لماذا اعطانا الرب جسده ودمه، وكيف تكون قطعة الخبز هذه جسد الرب؟ سؤال وجواب
لماذا اعطانا الرب جسده ودمه، وكيف تكون قطعة الخبز هذه جسد الرب؟ سؤال وجواب
لماذا اعطانا الرب جسده ودمه، وكيف تكون قطعة الحبز هذه هي جسد الرب ؟
اليكم سؤال وجواب مقتبس من العظة رقم 142 للقديس كيرلس الكبير عن تأسيس سر الافخارستيا
– لماذا يعطينا الرب جسده ودمه ؟
+ الرب هنا يعطينا حياة , فالحياة تنشأ من الجوهر الذي يفوق الكل وامر خاص به وحده ان تكون له القدرة على اعطاء حياة , وذلك بسبب انه هو بالطبيعة حياة
– كيف يكون جسد الرب ودمه حياة ؟
+ الله الكلمة اذ وحد مع ذاته ذلك الجسد الذي كان خاضعا للموت فكونه الله والحياة فقد طرد منه الفساد وجعله ايضا يصير مصدر الحياة لانه هكذا ينبغي ان يكون جسد ذاك الذي له الحياة … عندما تطرحون قطعة خبز في خمر او زيت او اي سائل اخر فستجدون انها صارت تحمل خاصية ذلك السائل الخاص وعندما يوضع الحديد في النار فانه يصير ممتلئا بكل فاعلياتها وبينما هو بالطبيعة حديد لكنه يعمل بقوة النار , هكذا كلمة الله المحيي اذ قد وحد نفسه بجسده الخاص بطريقة معروفه لديه فقط , فقد منحه قوة اعطاء الحياة وهو نفسه يؤكد لنا هذا بقوله: “الحق اقول لكم من يؤمن بي فله حياة ابدية , انا هو خبز الحياة “(يو48:6) وايضا :” انا هو الخبز الحي الذي نزل من السماء ان اكل احد من هذا الخبز يحيا الي الابد والخبز الذي انا اعطي هو جسدي الذي ابذله من اجل حياة العالم , الحق اقول لكم ان لم تأكلوا جسد ابن الانسان وتشربوا دمه فليس لكم حياة فيكم ” (يو53:6)
لذلك عندما نأكل الجسد المقدس الذي للمسيح مخلصنا , ونشرب دمه الثمين تكون لنا حياة فينا بكوننا جُعلنا واحدا معه , كائنين فيه ومقتنين له ايضا فينا
– ولكن هل هذا يعني ان كلمة الله لكونه بالطبيعة الحياة وهو يقيم فينا فهل جسد كل واحد منا سيُمنح ايضا قوة لاعطاء حياة ؟
+ من يقول ذلك فليعلم انه شيء مختلف تماما بين ان يكون الابن فينا بمشاركة نسبية وبين ان يصير هو نفسه جسدا
( للتوضيح : ان الجسد الذي يعطي الحياة يجب ان يكون جسد المسيح الخاص لانه هو مصدر الحياة التي نأخذها نحن , بينما نحن لسنا هذا المصدر)
– ولكن ما نراه على المائدة المقدسة هو حبز وخمر وليس جسد ودم ؟
+ بعد ان عرفنا: انه كان يليق به ان يكون فينا بالروح القدس وكذلك ايضا ان جاز التعبير يمتزج باجسادنا بواسطة جسده المقدس ودمه الثمين اللذين نقتنيهما ايضا كافخارستيا معطية للحياة في هيئة الخبز والخمر , إذ لئلا نرتعب برؤيتنا جسدا ودما بصورة حسية موضوعة على الموائد المقدسة في كنائسنا فان الله اذ وضع ذاته الي مستوى ضعفنا , فانه يسكب في الاشياء الموضوعة امامنا قوة الحياة ويحولها الي فاعلية جسده لكيما نأخذها لشركة معطية الحياة وكي يوجد فينا جسد الحياة كبذرة تنتج حياة ولا نشك في ان هذا حقيقي حيث قال بوضوح : “هذا هو جسدي , هذا هو دمي “