم الدهر. ويقول القديس يعقوب الرسول معاتبًا " يا أخوتي، لا يكون لكم إيمان ربنا يسوع المسيح رب المجد في المحاباة" (يع2: 1) فهو يريد أن يكون الإيمان به مرتبطًا بأعمال صالحة. وأهمية الآية في عبارة (ربنا)، وعبارة (رب المجد)، وارتباط العبارتين بالإيمان. وهذا لا يستخدم إلا في مجال الحديث عن الله.
10 إن تعبير رب المجد دليل على اللاهوت:
لأن المجد ليس له رب إلا الله وحده، الكلى المجد. وتعبير رب المجد أقوى بكثير من عبارة له المجد. وقد قيلت العبارتين عن السيد المسيح. وتعبير رب المجد تكرر مرة أخرى في قول القديس بولس الرسول عن الحكمة الإلهية التي لو عرفها " لما صلبوا رب المجد" (1كو2: 8).
11 وقد أطلق على السيد المسيح لقب رب الأرباب:
وهو من ألقاب الله وحده. فقد قيل في سفر التثنية " لأن الرب إلهكم هو إله الآلهة ورب الأرباب، الإله العظيم الجبار المهوب" (تث10: 17). ومع ذلك نرى إن لقب رب الأرباب أطلق على السيد المسيح في أكثر من موضع. فقبل في سفر الرؤيا " وله على ثوبه وعلى فخذه اسم مكتوب: ملك الملوك ورب الأرباب" (رؤ19: 16). وأيضًا " هؤلاء سيحاربون الخروف والخروف يغلبهم، لأنه رب الأرباب وملك الملوك" (رؤ17: 14). فمن يكون رب الأرباب وملك الملوك سوي الله نفسه، وقد قيل ذلك عن السيد المسيح، في تعبير يدل على لاهوته.
12 وقيل أيضًا إنه رب السبت (متى12: 8).
في حديث بين السيد المسيح والفريسيين حول السبت وعمل الرحمة فيه. قال لهم في أسلوب يوجههم إلى لاهوته " إن ههنا أعظم من الهيكل.. إني أريد رحمة لا ذبيحة". وختم حديثه بقوله " لأن ابن الإنسان هو رب السبت أيضًا" (متى12: 1-8). كلهم كانوا يعرفون أن يوم السبت هو يوم الرب. وشريعة السبت هي شريعة أصدرهما الله نفسه. ولكن هوذا السيد المسيح يقول إنه رب السبت أيضًا أي رب هذا اليوم الخاص بالرب، وهو صاحب الشريعة فيه. وهذا كلام لا يصدر إلا عن الله نفسه.
13 ودعي السيد المسيح أيضًا: الرب برنا:
وقد ورد ذلك في نبوءة لإرميا النبي قال فيها " ها أيام تأتي يقول الرب وأقيم لداود غصن بر. وينجح ويجرى حقًا وعدلًا في الأرض... وهذا هو اسمه الذي يدعونه به: الرب برنا" (أر23: 5، 6). وقد تحققت في السيد المسيح إذ صار برنا بعد أن منحنا التبرير بدمه.
14 واستخدم لقب يا رب له في مجال المعجزة:
فبطرس الرسول بعد أن مشى معه على الماء، خاف لما رأي الريح شديدة. وإذ ابتدأ يغرق صرخ قائلًا " يا رب نجنى" (متى14: 30) فمد الرب يده ونجاه والذين في السفينة سجدوا له قائلين بالحقيقة أنت ابن الله" (متى14: 33). وها نرى أن كلمة رب استخدمت في مجال معجزة. وحدث بعدها سجود، واعترف ببنوته لله، مما يدل على لاهوته.
15 وفي مجال المعجزة أيضًا نرى شهادتين للرسل:
فبعد معجزة صيد السمك قبل دعوة بطرس، سجد بطرس وقال للسيد المسيح " أخرج يا رب من سفينتي فإني رجل خاطئ" (لو5: 8). وقوة الآية هنا تتركز في عبارة يا رب، ومعها سجود، وبعد معجزة. فهي ليست كلمة عادية. وعبارة فإني رجل خاطئ تعطي قوة في الشعور بعدم الاستحقاق لوجود الرب القدوس في سفينته. وفي معجزة صيد السمك الكثير بعد القيامة نجد نفس الوضع:
" قال يوحنا لبطرس هو الرب" (يو21: 7). ولم يجسر أحد من التلاميذ أن يسأله من أنت، إذ كانوا يعلمون أنه الرب" (يو21: 12).
16 واستخدمت القديسة أليصابات هذا الاسم في استقبالها للعذراء:
امتلأت أليصابات من الروح القدس لما سمعت سلام القديسة مريم وقالت لها " من أين لي هذا أن تأتي أم ربي إلى. هوذا حين صار صوت سلامك في أذني، ارتكض الجنين بابتهاج في بطني" (لو 1: 43). قالت ذلكم في مجال معجزة، وهي ممتلئة بالروح القدس. وفي شعور بالانسحاق وعدم الاستحقاق لزيارة أم ربي لها. وكان هذا اعترافًا بلاهوته...
17 وبعد معجزة القيامة استخدمت كلمة الرب كثيرًا:
" جاءت مريم المجدلية وأخبرت التلاميذ أنها رأت الرب" (يو20: 18) " ففرح التلاميذ إذ رأوا الرب" (يو20: 20). " وقال له التلاميذ (لتوما) قد رأينا الرب" (يو20: 25). " وهم يقولون إن الرب قام بالحقيقة وظهر لسمعان" (لو24: 34). وقال بطرس للمسيح ثلاث مرات " أنت تعلم يا رب إني أحبك" (يو21: 15 17).
18 واستخدم الملائكة لقب الرب بالنسبة إلى السيد المسيح:
سواء في البشارة بميلاده، أو البشارة بقيامته.
ففي الميلاد قال الملاك للرعاة " ها أنا أبشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب إنه ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب" (لو2: 10، 11). وفي القيامة قال الملاك للمريمتين " إنكما تطلبان يسوع المصلوب. ليس هو ههنا، لأنه قام كما قال. هلما أنظر الموضع الذي كان الرب مضطجعًا فيه" (متى28: 5، 6). وها نرى شهادة الملائكة لربوبية المسيح.
19 وقيلت عبارة الرب أيضًا في معجزة الصعود:
وهكذا يقول القديس مرقس الإنجيلي " ثم أن الرب بعد ما كلمهم ارتفع إلى السماء وجلس عن يمين الله. أما هم فخرجوا وكرزوا في كل مكان، والرب يعمل معهم ويثبت الكلام بالآيات" (مر16: 19، 20). وهنا استخدام كلمة الرب في مجال الصعود إلى السماء والجلوس عن يمين الآب، وفي مجال تثبيت كرازتهم بالآيات... كل هذا يعطى معنى أنها ليست كلمة عادية، وإنما تستخدم في مجال الإيمان بلا هوته.
20 وكان الإنجيليون يستخدمون كلمة الرب كثيرًا بدلًا من اسم المسيح.
ففي معجزة إقامة ابن أرملة نايين قال القديس لوقا عن هذه الأرملة " فلما رآها الرب تحنن عليها وقال لها لا تبك" (لو7: 13). وفي خضوع الشياطين للتلاميذ، قالوا له " يا رب حتى الشياطين تخضع لنا باسمك" (لو10: 17). وفي معجزة التجلي قالوا له " يا رب جيد أن نكون ههنا " بطرس كلام الرب كيف قال له أنك قبل أن يصيح الديك تنكرني ثلاث مرات" (لو22: 6). وفي قصة زكا " فوقف زكا وقال للرب: ها أنا يا رب أعطي نصف أموالي للمساكين" (لو19: 8). وفي (لو22: 31 61) وردت عبارة الرب عن المسيح 6 مرات.
21 كذلك أطلق لقب الرب على المسيح في أسفار العهد الجديد:
وكمثال لذلك في سفر أعمال الرسل في دعوة شاول الطرسوسي " قال الرب لشاول أنا يسوع الذي أنت تضطهده... فقال... يا رب ماذا تريد أن أفعل" (أع9: 5، 6). وهنا قيلت في مجال معجزة ظهر فيها الرب بنور عظيم، وهي معجزة كانت السبب في إيمان شاول. وقال بولس الرسول " لكن بنعمة الرب يسوع المسيح، أن نخلص كما أولئك أيضًا" (أع15: 11). وعبارة النعمة تكررت كثيرًا ومنها " نعمة ربنا يسوع المسيح... مع جميعكم" (2كو13: 14). ولا شك أن عبارة النعمة مع ربنا، وفي مجال البركة تعطى معنى لاهوتيًا. وقال الرسول أيضًا " وكل ما لمتم بقول أو فعل، فاعلموا الكل باسم الرب يسوع" (كو3: 17). ولاشك أن هذا دليل على لاهوته، إذا كان كل فعل وقول يكون باسمه، باعتباره الرب. وقد وضح الرسول صلة المسيح كرب بالله الآب. فبعد أن تحدث عن أن المسيح " تجثو له كل ركبة ما في السماء وما على الأرض وما تحت الأرض " قال مباشرة " ويعترف كل لسان أن يسوع المسيح هو رب لمجد الله الآب" (في2: 10، 11). ذلك أنه " بهاء مجده ورسم جوهرة" (عب1: 30) " كل من يراه يكون قد رأي الآب" (يو14: 9).
22 وأخيرًا نقول أن السيد المسيح قبل أن يدعي بكلمة الرب وربي ويا رب. ودعا نفسه هكذا.
لم يتعرض مطلقًا على أن يقال له يا رب يا رب... يا ربنا... ونجد في قصة الفصح، لما أرسل تلميذين لإحضار جحش ليركبه في الذهاب إلى أورشليم قال لهما " قولا: الرب محتاج إليه" (مر11: 3) (لو19: 31).
23 وعبارة الرب يسوع هي آخر عبارة يختم بها العهد الجديد:
فآخر آيتين في سفر الرؤيا هما " أنا آتي سريعًا. آمين. تعال أيها الرب يسوع. نعمة ربنا يسوع المسيح مع جميعكم آمين" (رؤ22: 20 21). إننا نستقبله في مجيئه الثاني بعبارة " تعال أيها الرب يسوع" (وإلى أن يجئ تكون نعمة ربنا يسوع المسيح معنا. وكلمة ربنا شهادة واضحة على أنه الله. إننا لا نقول " ربنا " لبشر...
Doda Awad Eid
LikeLike · · Share
السيد المسيح هو الأول والآخر
+++++++++++++++++++
1 أنظر إلى نبوءة سفر الرؤيا: " هوذا يأتي مع السحاب، وستنظره كل عين والذين طعنوه وتنوح عليه جميع قبائل الأرض، نعم آمين. أنا هو الألف والياء، البداية والنهاية، يقول الرب الكائن والذي كان، والذي يأتي القادر على كل شيء" (رؤ1: 7، 8). أريت هذه الآية لأحد شهود يهوه في سنة 1953. فارتبك أولًا، ثم قال " كلا إن الآية الأولى هي فقط عن المسيح، أما الثانية فعن الله الآب". قال هذا على الرغم من وضوح الآية، وعلى الرغم من كلمة يأتي هو المسيح. فأشفقت عليه في ارتباكه، وقلت له: أنا متنازل إلى حين عن هذه الآية، فالعقيدة لا تتوقف على آية واحدة. ولنأت إلى آية غيرها وهي أكثر وضوحًا. قال الرائي:
2 أنا يوحنا أخوكم وشريككم في ملكوت يسوع المسيح وصبره. كنت في الجزيرة التي تدعي بطمس. وسمعت ورائي صوتًا عظيمًا كصوت بوق قائلًا "أنا هو الألف والياء. الأول والآخر... فالتفت لأنظر الصوت الذي تكلم معي. ولما التفت رأيت سبع مناير من ذهب. وفي وسط السبع المناير شبه ابن إنسان متسربلًا بثوب إلى الرجلين..." (رؤ1: 9 13). من هو هذا، شبه ابن الإنسان، إلا السيد المسيح الذي قال: أنا الألف والياء، الأول والآخر... هذا القديس يوحنا الرائي يؤكدًا فيقول:
3 " فلما رأيته سقطت عند رجليه كميت، فوضع يده اليمنى على قائلًا: لا تخف أنا هو الأول والآخر والحي وكنت ميتًا. وها أنا حي إلى أبد الآبدين آمين.." (رؤ1: 17). فمن هو هذا الحي وكان ميتًا إلا ربنا يسوع المسيح القائم من الأموات...
4 ويتكرر هذا المعنى مرة أخرى في الإصحاح الأخير من سفر الرؤيا حيث يقول الرب " هاأنا آتى سريعًا وأجرتي معي، لأجازى كل واحد كما يكون عمله. أنا الألف والياء، البداية والآخر... أنا يسوع..." (رؤ22: 12 16).
# ماذا نستنتج ؟
أ يقول الله في سفر إشعياء " أنا هو. أنا الأول والأخر " ويكرر هذه العبارة مرات. ويسوع المسيح يقول في سفر الرؤيا " أنا هو الألف والياء، الأول والآخر، البداية والنهاية " ويكرر هذا العبارة مرات. فكيف يمكن التوفيق بين القولين إلا أنهما لكائن واحد هو الله، وليكن الله صادقًا.
ب قال السيد المسيح إنه هو الأول، هو الألف، أي لا يوجد أحد قبله. وهذه العبارة لا يمكن تفسيرها إلا على أنه الله، وإلا يكون الله موجودًا على الإطلاق، إذ لا يوجد من هو قبل الأول، ولا قبل الألف. كيف توفق إذن بين الأول، قول الله " أنا هو قبلي لم يصور إله، وبعدى لا يكون"... التوفيق الوحيد هو أن قائل العبارتين واحد.
ج إذا كان المسيح هو الأول، إذن فهو ليس مخلوقًا، لأنه لا يوجد قبله من يخلقه. ومادام غير مخلوق إذن فهو أزلي، وإذن هو الله.
# محاولتان للرد:
بعد أن نشرنا الإثبات السابق في مجلة مدارس الأحد (يوليو 1953) قام شهود يهوه بمحاولتين للرد على مجلتهم برج المراقبة (نوفمبر 1953) من ص174 وذلك بادعاءين هما:
أ الادعاء بأن الذي يأتي هو الآب! وذلك ردًا على (رؤ1:8).
ب الإدعاء بأن ما ورد عن المسيح من حيث هو الأول والآخر، إنما قيل فقط من جهة أمور محدودة، تختص بموت المسيح وقيامته!
وقد كتبنا ردًا مطولًا على هذين النقطتين، نشر في مجلة مدارس الأحد في يناير 1954، نلخصه في الآتي:
1 لاشك أن الآتي هو السيد المسيح، يأتي للدينونة، ليجازى كل واحد بحسب عمله [ أنظر (مت25: 31 46)، (مت16: 27) ]. ولعل آخر آية في سفر الرؤيا تقول " أمين تعال أيها الرب يسوع" (رؤ22: 20). والسيد المسيح نفسه قال لرؤساء الكهنة "من الآن تبصرون ابن الإنسان جالسًا عن يمين القوة وآتيًا على سحاب السماء" (متى26: 64). وقال في علامات الأزمنة " وحينئذ تنوح جميع قبائل الأرض. ويبصرون ابن الإنسان آتيًا على السحاب بقوة ومجد كثير. فيرسل ملائكته..." (متى24: 29 31)... فإن كان شهود يهوه يقولون أن الآتي هو يهوه، وثابت من الآيات أن الآتي هو المسيح، فإنهم يقدمون لنا بذلك إثباتًا جديدًا على أن المسيح هو الله. ولكي يهرب شهود يهوه من هذا المأزق، قالوا في ص184 من نفس عدد برج المراقبة " لأن يهوه يأتي ممثلًا بالمسيح يسوع " فهل معنى هذا عودتهم إلى الاعتراف أنه الله ظهر في الجسد... (1تى3: 16)؟
\
2 أما قولهم عن أن عبارة الأول والآخر قيلت عن المسيح فيما يخص موته وقيامته فإننا نرد عليهم بالآتي:
أ من جهة الموت، لم يكن المسيح أول من مات، ولا آخر من مات. فقد مات الملايين قبله، وملايين بعده.
ب من جهة القيامة، فهو وإن كان حقًا باكورة الراقدين، أي أول القائمين بجسد ممجد، إلا أنه ليس آخر القائمين من الأموات، لأن كل الناس سيقومون في يوم القيامة، الأبرار منهم والأشرار (يو5: 28، 29)